استمعت هيئة المحلفين في نيويورك، الاثنين، خلال جلسة محاكمة للمتهم بمحاولة اغتيال الروائي سلمان رشدي، إلى الطريقة التي طعنه بها الشاب هادي مطر، أثناء محاضرة في نيويورك عام 2022.
وقال جيسون شميت، المدعي العام لمنطقة تشوتوكوا، “إن شاعراً كان يلقي كلمة أثناء محاضرة “حماية الكُتّاب من الأذى”، عندما قفز المتّهم على خشبة المسرح، وقطع نحو 10 خطوات مهرولاً نحو رشدي الذي كان يحضر الفعالية”.
أضاف: “من دون تردد، وبمجرد وصوله إلى السيد رشدي، طعنه بالسكين مراراً وتكراراً بسرعة وقوة وكفاءة عالية”.
وقال مطر المتهم بمحاولة الاغتيال بعد دخوله قاعة المحكمة: “فلسطين حرة، فلسطين حرة”.
وانتهت الجلسة على أن تستأنف المحاكمة الثلاثاء.
الاختباء في بريطانيا
وتلقى رشدي أثناء محاولة الاغتيال، نحو 15 طعنة في الرأس والعنق، وفي يده اليسرى أيضاً، ما أدى إلى فقدان عينه اليمنى وتضرّر كبده وأمعائه. وكان الكاتب قضى فترة التسعينيات مختبئاً في المملكة المتحدة بعد تلقيه تهديدات بالقتل، بسبب روايته “آيات شيطانية” التي صدرت عام 1988.
ومن المقرر أن يدلي رشدي (77 عاماً)، بشهادته بشأن إصاباته، وذلك في محكمة مقاطعة تشوتوكوا في مايفيل نيويورك، على بعد أميال قليلة شمالي مؤسسة تشوتوكوا، التي كانت تستضيف الفعالية.
ودفع مطر (26 عاماً) ببراءته من تهمتي محاولة القتل من الدرجة الثانية والاعتداء من الدرجة الثانية. والاتهام الأخير يتعلق بإصابة هنري ريس، المشارك في تأسيس جمعية “مدينة اللجوء” غير الربحية في بيتسبرج، التي تساعد الكُتّاب الفارّين من بلدانهم، وكان يجري الحوار مع رشدي في ذلك الصباح.
وقال شميت، “إن هيئة المحلفين، ستشاهد مقاطع مصوّرة للهجوم، الذي شهده حضور بلغ نحو ألف شخص، واعتقال مطر، وستستمع الهيئة إلى الجرّاح الذي عالج رشدي بعد أن فقد كميات كبيرة من دمائه.
وقالت لين شافر، المحامية العامة التي تمثّل مطر في بيانها الافتتاحي أمام هيئة المحلفين: “إن الادعاء لن يتمكّن من إثبات عنصر النية الضروري بما لا يدع مجالاً للشك. واعتبرت أن لهم أي أدلة سيقدمها شميت لن تظهر سبب تعرض رشدي للهجوم في ذلك اليوم”.
وأشارت إلى أن بعض الأدلة قدّمها شميت مثل التصريح الذي اشتراه مطر لدخول مؤسسة تشوتوكوا في 12 أغسطس 2022، صباح ظهور رشدي.
فتوى ضد رشدي
وُلد رشدي من أسرة مسلمة في كشمير، وحصل لاحقاً على الجنسية الأميركية، وبقي متوارياً عن الأنظار تحت حماية الشرطة البريطانية منذ عام 1989، عقب صدور فتوى بقتله.
وكان مؤسس الجمهورية الإسلامية الخميني، وصف رواية رشدي “آيات شيطانية” بالكفر، وأفتى بهدر دمه هو وكل من شارك في إصدارها.
وتمّت تصفية مترجم رشدي الياباني، هيتوشي إيجاراشي عام 1991.
وقالت الحكومة الإيرانية عام 1998، إنها لن تتبنى الفتوى بعد الآن، ما دفع رشدي لإنهاء سنوات العزلة، وأصبح من روّاد الفعاليات الأدبية في مدينة نيويورك حيث يعيش.
وقال مطر لصحيفة نيويورك بوست بعد الهجوم، إنه سافر من منزله في نيوجيرزي، بعد أن رأى الإعلان عن الفعالية التي سيشارك فيها رشدي، لأنه “يكره الروائي بسبب مهاجمته الإسلام”.
وذكرت الصحيفة أن مطر الذي يحمل الجنسيتين الأميركية واللبنانية، قال في المقابلة إنه فوجئ بنجاة رشدي.
وقالت مصادر المحكمة، إنه في حال إدانة مطر بالشروع في القتل، فسيواجه عقوبة بالسجن تصل إلى 25 عاماً.