حذر وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، الخميس، من أن حديث الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عن الحماية النووية يشكل تهديداً لروسيا، مشدداً على أن روسيا ستنظر إلى “وجود قوات حفظ سلام أوروبية في أوكرانيا بنفس الطريقة التي تنظر بها إلى وجود حلف الشمال الأطلسي (الناتو)”.
ونقلت وكالة الإعلام الروسية عن لافروف قوله خلال مؤتمر صحافي مع نظيره الزيمبابوي في موسكو “إذا كان يعتبرنا تهديداً، ويعقد اجتماعاً لرؤساء هيئات الأركان لدول أوروبية وبريطانيا، ويقول إن من الضروري استخدام أسلحة نووية، ويستعد لاستخدام أسلحة نووية ضد روسيا فهذا بالطبع تهديد”.
واعتبر أن تصريحات ماكرون بشأن التهديد الذي تشكله روسيا على الاتحاد الأوروبي “غير ذكية”، مضيفاً أنه “لا أحد يمنع ماكرون من الاتصال ببوتين”. وقال لافروف إن “ماكرون يواصل بشكل عدواني عمل نابليون، ويخفي نواياه الحقيقية”، على حد وصفه.
وقال ماكرون في خطاب نقله التلفزيون الأربعاء إنه يعتزم عقد اجتماع في باريس الأسبوع المقبل، لقادة جيوش الدول الأوروبية المستعدة لإرسال قوات إلى أوكرانيا. وأضاف أن فرنسا بحاجة إلى أن تكون مستعدة “إذا لم تعد الولايات المتحدة إلى جانبها”.
قوات حفظ السلام الأوروبية
وقال لافروف إن روسيا لا ترى مجالاً للمساومة في قضية إرسال قوات حفظ سلام أوروبية إلى أوكرانيا، معتبراً أن وقف المساعدات العسكرية الأميركية لأوكرانيا سيساعد على إنهاء الصراع سريعاً.
وقال لافروف إن نشر قوة عسكرية أوروبية في أوكرانيا يعني “حرباً مباشرة من الدول الأوروبية على روسيا”.
وتابع: “مستعدون لحوار صريح ومناقشة الأسباب الأساسية للصراع مع الأخذ بعين الاعتبار المصالح الروسية”، وقال إن المعلومات حول تعليق نقل بيانات الاستخبارات الأميركية لكييف “يؤكد ما تقوله موسكو منذ فترة طويلة، وهو أنه بدون مساعدة غربية، لا تستطيع أوكرانيا استهداف روسيا”.
وأدان الكرملين خطاب ماكرون الأخير، ووصفه بأنه “عدائي للغاية”، بحجة أنه يشير إلى نية فرنسا مواصلة الحرب في أوكرانيا بدلاً من السعي إلى السلام.
توسيع نطاق المظلة النووية
وتأتي تصريحات لافروف بعد يوم من تصريح الرئيس الفرنسي بأن الحكومة تفكر في حماية الحلفاء الأوروبيين بترسانتها النووية. وقال ماكرون: “لقد قررت فتح المناقشة الاستراتيجية حول الحماية من خلال الردع لحلفائنا في القارة الأوروبية”.
وأعرب الرئيس الفرنسي، عن انفتاح بلاده لمناقشة توسيع نطاق مظلة الردع النووي الفرنسية ليشمل شركائها الأوروبيين، مؤكداً عزم باريس زيادة الإنفاق الدفاعي، والاستمرار في مساعدة كييف، وسط تصاعد المخاوف الأوروبية من “تغير” الموقف الأميركي تجاه الحرب المستمرة في أوكرانيا منذ قرابة 3 سنوات.
وقال ماكرون في خطاب للأمة، إن فرنسا تتمتع بمكانة مهمة في أوروبا “بفضل قدرتها على الردع النووي”، مشيراً إلى انفتاحه على مناقشة “توسيع” هذه الحماية لتشمل الحلفاء الأوروبيين.
وشدد على أن “القرار النهائي بشأن الأسلحة النووية سيبقى في يد الرئيس الفرنسي”، مستشهداً بتصريحات سابقة للمستشار الألماني المقبل فريدريش ميرتس، والذي قال الشهر الماضي، إنه يريد مناقشة إمكانية توسيع نطاق المظلة النووية مع فرنسا وبريطانيا.
وأضاف ماكرون: “استجابة للدعوة التاريخية للمستشار الألماني المحتمل، قررت بدء مباحثات استراتيجية بشأن حماية حلفائنا في القارة الأوروبية من خلال الردع النووي الفرنسي.. أياً كان ما سيحدث، فإن القرار كان دائماً، وسيظل في يد الرئيس الفرنسي”.
ويُمثّل هذا التصريح “لحظة محورية” في الدفاع الأوروبي، ما يشير إلى أن فرنسا بقدراتها النووية المتقدمة قد تلعب دوراً أكثر بروزاً في حماية أمن القارة وسط التوترات الجيوسياسية المتزايدة، خاصة مع استمرار الحرب الروسية الأوكرانية.