زار قائد القيادة المركزية الأميركية الجنرال إريك كوريلا قواعد أميركية في سوريا، الثلاثاء، حيث التقى قوات أميركية و”قوات سوريا الديمقراطية” (قسد)، المدعومة من واشنطن، قبل أن يزور بغداد ويلتقي رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني.
وذكرت القيادة المركزية، أن الجنرال كوريلا “تلقى تقييماً مباشراً للإجراءات الأمنية، والوضع المتغير بسرعة، والجهود المستمرة لمنع تنظيم داعش من استغلال الوضع الحالي” في سوريا، مضيفة أنها “ملتزمة بالهزيمة الدائمة لتنظيم داعش”.
وقال كوريلا إن الولايات المتحدة متمسكة بأمن شركائها الذين يجاورون سوريا، ومنها العراق والأردن ولبنان وإسرائيل.
وفي السياق، أكد منسق الاتصالات الاستراتيجية بمجلس الأمن القومي الأميركي في البيت الأبيض جون كيربي، “استمرار مهمة الولايات المتحدة لمكافحة تنظيم داعش في سوريا”، مضيفاً في مؤتمر صحافي: “لا نريد أن نعطي داعش فرصة لاستغلال ما يحدث”.
كوريلا يلتقي مسؤولين عراقيين
وبعد زيارته لسوريا، توجه الجنرال كوريلا إلى بغداد حيث التقى رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، ورئيس الأركان العامة الفريق أول الركن عبد الأمير رشيد يار الله، ونائب قائد العمليات المشتركة الفريق الركن قيس المحمداوي.
وبحث كوريلا خلال الزيارة “تعزيز التعاون الثنائي، والأمن الإقليمي، والوضع المتغير بسرعة في سوريا”، بالإضافة إلى “عمليات دحر داعش في العراق”، وفقاً للبيان الأميركي، الذي أشار إلى أن المناقشات تناولت “استمرار الشراكة بين قوات التحالف والقوات العراقية”.
وذكر المكتب الإعلامي لرئيس مجلس الوزراء العراقي في بيان، أن اللقاء بين السوداني و كوريلا “بحث التعاون والتنسيق بين العراق والتحالف الدولي في مكافحة الإرهاب، ومواجهة التطرف”.
وقال السوداني، إن “العراق عضو أساسي في هذا التحالف، وهو ملتزم بالتعاون مع التحالف الدولي، للتصدي ومتابعة الجماعات الإرهابية، بما يحفظ الأمن والاستقرار في المنطقة”.
السوداني: احترام قرارات الشعب السوري
وأشار مكتب السوداني، إلى أن اللقاء “بحث في آخر تطورات الأوضاع في سوريا، والتداعيات المستمرة في المنطقة”.
وشدد السوداني، على “أهمية احترام الخيارات الحرة للشعب السوري، واستعداد العراق لمساعدة السوريين في هذه الظروف والمرحلة الانتقالية”، مشيراً إلى “ضرورة الحفاظ على أمن سوريا، ووحدة أراضيها، وسلامة شعبها والتنوع الإثني والديني والاجتماعي الذي يتمتع به”.
وأكد “أهمية منع أي اعتداء على أيٍ من مكونات الشعب السوري أو مقدساته الدينية”، لافتاً إلى أن “العراق سيتابع مجريات الأحداث، ومصداقية الأفعال وليس الأقوال”.
وذكر السوداني، أن “العراق مضى في العمل مع الدول العربية ودول الجوار لمساعدة السوريين، وترسيخ الأمن والاستقرار في المنطقة”.
ويتواجد في العراق نحو 2500 جندي أميركي، بينما ينتشر في سوريا نحو 900 جندي أميركي، وذلك في إطار عمل “التحالف الدولي” الذي أطلقته واشنطن في عام 2014.
وشاركت الكثير من الدول في هذا التحالف لدعم القوات العراقية في القتال الذي خاضته ضدّ تنظيم “داعش”. وحتى الآن، يتمركز جنود أميركيون وفرنسيون وبريطانيون وإسبان في العراق، حيث يقدّمون المساعدة والمشورة للقوات العراقية، بهدف منع عودة التنظيم.
ونفذت جماعات مسلحة موالية لإيران في العراق، هجمات ضدّ الجنود الأميركيين وجنود التحالف الدولي، على خلفية الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، الأمر الذي قوبل بردود من القوات الأميركية.
ودفعت هذه التطوّرات رئيس الحكومة العراقية إلى الدعوة إلى انسحاب التحالف الدولي عبر محادثات بشأن خريطة طريق وجدول زمني.
وفي سبتمبر الماضي، أعلنت الولايات المتحدة والعراق إنهاء المهمة العسكرية للتحالف الدولي لهزيمة “داعش” في العراق خلال الـ12 شهراً المقبلة، وفي موعد أقصاه نهاية سبتمبر 2025، فيما أشارتا إلى استمرار المهمة العسكرية للتحالف في سوريا حتى سبتمبر 2026.