شهدت عدة مدن سورية بينها اللاذقية وطرطوس وحمص وجبلة، الأربعاء، مظاهرات واضطرابات وسماع دوي إطلاق نار في بعضها، بعد انتشار مقطع فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي، دون تحديد وقت التقاطه، يظهر حريقاً داخل ضريح رمز ديني للطائفة العلوية في مدينة حلب، مع وجود مسلحين يتجولون في الداخل.
واتهمت وزارة الداخلية في حكومة تصريف الأعمال السورية من أسمتهم “فلول النظام البائد” بالتنسيق مع “أطراف خارجية”، لم تسمها، بالوقوف وراء ما تشهده بعض المناطق في الساحل وحمص من اضطرابات لـ”زعزعة السلم الأهلي والاستقرار في المنطقة”.
وذكر متحدث باسم الوزارة، لـ”الشرق”، أن “قواتنا تسعى للحد من انتشار الفوضى والتخفيف من حالة الاحتقان لدى أهلنا، وبذات الوقت ملاحقة فلول النظام التي تسعى لاستغلال المواقف، واعتقالهم وتحويلهم للعدالة”.
وأشار المتحدث إلى أن قوات وزارة الداخلية تعرضت لإطلاق نار مباشر أثناء تسيير دوريات في أرياف طرطوس، مما أسفر عن سقوط 5 من عناصر الأمن وإصابة 3 آخرين.
وقال إن “فلول النظام البائد هي من تقوم بهذه التحركات بالتنسيق مع أطراف خارجية تسعى لزعزعة الاستقرار، وإننا في وزارة الداخلية لن نتوانى عن ملاحقتهم ومحاسبتهم عبر قضاء عادل، لن يتوانى عن محاسبة كل مجرم أجرم بحق أهلنا”.
انتشار أمني
ونشرت وكالة الأنباء السورية (سانا) صوراً لانتشار أمني مكثف في عدة مدن منها حماة ودمشق وحمص، مشيرةً إلى أن الهدف هو “الحفاظ على الأمن والاستقرار، وحماية للممتلكات العامة والخاصة”.
وقال مراسل “الشرق” في دمشق إن ساحتي الأمويين والعباسيين في العاصمة السورية تشهد انتشاراً أمنياً كثيفاً، لافتاً إلى سماع إطلاق نار في حي المزة، مع انتشار أمني مكثف وسط الحي وعند مداخله.
وأفاد بأنه تم فرض حظر تجوال في حي “المزة 86” عقب احتجاجات على حرق مقام “الشيخ أبي عبد الله الخصيبي” في محافظة حلب.
حظر تجوال
وفرضت الشرطة حظر تجول خلال ساعات الليل في حمص بعد اضطرابات في المدينة مرتبطة بمظاهرات، قال السكان إنها جرت بقيادة أفراد من الطائفة العلوية ومن طوائف شيعية في البلاد، بحسب ما ذكرته وسائل إعلام سورية.
ونقلت وكالة “رويترز” عن بعض السكان قولهم إن المظاهرات كانت مرتبطة بالضغوط والعنف في الأيام القليلة الماضية ضد العلويين، وهي طائفة ينظر إليها منذ فترة طويلة على أنها موالية للرئيس السابق بشار الأسد الذي أطيح به في الثامن من ديسمبر الجاري.
وقالت وسائل إعلام رسمية إن حظر التجول فُرض لليلة واحدة، من السادسة مساء الأربعاء (15:00 بتوقيت جرينتش) حتى الثامنة صباح الخميس.
“أيادٍ خفية”
وقالت وزارة الداخلية، في بيان لاحق، إنه “إثر نشر مقطع فيديو لحادثة اقتحام واعتداء على مقام في حلب، حاولت بعض الفلول التي تتبع النظام البائد في الساحل السوري استغلال الشائعات، وقامت باستهداف قواتنا في وزارة الداخلية مما أسفر عن وقوع عدد من الشهداء والجرحى”.
وحذرت الداخلية من “نشر الشائعات التي تسعى لزعزعة الاستقرار والعبث بالسلم الأهلي”، مشددةً على أنها “لن تتوانى عن ملاحقة كل من يسعى للعبث بأمن أهلنا وممتلكاتهم وتقديمهم للعدالة لينالوا جزاءهم العادل”.
من جهته، ذكر وزير الإعلام في حكومة تصريف الأعمال محمد العمر، لـ”تلفزيون سوريا”، أن “السلم الأهلي يأتي في مقدمة أولويات الحكومة السورية الجديدة”
وقال العمر هو الآخر إن “هناك أيادٍ خفية تسعى لإثارة الفتن الداخلية”، مؤكداً أن “الحكومة ستتعامل بحزم مع هذه المحاولات لضمان استقرار البلاد ووحدة شعبها”.
وأردف: “سوريا عاشت لمئات السنين بتنوع طوائفها وأعراقها، وهي اليوم أكثر قوة واستعداداً لترسيخ السلام والمحبة بين أبنائها”.
وفيما يتعلق بمقطع الفيديو المتداول بشأن حرق المزار الديني في حلب، نفى العمر صحته، مؤكداً أن “المقطع قديم”، ولم تُسجل أي حوادث مشابهة منذ سيطرة قوات المعارضة المسلحة على المدينة.
وأشار الوزير إلى “التزام الحكومة بحماية جميع المواقع الدينية والتاريخية”، معتبراً “إياها إرثاً وطنياً وإنسانياً يعكس وحدة السوريين بمختلف أطيافهم”.
وشدد على أن “أي اعتداء على هذه المواقع سيواجه بإجراءات صارمة لضمان صونها وحمايتها”.