شدد وزير الخارجية المصري، بدر عبد العاطي، خلال اتصال هاتفي مع نظيره الأميركي ماركو روبيو، الثلاثاء، على أهمية عدم المساس بحقوق الشعب الفلسطيني، الذي يحرص على البقاء على أرضه ورفض النقل أو التهجير خارجها”، مع “ضرورة احترام صمود هذا الشعب وحقه في تقرير المصير”.
وشهدت الساعات الأخيرة جدلاً بين القاهرة وواشنطن، إذ قال الرئيس الأميركي دونالد ترمب للصحافيين، الاثنين، إنه تحدث مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، وذلك رداً على سؤال عما إذا كان تحدَّث مع الرئيس المصري، بشأن مقترح نقل سكان من قطاع غزة إلى مصر والأردن. في المقابل نفى مصدر مسؤول مصري رفيع المستوى حدوث الاتصال، حسبما نقلت عنه قناة “القاهرة” الإخبارية.
وقال المتحدث الرسمي لوزارة الخارجية المصرية، تميم خلاف، في بيان، الأربعاء، إن عبد العاطي تناول مع نظيره الأميركي، الشراكة الاستراتيجية الوثيقة بين البلدين والرغبة المشتركة في دفع علاقات التعاون الثنائية في مختلف المجالات، بما يسهم في توطيد الشراكة، ويعزز من الجهود الرامية لمواجهة التحديات الإقليمية المتعددة.
وأضاف أن الوزيرين استعرضا تطورات تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، إذ أكد الوزير عبد العاطي على “أهمية مواصلة أطراف الاتفاق على تنفيذ بنوده بمراحله الثلاث، بما يسهم فى تبادل الرهائن والأسرى، ويسمح للشعب الفلسطينى بالعودة إلى منازلهم، ونفاذ المساعدات الإنسانية بشكل مستدام للقطاع، وذلك كخطوة أساسية لاستعادة الهدوء والاستقرار، وبلورة أفق سياسي يسهم في إنهاء الصراع الفلسطيني -الإسرائيلي استناداً لحل الدولتين ووفقاً للشرعية الدولية”.
وكانت وزارة الخارجية الأميركية ذكرت أن الوزير ماركو روبيو، أبلغ نظيره المصري، أنه من المهم ضمان عدم قدرة حركة حماس على حكم قطاع غزة مرة أخرى.
وقالت وزارة الخارجية بعد المكالمة التي جرت الثلاثاء: “لقد أكد (روبيو) أيضاً أهمية محاسبة حماس”.
وأضاف البيان: “أكد الوزير أهمية التعاون الوثيق لتعزيز التخطيط لما بعد الصراع لضمان عدم تمكن حماس من حكم غزة أو تهديد إسرائيل مرة أخرى”.
البيت الأبيض يتمسك بتصريحات ترمب
وتمسّك البيت الأبيض بتصريحات ترمب بشأن إجرائه اتصالاً هاتفياً مع نظيره المصري، رغم نفي القاهرة حدوث هذا الاتصال. ورداً على سؤال لـ”الشرق” بشأن هذا الاتصال، قال كبير موظفي البيت الأبيض للسياسات ستيفن ميلر إن “الرئيس ترمب على صواب”.
في المقابل، ذكر المصدر المصري، أن أي اتصال هاتفي للرئيس المصري يتم الإعلان عنه وفقاً للمتبع مع رؤساء الدول، مشدداً على أنه “كان يجب تحري الدقة المطلوبة، خاصة فيما يتعلق باتصال على هذا المستوى وفي هذا التوقيت الدقيق الذي تمر به منطقة الشرق الأوسط، وعلى ضوء ما يمثله ذلك من أهمية خاصة في ظل العلاقات المتميزة التي تجمع رئيسَي البلدين”.
وفي وقت سابق، الأحد، قال الرئيس الأميركي، إنه تحدَّث إلى ملك الأردن بشأن مقترحه، وسيتصل بالرئيس المصري في الأمر ذاته.
وكان الاتصال المرتقب بين ترمب والسيسي محط اهتمام واسع، خاصة في أعقاب الرفض المصري والأردني والفلسطيني لمقترح الرئيس الأميركي بشأن رغبته في نقل سكان من غزة إلى البلدين.
ولم تعلن الرئاسة المصرية أو البيت الأبيض رسمياً عن مكالمة بين السيسي وترمب، بعد أن كانت الخارجية المصرية أصدرت بياناً يرفض بشدة مقترحات ترمب، الأحد، عقب ساعات من إعلانه نيته طرحها على الرئيس المصري في اتصال هاتفي.