عبّرت إيران عن رفضها لقرار مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية، الذي تضمن إجراءات “مناهضة” لها، مؤكدة عزمها تشغيل عدد كبير من أجهزة الطرد المركزي الجديدة والمتطورة بمختلف أنواعها، وواصفة القرار بأنه “إجراء تصادمي وغير مبرر”، حسبما نقلت وكالة “إرنا” الإيرانية الرسمية.
وكان مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية، اعتمد الخميس، قراراً ينتقد إيران بسبب تقليص تعاونها في الملف النووي، مع الإشارة إلى وجود آثار يورانيوم في مواقع غير معلنة لم تقدم إيران تفسيراً مقنعاً لها. ولاقى القرار دعماً من القوى الغربية، خاصة الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وألمانيا، بينما اعترضت روسيا والصين على القرار.
وقالت الخارجة الإيرانية ومنظمة الطاقة الذرية الإيرانية في بيان مشترك، مساء الخميس، إن رئيس منظمة الطاقة الذرية (الإيرانية) أمر باتخاذ إجراءات فعالة، بما في ذلك إطلاق مجموعة ملحوظة من أجهزة الطرد المركزي الجديدة والمتطورة بمختلف أنواعها.
وشدد البيان على أن قرار الوكالة الدولية للطاقة الذرية جاء “بضغط وإصرار من ثلاث دول أوروبية والولايات المتحدة. وعلى الرغم من عدم دعم حوالي نصف الدول الأعضاء، فقد تم إصدار قرار غير توافقي بشأن برنامج إيران النووي السلمي”.
وأضاف البيان أن “السياسة المبدئية لجمهورية إيران كانت دائماً تقوم على التفاعل البناء مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، في إطار الحقوق والواجبات المحددة بموجب معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية واتفاق الضمانات الشاملة”.
انتقادات إيرانية
وذكرت الخارجية ومنظمة الطاقة الذرية الإيرانية في بيانهما المشترك، أن زيارة المدير العام للوكالة الدولية رافائيل جروسي إلى إيران، ولقاءاته مع كبار المسؤولين في طهران وزيارة موقعين نوويين والمفاوضات التي جرت، تشكل أساساً جيداً لتعزيز التفاعلات بين إيران والوكالة.
وشدد البيان على أن الحكومات الأوروبية الثلاث (ألمانيا بريطانيا وفرنسا) والمعروفة باسم E3 والولايات المتحدة، لم تنتظر صدور نتائج زيار المدير العام للوكالة، وفي “إجراء تصادمي وغير مبرر، قدموا قراراً ضد إيران في مجلس الحكام، والذي لم يحظ بتأييد نصف أعضاء مجلس الحكام، مما يدل على معارضتهم للنهج السياسي الهدام الذي يتبعه واضعو القرار”.
وقالت الخارجية ومنظمة الطاقة الذرية الإيرانية، إن “هذا النهج المسيس وغير الواقعي والمخرب يشوه الأجواء الإيجابية الحاصلة، والتفاهمات الناتجة عنها”، مضيفة أن اتخاذ مثل هذا الإجراء أثبت مرة أخرى أن “حكومات الدول الأوروبية وأميركا ليست صادقة على الإطلاق في ادعائها بالحفاظ على مصداقية الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وأن قضية إيران النووية هي مجرد ذريعة للمضي قدماً بأهدافهم غير المشروعة”.
وأضاف البيان، أن طهران “لا تزال مستعدة للتفاعل بشكل بناء مع الأطراف المعنية على أساس المبادئ والمعايير القانونية الدولية، والسياسة المبدئية لحماية حقوق ومصالح الشعب الإيراني، وسوف يستمر تطوير البرنامج النووي السلمي والمحلي بكل جدية”.
وكان وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي قال في مقابلة مع قناة “الميادين”، إن الضغط لن يعطي النتيجة المناسبة، مضيفاً أن ايران لن تغض النظر عن قراراها بالتعاون الايجابي مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، مؤكداً أن طهران سترد رداً مناسباً على الخطوة “غير الفنية” لأوروبا.
وأضاف عراقجي: “إننا نملك الإرادة الحقيقية للتعاون مع الوكالة، بيد أن التحرك الأوروبي يتعارض وهذا المسار”، موضحاً أن الهدف من دعوة مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل جروسي، كان فتح صفحة جديدة من التعاون بين إيران والوكالة الدولية.
وشدد على أن طهران حاولت إيجاد أرضية للتفاهم لتسوية المشاكل المتبقية، وأن جروسي كان متفائلاً ورحب بهذا الإجراء، محذراً من أن الضغط لن يفضي إلى النتيجة المناسبة.
يذكر أن مشروع القرار، الذي اقترحته الدول الأوروبية الثلاث بريطانيا وفرنسا وألمانيا والولايات المتحدة ضد البرنامج النووي الإيراني، قد تمت المصادقة عليه من قبل مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
ودخلت وكالة الطاقة الذرية وإيران في مواجهات طويلة بشأن مجموعة من القضايا منها فشل طهران في تفسير آثار يورانيوم وجدت في مواقع غير معلنة، ومنعها معظم كبار خبراء تخصيب اليورانيوم في الوكالة الأممية، من الانضمام لفريق التفتيش الخاص بإيران، العام الماضي، ورفضها توسيع نطاق المراقبة التي تجريها الوكالة.