أظهرت دراسة حديثة، عُرضت في الاجتماع السنوي لجمعية طب الأم والجنين في ولاية كولورادو الأميركية، دور الذكاء الاصطناعي في تحسين قدرة الأطباء على اكتشاف العيوب القلبية الخلقية خلال فحوصات الموجات فوق الصوتية الروتينية أثناء الحمل.
وتُعتبر عيوب القلب الخلقية -تشوهات القلب الموجودة منذ الولادة- أكثر الأنواع شيوعاً، إذ تشير مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها إلى أن نحو 1 من كل 4 أطفال يولدون بعيب في القلب يحتاج إلى جراحة أو تدخل طبي خلال السنة الأولى من حياتهم.
وعلى الرغم من التقدم في الرعاية الصحية قبل الولادة، لا تزال معدلات اكتشاف عيوب القلب الخلقية خلال الفحوصات الروتينية بالموجات فوق الصوتية دون المستوى المطلوب.
في الدراسة الجديدة، قام 14 طبيباً متخصصاً في أمراض النساء والتوليد وطب الأم والجنين، يمتلكون خبرات تتراوح بين سنة وأكثر من 30 عاماً، بمراجعة 200 صورة موجات فوق صوتية، مع وبدون استخدام برنامج ذكاء اصطناعي متطور.
وأظهرت النتائج أن البرنامج حسَّن بشكل ملحوظ قدرة الأطباء على اكتشاف الحالات المشتبه بها، بغض النظر عن مستوى خبراتهم أو تخصصاتهم، كما تحسنت ثقة الأطباء في اكتشاف هذه العيوب، وانخفض الوقت الذي استغرقوه لتحديد ما إذا كانت الحالة مصابة أم لا.
حالات الحمل منخفضة الخطورة
وقالت المؤلفة الرئيسية للدراسة “جينيفر لام-راشلين”، الأخصائية في طب الأم والجنين والأستاذة المساعدة السريرية في كلية الطب بجامعة “ماونت سيناي” إن نصف فحوصات الموجات فوق الصوتية قبل الولادة في الولايات المتحدة يتم مراجعتها من قِبَل غير المتخصصين، بما في ذلك أطباء النساء والتوليد، الذين قد لا يكونون مدربين على تفسير هذه الفحوصات بدقة.
وأضافت أن “هذا يفسر سبب انخفاض القدرة على اكتشاف عيوب القلب الخلقية حتى في الدول المتقدمة مثل الولايات المتحدة”.
وأشار الباحثون إلى أن معظم عيوب القلب الخلقية تحدث في حالات الحمل التي تُعتبر منخفضة الخطورة، ما يعني أن الحامل غالباً ما تكون تحت رعاية طبيب نساء وتوليد وليس أخصائي طب الأم والجنين الذي يتمتع بخبرة أكبر في اكتشاف هذه العيوب.
وتابعت لام-راشلين بالقول: “لذا صممنا برنامج الذكاء الاصطناعي بالتعاون مع الخبراء لتعزيز معدلات الاكتشاف، حتى بين غير المتخصصين، وتحقيق تشخيص مبكر لتحسين النتائج”.
تسلط الدراسة الضوء على الدور المحوري الذي يمكن أن يلعبه الذكاء الاصطناعي في تحسين الرعاية الصحية قبل الولادة، خاصة في مجال اكتشاف العيوب الخلقية التي قد تكون مهددة للحياة.
ومن المتوقع أن تؤدي هذه النتائج إلى تغييرات في الممارسات السريرية، إذ يمكن أن يصبح الذكاء الاصطناعي أداة قياسية في فحوصات الحمل الروتينية.
وقال الباحثون إنه ومع تزايد الاعتماد على التكنولوجيا في المجال الطبي، يمكن أن يسهم الذكاء الاصطناعي في تقليل الفجوات في الرعاية الصحية، خاصة في المناطق التي تعاني من نقص في المتخصصين، كما يمكن أن يساعد في تحسين نتائج الولادة من خلال التشخيص المبكر والتدخل السريع.