قالت روسيا، الثلاثاء، إن القوات الأوكرانية قصفت إقليماً روسياً بصواريخ “أتاكمز” الأميركية بعيدة المدى، وذلك بعد تصريحات للرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، قال فيها إن بلاده لن تتنازل عن سيادتها أو حقها في أراضيها.
وأعلنت وزارة الدفاع الروسية أن القوات الأوكرانية قصفت مقاطعة بريانسك الروسية الحدودية بصواريخ “أتاكمز” التكتيكية أميركية الصنع.
وذكرت الوزارة الروسية، في بيان، أنه “حوالي الساعة 03:25 ليلاً بالتوقيت المحلي، قام العدو بمهاجمة أهداف على أراضي مقاطعة برياسك (المتاخمة لأوكرانيا) بستة صواريخ باليستية”، مضيفة أن منظومات صواريخ “إس-400″ و”بانتسير” نجحت بإسقاط خمسة صواريخ وألحقت أضرارا بالصاروخ السادس.
وقالت الوزارة إن الهجوم لم يسفر عن وقوع إصابات أو أضرار، موضحة أن شظايا “سقطت على المنطقة التقنية لمنشأة عسكرية في مقاطعة بريانسك، ما تسبب في نشوب حريق تم إخماده على الفور”.
“السلام العادل مطلوب أولاً”
وفي معرض تقديمه لخطته للصمود الداخلي أمام البرلمان الأوكراني بمناسبة مرور 1000 يوم على الغزو الروسي، حث الرئيس الأوكراني مواطنيه والمسؤولين على البقاء متحدين، قائلاً إن “الحرب وصلت إلى منعطف حاسم سيقرر أي جانب سينتصر، أوكرانيا أم روسيا”.
وتابع زيلينسكي: “الوحدة ضرورية لكييف في هذه اللحظة التي ستقرر من سينتصر في الحرب (…) السلام العادل مطلوب أولاً”.
ولفت إلى أن كييف ستنتج أكثر من 3 آلاف صاروخ كروز وما لا يقل عن 30 ألف مسيّرة بعيدة المدى العام المقبل، مشيراً إلى أن ذلك يندرج في إطار تحقيق الاستقرار في الخطوط الأمامية وتعزيز القدرات التكنولوجية للجيش.
وقال الرئيس الأوكراني أن أكثر من 40 منتجاً أجنبياً للأسلحة يعملون في قطاع إنتاج الأسلحة الأوكراني، مشدداً على أنه “لا يمكن المساومة على السيادة، ويجب أن نتصرف بحكمة”.
وبعد نحو ألف يوم من الحرب، يضغط حلفاء أوكرانيا على زيلينسكي للنظر في طرق جديدة لجذب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى طاولة المفاوضات في سعيهم لإنهاء الأزمة.
وقال مسؤولان أوروبيان إن هناك اعترافاً متزايداً بأن زيلينسكي “سيضطر إلى تقديم تنازلات، لأنه أصبح من الواضح أن أياً من الجانبين لا يستطيع تأمين نصر حاسم”، بحسب ما أوردته “بلومبرغ”.
والفكرة وراء هذا التحول أنه سيساعد في تعزيز موقف زيلينسكي قبل تولي الرئيس الأميركي دونالد ترمب منصبه حتى يتمكن من التعامل مع المفاوضات النهائية بيد أقوى، إذ يعود ترمب إلى البيت الأبيض في يناير، وكان قد تعهد بإنهاء الحرب بسرعة.
عقيدة بوتين المحدثة
وكان الرئيس الروسي، الثلاثاء، وقع مرسوماً بالموافقة على عقيدة نووية محدثة، وهو الإجراء الذي يعتبره مراقبون رداً على ما يتردد بشأن صدور قرار أميركي يسمح لأوكرانيا بضرب العمق الروسي بصواريخ بعيدة المدى.
ووقع بوتين الصيغة المحدثة لتعديلات العقيدة النووية، التي تحدد أساسيات سياسة روسيا في مجال الردع النووي.
وعشية إنطلاق قمة مجموعة الـ20 في البرازيل، الاثنين،قررت الولايات المتحدة السماح بضربات صاروخية بعيدة المدى على الأراضي الروسية، رداً على تكثيف كوريا الشمالية دعمها لروسيا.
بدوره، أدان الناطق باسم الكرملين، دمتري بيسكوف، القرار الأميركي، قائلاً إن السماح للأوكرانيين باستخدام أنظمة الصواريخ التكتيكية للجيش “من شأنه أن يؤدي إلى جولة جديدة من التوتر”، حسبما ذكرت وكالة “تاس” الروسية للأنباء.
ولطالما ناشد زيلينسكي الحلفاء السماح باستخدام الأسلحة الغربية لضرب أهداف عسكرية في عمق روسيا، لكنه فوجئ عندما تسرب القرار الأحد.
ولم يؤكد البيت الأبيض القرار صراحة، لكن نائب مستشار الأمن القومي جون فينر، قال إن نشر القوات الكورية الشمالية أدى إلى تصعيد الأمور. وقال: “أوضحنا للروس أننا سنرد على ذلك”.
ويُظهر الصخب المفاجئ للتوصل إلى تسوية، الإلحاح المتجدد من جانب حلفاء أوكرانيا الذين يحاولون استباق عودة ترمب، الذي وعد بإجراء تخفيضات جذرية في الدعم الأميركي لكييف.
ومع دخول القوات الكورية الشمالية إلى المعركة على الجانب الروسي، هناك شهية متزايدة لوقف الصراع الذي جلب الدمار إلى مساحات شاسعة من أوكرانيا، واستهلك مئات المليارات من الدولارات من المساعدات المالية والأسلحة الأجنبية وقلب العلاقات الجيوسياسية في أوروبا وحول العالم.