اعتبر وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، السبت، أن سوريا تمر بما وصفه بـ”امتحان صعب”، مشيراً إلى أن الأحداث الأخيرة تشكل “فرصة لاحترام آراء كل المكونات القومية”، وذلك بعد إطاحة فصائل المعارضة المسلحة بنظام الرئيس بشار الأسد، المدعوم من طهران، الأسبوع الماضي.
وأعرب عراقجي في مقال نشرته صحيفة “الأخبار” اللبنانية بعنوان “سوريا في مخاض اختبار العبور”، عن اعتقاده بأن “أحداث سوريا الأخيرة، يجب ألّا تؤدي إلى انتهاك السيادة، ولا الاعتداء على وحدة الأراضي وهزيمة نظام الحكم الوطني في هذه الدولة”.
وعلى حد وصف وزير الخارجية الإيراني، فإن الأحداث الأخيرة في سوريا “تشكّل فرصة سانحة من أجل إظهار الاحترام لآراء كل المكونات القومية، واحترام كل الاتجاهات الفكرية الموجودة في سوريا”.
وأطاحت فصائل المعارضة المسلحة بقيادة “هيئة تحرير الشام”، الأحد الماضي، بحكم عائلة الأسد الذي استمر خمسة عقود، وشكلت حكومة تصريف أعمال جديدة.
وألمح وزير الخارجية الإيراني، إلى ما سبق وكررته إيران ونظام الأسد بشأن هوية الحكام الجدد في دمشق من اتهامات: “سوريا اليوم تمر بامتحان صعب. هناك تهديد ناجم عن تحركات التيارات الإرهابية كـ(القاعدة)، و(داعش) وهذا ما فاقم من القلق في المنطقة، كما أن هناك خشية من أن يجعل الإرهابيون سوريا حاضنة آمنة لهم”.
وأشار عراقجي، إلى “تحديات” أخرى ناجمة عن “الاعتداءات والتدخل العسكري” من قبل إسرائيل ومن خلفها الولايات المتحدة، وفق تعبيره، في سوريا، معتبراً أن “الاعتداءات والتدخل هدفهما الواضح هو هدم الصروح الاجتماعية والثروات العلمية والبنية التحية الاقتصادية والقدرة الدفاعية لسوريا”.
“تآزر السنة والشيعة”
واعتبر وزير الخارجية الإيراني، أن ما وصفها بـ”المقاومة”، هي “السبيل الوحيد المتاح أمام أبناء هذه المنطقة، لمواجهة الاعتداءات السافرة” لإسرائيل، وفي مواجهة الدعم العلني للدول التي تتنصل من المسؤولية عن الكوارث القائمة.
ومضى قائلاً: “تبلوّرت المقاومة في أذهان الآباء والأمهات، وتجلّت في السواعد القوية لأبناء المقاومة، وعُبّر عنها بأشكال مختلفة ومتنوعة”، مشيراً إلى “تآزر السنة والشيعة”.
واعتبر عراقجي، أن “السبيل للخروج من المأزق الحالي (في سوريا).. يكون عبر الحفاظ على الانسجام والتعايش بين أبناء هذا البلد. كذلك، عبر الانتخابات الحرة، ضمن سياق تقرير مستقبل هذا البلد على أيدي جميع أبنائه”.
وأردف: “احترام آراء الشعب يتم عبر انتخابات حرة ونزيهة تعكس إرادة الشعب السوري، وتقود إلى تشكيل نظام سياسي اختارته كل مكونات المجتمع”.
وفي أعقاب انهيار نظام الأسد، قال الجيش الإسرائيلي، إن طائراته نفذت مئات الضربات في سوريا ودمرت الجزء الأكبر من مخزونات الأسلحة الاستراتيجية لديها.
وأمر وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس، القوات الإسرائيلية بالاستعداد للبقاء خلال فصل الشتاء على “جبل الشيخ”، وهو موقع استراتيجي يطل على دمشق، في إشارة جديدة على أن الوجود الإسرائيلي في سوريا سيستمر لفترة طويلة.
ورحبت إسرائيل بسقوط نظام الأسد، حليف عدوتها اللدودة إيران، لكنها لا تزال متشككة إزاء الجماعات التي أطاحت به، والتي ارتبط كثير منها بتنظيمات متشددة.