سيطر متمردون في جمهورية الكونغو الديمقراطية على مطار مدينة جوما، أكبر مدينة في شرق البلاد، الثلاثاء، ما قد يؤدي إلى قطع الطريق الرئيسي لوصول المساعدات إلى مئات الآلاف من النازحين بعد السيطرة على المدينة في هجوم تناثرت خلاله الجثث في الشوارع.
وزحف متمردو حركة 23 مارس M23 إلى داخل جوما، الاثنين الماضي، في أكبر تصعيد منذ عام 2012 في صراع مستمر منذ 3 عقود تعود جذوره إلى الإبادة الجماعية في رواندا، والسيطرة على الموارد الطبيعية في الكونغو الغنية بالثروات المعدنية.
وفي العاصمة كينشاسا، الواقعة على بعد 1600 كيلومتر إلى الغرب من جوما، هاجمت حشود غاضبة مجمعاً للأمم المتحدة وسفارات دول عدة من بينها رواندا وفرنسا والولايات المتحدة معبرين عن غضبهم مما قالوا إنه “تدخل أجنبي”.
نهب السفارة الكينية
وجوما مركز رئيسي للنازحين بسبب القتال في أماكن أخرى شرق الكونغو ولمنظمات الإغاثة التي تسعى لمساعدتهم، كما أدى القتال إلى نزوح الآلاف من المدينة بما في ذلك بعض الذين لجأوا إليها في الآونة الأخيرة للفرار من هجوم شنته حركة 23 مارس منذ بداية العام.
وعلى الجانب الآخر من الحدود في رواندا، كانت الشاحنات تفرغ أعداداً كبيرة من الفارين من جوما مع أطفالهم وحزم المتعلقات.
وقالت حكومة جمهورية الكونغو الديمقراطية ورئيس قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة، إن “هناك قوات من رواندا موجودة في جوما، لدعم حليفتها حركة 23 مارس”.
وذكرت رواندا “أنها تدافع عن نفسها في مواجهة خطر فصائل مسلحة من الكونغو، دون التعليق بشكل مباشر على ما إذا كانت قواتها قد عبرت الحدود”.
وأفاد سكان ومصادر بالأمم المتحدة بأن “العشرات من جنود الكونغو الديمقراطية استسلموا، لكن بعض الجنود وأفراد الفصائل المسلحة الموالية للحكومة ما زالوا صامدين”.
وأضاف سكان في عدة أحياء أنهم “سمعوا دوي إطلاق نار من أسلحة صغيرة وبعض الانفجارات القوية اليوم”.
السيطرة على المطار
وتركزت معظم الاشتباكات حول المطار، وبحلول ظهر، الثلاثاء، قالت عدة مصادر دبلوماسية وأمنية، إن متمردي حركة 23 مارس، سيطروا بشكل كامل على المطار، ما جعلهم متحكمين في رابط حيوي مع العالم الخارجي.
وفي كينشاسا رددت حشود غاضبة شعارات معادية لرواندا وهاجموا سفارات عدة دول تعد مؤيدة لها، وأشعلوا النيران في إطارات ومبان، كما أطلقت الشرطة الغاز المسيل للدموع لتفريقهم.
وتخشى الأمم المتحدة والقوى العالمية من أن يتطور هذا الصراع إلى حرب أوسع في المنطقة شبيهة بتلك التي اندلعت في الفترة من 1996 إلى 1997 ومن 1998 إلى 2003 والتي أودت بحياة الملايين معظمهم بسبب الجوع والمرض.
وكان مصدر دبلوماسي أوروبي، قال إن سفارات فرنسا والولايات المتحدة ورواندا وأوغندا وكينيا في كينشاسا عاصمة جمهورية الكونغو الديمقراطية، تعرضت لهجوم من جانب محتجين، الثلاثاء.
وأضاف الدبلوماسي أن “المحتجين لم يدخلوا السفارتين الفرنسية والأميركية”.
ارتفاع حدة الاشتباكات
واشتدت حدة الاشتباكات في مدينة جوما مع استمرار الجيش في صد متمردي حركة 23 مارس، فيما ذكرت هيئة الإذاعة والتلفزيون الجنوب إفريقية، أن 4 جنود جنوب إفريقيين آخرين ضمن قوات حفظ السلام الأممية لقوا حتفهم في قتال عنيف مع متمردي الحركة، ما يرفع عدد ضحاياه إلى 13.
وواجه المتمردون مقاومة من الجيش والفصائل المسلحة المتحالفة مع الحكومة، وذلك بعد دخولهم جوما أكبر مدن شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية في أكبر تصعيد للصراع المستمر منذ ما يزيد على 10 سنوات.
وقال سكان في عدة أحياء، إنهم سمعوا دوي إطلاق نار من أسلحة صغيرة وبعض الانفجارات القوية، الثلاثاء، وخصوصاً بالقرب من المطار، الذي قالت مصادر إنه “لا يزال تحت سيطرة قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة وقوات حكومية”.
وبحث رئيس جنوب إفريقيا، سيريل رامافوزا، التصعيد الأحدث مع نظيره الرواندي، بول كاجامي، بعد سقوط 9 من قوات حفظ السلام الجنوب إفريقية في الكونغو قبل أيام، واتفقا على الحاجة إلى وقف إطلاق النار.