قال مسؤولان في الاتحاد الأوروبي، الأربعاء، إن التكتل سيوجّه دعوة إلى رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، لإجراء مناقشات بشأن أمن أوروبا في فبراير المقبل، في وقت تسعى فيه بروكسل إلى علاقات أوثق مع بريطانيا، حسبما نقلت صحيفة “فاينانشيال تايمز”.
وذكر المسؤولان، أن ستارمر سيلتقي قادة الدول الأعضاء، البالغ عددها 27 دولة، في اجتماع غير رسمي في بلجيكا في الثالث من فبراير برئاسة أنطونيو كوستا المرشح لمنصب رئيس المجلس الأوروبي.
وكان نيك توماس سيموندز، الوزير البريطاني المسؤول عن المفاوضات بشأن “إعادة ضبط” العلاقات مع الاتحاد الأوروبي بعد خروج بريطانيا من التكتل “بريكست”، التقى بكوستا هذا الأسبوع في بروكسل.
ولم يحضر أي رئيس وزراء بريطاني مثل هذا التجمع منذ أن غادرت البلاد الكتلة في عام 2020، فيما تشكل الدعوة “علامة فارقة”، إذ يحاول ستارمر “إعادة ضبط” علاقات بريطانيا مع الاتحاد الأوروبي.
ويسعى ستارمر إلى عقد اتفاقية أمنية مع الاتحاد الأوروبي، تُغطي الدفاع والطاقة والهجرة غير النظامية، كعنصر أساسي في محاولته لتحسين إطار ما بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي الذي وافق عليه رئيس الوزراء المحافظ السابق بوريس جونسون.
وقال ستارمر للنواب في مجلس العموم البريطاني، الأربعاء: “نحن عازمون على إعادة ضبط العلاقة وقد بدأنا ذلك بالفعل”. وأضاف أن العمل جار بالفعل لضبط “التجارة والأمن والتعاون”.
ومن غير المرجح أن يرفض ستارمر الدعوة، نظراً لعزمه على وضع الدفاع في قلب العلاقة المعاد تشكيلها بين بريطانيا والاتحاد الأوروبي، حسبما نقلت “فاينانشيال تايمز” عن مصدر مطلع.
الدفاع وتعزيز قوة الناتو
وعلى غرار سلفيه من حزب المحافظين ليز تروس وريشي سوناك، التقى ستارمر بزعماء الاتحاد الأوروبي كجزء من “المجتمع السياسي الأوروبي الأوسع”، والذي يضم أكثر من 40 دولة، في اجتماع استضافته بريطانيا في يوليو الماضي.
لكن دعوة ستارمر لمناقشة الدفاع مع الاتحاد الأوروبي، تعكس حقيقة مفادها، أن بريطانيا تمتلك واحدة من أكثر القدرات العسكرية والاستخباراتية تقدماً في أوروبا، بحسب الصحيفة البريطانية.
ويأتي اجتماع فبراير المقبل أيضاً، في الوقت الذي تتعامل فيه العواصم الأوروبية مع تغيير محتمل للعقيدة الأمنية في القارة، مع عودة الرئيس الأميركي المنتحب دونالد ترمب إلى البيت الأبيض في يناير.
وأكد المسؤولان في الاتحاد الأوروبي، أن الاجتماع، الذي سيعقد في مكان خارج بروكسل، هو اجتماع غير رسمي، ولن تنبثق عنه أي قرارات أو إجراءات. وقال أحدهما: “الأمر يتعلق بتبادل الأفكار فقط”.
وقال مسؤولون في الاتحاد الأوروبي في وقت سابق، إن بروكسل ترغب في التعاون بشكل أوثق مع بريطانيا بشأن الإنفاق الدفاعي والانتشار، لكنها لا ترغب في تكرار التحالف العسكري الذي تهيمن عليه الولايات المتحدة، في إشارة إلى حلف شمال الأطلسي “الناتو”.
زيادة تصنيع الأسلحة لأوروبا
وقال مجتبى رحمن، الخبير في مجموعة أوراسيا الاستشارية: “كوستا (المرشح لمنصب رئيس المجلس الأوروبي) حريص على إشراك المجلس الأوروبي في المناقشات الاستراتيجية التي تهم الأمن العالمي، وسيكون روته مبعوثاً رئيسياً لسياسات وأفكار الاتحاد الأوروبي إلى ترمب”.
وأضاف: “تلعب بريطانيا أيضاً دوراً رئيسياً نظراً للتركيز على الأمن والدفاع، لكن ستارمر سيكون حريصاً على تجنب خلق تصور للاختيار الثنائي بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي”.
وقال أندريوس كوبيليوس، مفوض الدفاع القادم في الاتحاد الأوروبي، إن بريطانيا مهمة لخطط زيادة تصنيع الأسلحة. وقال لصحيفة “فاينانشال تايمز” في سبتمبر الماضي: “نعتبر بريطانيا جزءاً من أوروبا. يجب أن يكون الأوروبيون الديمقراطيون متحدين قدر الإمكان”.
وقال كوبيليوس للبرلمان الأوروبي هذا الشهر، إن روسيا قد تهاجم دولة عضو في الاتحاد الأوروبي خلال السنوات الخمس المقبلة.
فيما قال ديفيد لامي، وزير الخارجية البريطاني، إنه يريد التفاوض على اتفاقية أمنية واسعة النطاق تغطي الدفاع والأمن السيبراني والتعاون في مجال الطاقة كأساس لعلاقة جديدة بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي بعد الاضطرابات التي شهدتها السنوات الأخيرة.
وتعمل بريطانيا والاتحاد الأوروبي أيضاً على وضع خطط لعقد قمة في النصف الأول من العام المقبل.