أفادت شبكة NBC News الأميركية، نقلاً عن مسؤولين أميركيين وآخر سابق، بأن إدارة الرئيس جو بايدن تدرس رفع “هيئة تحرير الشام” من “قوائم الإرهاب”، بعد أن قادت فصائل المعارضة المسلحة للإطاحة بالرئيس السابق بشار الأسد، وتشكيل حكومة تصريف أعمال.
وأفاد المسؤولان بأن الإدارة تبحث رفع التصنيف “قريباً”، ولفت أحدهم إلى أن “المناقشات لا تزال في مراحلها الأولى”، فيما قال المسؤول السابق إن المناقشات تهدف إلى “إنشاء طريق للعالم من أجل التواصل مع الحكومة الجديدة” في دمشق.
ولفت المسؤولون إلى أن رفع التصنيف عن “هيئة تحرير الشام”، التي كانت مرتبطة في السابق بتنظيم “القاعدة”، سيشمل إلغاء مكافأة 10 ملايين دولار التي تم رصدها لمن يدلي بمعلومات عن زعيم الجماعة أحمد الشرع، المعروف بـ”أبو محمد الجولاني”.
وفي وقت سابق، الثلاثاء، قال منسق الاتصالات الاستراتيجية بمجلس الأمن القومي الأميركي في البيت الأبيض جون كيربي، إنه “لا توجد مناقشات حالياً بشأن تغيير السياسة المتعلقة بهيئة تحرير الشام، ولكننا نتابع ما تفعله”.
وألمحت دول وحكومات غربية إلى استعدادها للتواصل مع فصائل المعارضة المسلحة في سوريا، بقيادة “هيئة تحرير الشام”، بعد الإطاحة بنظام الأسد.
مستشار ترمب: مؤشر جيد من هيئة تحرير الشام
من جهته، أوضح مايك والتز، الذي اختاره الرئيس المنتخب دونالد ترمب لشغل منصب مستشار الأمن القومي، أنه “لم يتم اتخاذ قرار نهائي بعد” بشأن “هيئة تحرير الشام”.
وأضاف والتز في مقابلة مع شبكة FOX NEW: “على الأقل حتى الآن، هو لا يقوم بقطع رؤوس مسؤولي نظام الأسد السابقين أو تعليقهم على الجسور. يبدو أنهم يجلسون ويتحدثون، وهو مؤشر أولي جيد للغاية”.
وتابع: “لكن الرئيس ترمب وفريقنا يراقبون عن كثب، كما نراقب عن كثب عشرات الآلاف من مقاتلي داعش وعائلاتهم الذين ما زالوا محتجزين في المخيمات منذ أن قام الرئيس ترمب في ولايته الأولى بتدمير داعش”.
ولم يكشف رد الفعل الفوري لترمب عن الكثير بشأن الكيفية التي قد تتطور بها سياسة إدارته المقبلة تجاه سوريا، باستثناء التصريح ببساطة بأنها “ليست معركتنا”، لكن إدارته ستضطر إلى اتخاذ قرارات بشأن كيفية التعامل مع سوريا.
استعداد غربي للتعاون
وأعلنت الحكومة الألمانية أن المستشار الألماني أولاف شولتز، والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، مستعدان للتعاون مع فصائل المعارضة المسلحة التي أطاحت بالرئيس السوري بشار الأسد، لكن بموجب “شروط معينة”.
وقالت الحكومة، في بيان صدر في ساعة متأخرة مساء الاثنين، بعد اتصال هاتفي بين قائدي أكبر قوتين في الاتحاد الأوروبي، إنهما رحبا برحيل الأسد الذي تسبب في “معاناة مروعة للشعب السوري، وألحق أضراراً كبيرة ببلاده”.
من جهته، ذكر وزير شؤون مجلس الوزراء البريطاني بات مكفادن، أن بلاده قد تدرس رفع الحظر عن “هيئة تحرير الشام”، لكنه أضاف: “سننظر في الأمر. وأعتقد أن ذلك سيعتمد جزئياً على ما سيحدث من حيث طريقة تصرف الجماعة الآن”.
ويقود “أبو محمد الجولاني”، البالغ من العمر 42 عاماً، “هيئة تحرير الشام”، وهي جماعة كانت ترتبط بتنظيم “القاعدة”، وسيطرت على معظم محافظة إدلب في شمال غرب سوريا لسنوات. ورغم الانقسام ومحاولات اكتساب “شرعية دولية”، لا تزال الجماعة مصنفة “منظمة إرهابية” من قبل الأمم المتحدة والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وبريطانيا.