أعلن الأمين العام لحلف شمال الأطلسي “الناتو”، مارك روته، الأربعاء، بدء عمل قيادة التحالف العسكري في مدينة فيسبادن الألمانية، والتي أُنشئت بهدف دعم أوكرانيا وتدريب قواتها.
وذكر روته، خلال مؤتمر صحافي، أن “القيادة التابعة لحلف شمال الأطلسي في فيسبادن للمساعدة الأمنية والتدريب لأوكرانيا.. تعمل الآن”.
واعترف دبلوماسيون أوروبيون بأن تسليم المهمة لحلف الناتو، قد يكون محدود التأثير، نظراً لأن الولايات المتحدة في عهد الرئيس المنتخب دونالد ترمب “ما زالت قادرة على إلحاق ضرر كبير بأوكرانيا من خلال خفض كبير في دعمها لأنها القوة المهيمنة في الحلف وتوفر غالبية الأسلحة لكييف”.
وسيتولى الرئيس الأميركي المنتخب الذي قال إنه يريد إنهاء الحرب في أوكرانيا سريعاً، لكنه لم يحدد طريقة تحقيق ذلك، منصبه في يناير المقبل. كما أن ترمب لطالما انتقد حجم المساعدات المالية والعسكرية الأميركية لأوكرانيا.
وتمنح هذه الخطوة، التي تأخرت بضعة أشهر، حلف الناتو، دوراً أكثر مباشرة في المساعي المناهضة للغزو الروسي، لكنها لا تصل إلى حد إرسال قوات الخاصة.
ترمب يثير ذعر الناتو
وأثارت تصريحات ترمب سابقاً ذعر الحلفاء، بعدما حذّر الدول الأعضاء في الناتو من أنه “لن يحميها إذا تعرضت لهجوم من روسيا”، على اعتبار أنها لا تنفق بالقدر الكافي على الدفاع.
وفي رده على هذه التصريحات، قال الأمين العام السابق للحلف ينس ستولتنبرج، في بيان، أن “أي إشارة إلى عدم دفاع الدول الحلفاء عن بعضها تقوّض أمننا برمته، لا سيما أمن الولايات المتحدة، وتعرّض حياة الجنود الأميركيين والأوروبيين لخطر متزايد”.
وبعد فوزه في الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة، أجرى ترمب محادثات مع الأمين العام الجديد للناتو في نوفمبر الماضي، تمحورت حول “القضايا الأمنية العالمية”.
ونشر الناتو على موقعه الإلكتروني، صورة تجمع ترمب وروته، مشيراً إلى أن الأمين العالم للحلف وفريقه التقوا أيضاً بعضو الكونجرس مايكل والتز، الذي اختاره الرئيس الأميركي المنتخب ليكون مستشاره للأمن القومي عندما يعود إلى البيت الأبيض في يناير من العام المقبل، إلى جانب أعضاء آخرين في فريق الأمن القومي.
وفي ولايته الأولى، اتهم ترمب الدول الأوروبية مراراً وتكراراً بالاستفادة من القوة العسكرية الأميركية، وانتقد قلة الإنفاق على الدفاع، مستهدفاً ألمانيا بالدرجة الأولى، التي وصفها بأنها “متأخرة” في الإنفاق العسكري.
كما هدد ترمب ومرشحه لمنصب نائب الرئيس، جي دي فانس، بخفض الدعم العسكري لأوكرانيا، ما أثار توتراً في أوروبا من احتمال أن يوقف المساعدات العسكرية الحيوية التي تقدمها واشنطن لأوكرانيا.
تطمينات بشأن موقف واشنطن
وكان يُنظر لروته على نطاق واسع على أنه أحد أفضل القادة الأوروبيين الذين استطاعوا إقامة علاقة عمل جيدة مع ترمب خلال ولايته الأولى بالبيت الأبيض.
وحث روته المجتمع الدولي، خلال زيارة إلى لندن في أكتوبر الماضي، على التوقف عن القلق بشأن عودة ترمب للبيت الأبيض، وتداعياتها على الحرب في أوكرانيا.
وبحسب ما نقلت مجلة “بوليتيكو” الأميركية آنذاك، أكد الأمين العام للناتو، أنه يعرف ترمب جيداً، قائلاً إنه “يفهم تماماً ويتفق معي في أن المعركة الحالية في أوكرانيا لا تتعلق بكييف فحسب، بل تتعلق أيضاً بسلامة وأمن الولايات المتحدة في المستقبل”.
وأضاف روته أنه شخصياً “ليس قلقاً” بشأن (احتمالية) فوز ترمب، لأن الرئيس السابق “مقتنع تماماً بأن الولايات المتحدة بأكملها ستكون أقل أماناً في حال نجح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في أوكرانيا”.