باعتبارها رئيسة موظفي البيت الأبيض القادمة، فإن أحد التحديات المزعجة التي ستواجهها سوزي وايلز، التي رشحها دونالد ترمب، هي مراقبة عدد كبير من أصحاب المصالح القوية الذين يسعون إلى الحصول على خدمات من الرئيس المنتخب، وفق ما أوردته “أسوشيتد برس”.
ورشح ترمب مديرة حملته الانتخابية سوزي وايلز (67 عاماً)، في منصب كبيرة موظفي البيت الأبيض، على أن تتولى مهمتها بعد أدائه اليمين في 20 يناير المقبل.
وبينما يستعد ترمب للعودة إلى السلطة، يُرجح أن يعزز انتصاره من ثقة أولئك الذين يعتقدون أنهم قادرون على الحصول على اهتمامه، ما يثير احتمال أن تواجه إدارته الثانية العديد من المخاطر نفسها التي شهدتها إدارته الأولى.
تجفيف المستنقع
وأضافت الوكالة، أن ترمب انتُخب لأول مرة بناءً على تعهده بـ “تجفيف المستنقع”، وهو مصطلح يستخدمه السياسيون الأميركيون عادة للإشارة إلى تقليص نفوذ المصالح الخاصة وجماعات الضغط في واشنطن.
لكن النهج القائم على المقايضة الذي اتبعه ترمب للوصول إلى الرئاسة، أدى بدلاً من ذلك إلى ازدهار كبير في نشاطات كسب التأييد، ما منح حلفاءه، بمن فيهم وايلز، عقوداً مربحة، كما منح رجال الأعمال الأثرياء مزيداً من النفوذ، وأدى إلى عرقلة أجندته بعد أن تورطت إدارته في سلسلة من الفضائح المتعلقة باستغلال النفوذ.
وسيختبر ذلك قدرة وايلز على التعامل مع عدد متزايد من الشخصيات ذات النفوذ الكبير، بما في ذلك أبناء ترمب، وصهره جاريد كوشنر، ورجال أعمال مليارديرات مثل إيلون ماسك، الذين لن يكونوا بحاجة إليها للوصول إلى الرئيس.
وقال كريج هولمان، المناصر لمجموعة الرقابة الحكومية Public Citizen، إن تعيين عضو سابق في جماعة ضغط في مثل هذا المنصب يعد “إلهاماً يبعث بتوقعات سلبية لما نحن على وشك رؤيته من إدارة ترمب القادمة”.
وأضاف: “هذه المرة، لم يذكر ترمب حتى عبارة تجفيف المستنقع (…) إنه لا يتظاهر حتى بذلك”.
بدوره، رفض الناطق باسم فريق ترمب الانتقالي، برايان هيوز، أي ادعاء بأن سجل وايلز كعضوة في جماعة ضغط من شأنه أن يجعلها عرضة للضغوط.
وقال هيوز: “سوزي وايلز تتمتع بسمعة لا يمكن إنكارها من أعلى مستويات النزاهة والالتزام الثابت بأداء عملها سواء داخل الحكومة أو خارجها. ستواصل وايلز تقديم نفس النزاهة والالتزام أثناء عملها مع الرئيس ترمب في البيت الأبيض، وهذا هو بالضبط السبب وراء اختيارها لهذا المنصب”.
“عذراء الثلج”
وكان اختيار وايلز لشغل منصب رئيسة موظفي البيت الأبيض أول تعيين يعلنه ترمب بعد فوزه، إذ شاركت وايلز في قيادة الحملة الانتخابية للرئيس السابق، ويُنسب إليها الفضل على نطاق واسع في إدارة حملة “أكثر انضباطاً بكثير” مقارنةً بحملاته في النسختين السابقتين من الانتخابات الرئاسية.
ومع ذلك، ينتظر وايلز عمل شاق في منصبها الجديد، والذي عادة ما ينطوي على إدارة من يحق له الوصول إلى الرئيس، وهو ما انزعج منه ترمب خلال فترة رئاسته الأولى التي شهدت تغيير أربعة رؤساء لموظفي البيت الأبيض.
وخلال خطابه الأخير بعد فوزه، وصف ترمب وايلز بـ”عذراء الثلج”، وهو مصطلح يعني “امرأة جميلة ولكنها بلا قلب”. كما أشاد بها باعتبارها “لاعبة بارعة خلف الكواليس”.
وتُعد وايلز أول امرأة تشغل منصب رئيس موظفي البيت الأبيض، ويتضح أنها نجحت في التعامل مع “رجال عنيدين” على مدار مسيرتها الطويلة في مجالات السياسة والحكومة وجماعات الضغط.
وبدأت وايلز، ابنة لاعب كرة القدم الأميركية والمذيع الرياضي، بات سومرال، مسيرتها المهنية بالعمل مع النائب جاك كيمب، وهو أحد رموز المحافظين، في سبعينيات القرن الماضي.
وبعد ذلك، شغلت وايلز أدواراً في حملة رونالد ريجان، قبل أن تعمل مسؤولة عن تنظيم مواعيده في البيت الأبيض.
وانتقلت وايلز لاحقاً إلى ولاية فلوريدا، حيث عملت مستشارة لعمدتين في مدينة جاكسون فيل، ويُنسب إليها الفضل في مساعدة رجل الأعمال ريك سكوت، وهو الآن عضو في مجلس الشيوخ، على الفوز بمنصب حاكم الولاية.
وبعد فترة قصيرة من إدارتها لحملة جون هانتسمان، حاكم ولاية يوتا، الرئاسية في عام 2012، تولت وايلز قيادة حملة ترمب الانتخابية في فلوريدا عام 2016، حيث لعب فوزه في الولاية دوراً حاسماً في تأمين وصوله إلى البيت الأبيض.