قال زعيم “هيئة تحرير الشام”، أحمد الشرع، المعروف بـ”أبو محمد الجولاني”، إن ما حصل في سوريا “يعد انتصاراً” على المشروع الإيراني “الخطير على المنطقة ككل”، مشيراً إلى أنه “ليس لدينا عداوات مع المجتمع الإيراني”، فيما أوضح أن “لديه خططاً منهجية لعلاج التدمير الذي مارسه نظام الرئيس السابق بشار الأسد”، مشدداً على أن “ما حدث في سوريا ليس صدفة، وتم التحضير له منذ سنوات”.
وتابع الشرع في تصريحات لـ”تلفزيون سوريا” المعارض الذي يبث من إسطنبول: “ليس لدينا عداوات مع المجتمع الإيراني.. ولا توجد أي حجج لتدخل خارجي الآن في سوريا بعد خروج الإيرانيين”، بينما أكد أن “سوريا ليست بصدد الخوض في صراع مع إسرائيل”.
وأضاف أن “الحلول الدبلوماسية هي الطريق الوحيد لضمان الأمن والاستقرار بعيداً عن أي مغامرات عسكرية غير محسوبة”، داعياً المجتمع الدولي إلى “التدخل العاجل وتحمل مسؤولياته تجاه التصعيد الإسرائيلي”.
وشدد زعيم “هيئة تحرير الشام”، على “أهمية ضبط الأوضاع في المنطقة واحترام السيادة السورية”، لافتاً إلى أن “الإسرائيليين تجاوزوا خطوط الاشتباك وحججهم انتهت”.
وأشار إلى أن فصائل المعارضة السورية التي أطاحت بنظام الرئيس السوري بشار الأسد “تتواصل مع سفارات غربية ونجري نقاشاً مع بريطانيا لإعادة تمثيلها في دمشق.. أهدافنا واضحة وخططنا جاهزة للبناء والتطوير في سوريا”، مشيراً إلى أن “البلاد لاتقاد بعقلية الثورة وهناك حاجة إلى قانون ومؤسسات”.
وأوضح الشرع أن “هناك كواليس كثيرة في المعركة سيتم الكشف عنها لاحقاً.. ما حدث ليس صدفة، بل حضرنا له لسنوات.. لدينا خطط لعلاج كل أزمات سوريا ونحن في مرحلة جمع المعلومات.. ولدينا بعض الخطط الجاهزة للبناء والتطوير في سوريا.. وسيطرنا على مدن كبيرة، دون أن ينزح أحد..”.
التواجد العسكري الروسي
وبشأن التواجد العسكري الروسي في سوريا، أوضح رئيس الإدارة العسكرية لفصائل المعارضة السورية، أن الفصائل “حاولت الابتعاد عن استفزاز الروس وإعطائهم فرصة لإعادة تقييم العلاقة معها”.
وأضاف الشرع: “كان بإمكاننا ضرب القواعد الروسية في سوريا، لكننا فضلنا بناء علاقات جيدة، حاولنا موازنة الأمور مع روسيا وأرسلنا رسائل لها وأعطينا فرصة من أجل بناء علاقة جديدة”.
وتابع “الجولاني”: “نملك أهدافاً واضحة وخططاً جاهزة للتطوير في سوريا”، مؤكداً أن “سوريا لن تدخل أي صراع في ظل وضعها المنهك”.
وقال إن “السوريين يقولون لنا نريد دمشق مثل إدلب من حيث تطورها ولدينا خطط تنموية جاهزة للتطبيق”، لافتاً إلى أن “مع استحالة الحل السياسي لم يكن أمامنا سوى الخيار العسكري رغم تعقيده”.
“سنضع حداً لإنتاج الكبتاجون”
وفي ما يتعلق بشأن تجارة المخدرات التي اشتهر بها نظام الأسد، قال الشرع إن “الحكومة (المؤقتة) تسعى إلى وضع حد لإنتاج مخدر الكبتاجون في سوريا”.
وكان “الجولاني” قال في تصريحات، الأسبوع الماضي، إن “الأسد ترك سوريا مزرعة للأطماع الإيرانية، ونشر فيها الطائفية”، مضيفاً أنه نشر أيضاً “الفساد حتى أصبحت أكبر مصنع لمخدر الكبتاجون في العالم”.
واتهمت الولايات المتحدة، ودول أخرى، حكومة الرئيس السابق بشار الأسد بالتربح من إنتاج وبيع منشط مسبب للإدمان، معروف باسم “الكبتاجون”، والذي انتشر في أنحاء الشرق الأوسط بداية من خطوط المواجهة في الحروب، إلى مواقع البناء، وحتى في الحفلات الراقية.