سعى دبلوماسيون من مجموعة العشرين للاقتصادات الكبرى، السبت، للتغلب على خلافات بشأن توفير أموال للتعامل مع قضية تغير المناخ، وفرض ضرائب على الأثرياء، ومعالجة حرب أوكرانيا، وذلك خلال التفاوض على بيان مشترك قبل قمة القادة.
تأتي قمة المجموعة في ريو دي جانيرو، يومي الاثنين والثلاثاء المقبلين، في الوقت الذي تدخل فيه محادثات مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ COP 29 في أذربيجان أسبوعها الثاني، حيث يناقش المفاوضون هدفاً جديداً لحجم الأموال التي ستقدمها الدول الأكثر ثراءً لمواجهة تغير المناخ.
وعبر مسؤولون من الأمم المتحدة ومندوبون آخرون في باكو، عن أملهم في أن تساعد رسالة قوية من زعماء مجموعة العشرين في توفير الزخم السياسي لإبرام اتفاق في COP 29 بشأن تمويل المناخ.
ارتفاع درجة حرارة الأرض
ومع ذلك، قال أربعة دبلوماسيين يشاركون في المحادثات في ريو دي جانيرو، إنهم وصلوا إلى طريق مسدود معتاد، وهو أن الدول المتقدمة تريد من بعض الدول النامية الأكثر ثراءً، المساهمة في التمويل لمعالجة ارتفاع درجة حرارة الأرض، لكن العالم النامي يقول إن الأمر متروك لأغنى دول العالم لسداد الفاتورة.
وقد يصبح التوصل إلى اتفاق عالمي أكثر صعوبة مع عودة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب إلى السلطة، والذي يستعد مرة أخرى لانسحاب الولايات المتحدة من اتفاقية باريس للمناخ.
وكان التعامل مع الغزو الروسي لأوكرانيا، قضية شائكة أيضاً بالنسبة لمجموعة العشرين منذ عام 2022، وقد زادت الحرب الإسرائيلية على غزة من الانقسامات الجيوسياسية بين المجموعة.
وحاول دبلوماسيون من مجموعة العشرين الذين يقودون المحادثات في ريو، تجنب مناقشة الحربين في اجتماعات تحضيرية سابقة على مدار العام، ويقولون الآن إنهم يخططون لقصر أي نص على “فقرة عامة تستند إلى مبادئ الأمم المتحدة والحاجة إلى احترام السلام، تليها فقرة عن أوكرانيا وأخرى عن فلسطين”.
كما اصطدمت قضية فرض ضرائب على الثروات الكبيرة، وهو اقتراح يهتم به الرئيس البرازيلي، لولا دا سيلفا، مضيف قمة مجموعة العشرين، بحجر عثرة.
وفي تغيير في اللحظة الأخيرة، رفضت الأرجنتين التوقيع على إدراج الاقتراح في البيان الختامي.
جاءت معارضة الأرجنتين القوية لفرض ضرائب على الأثرياء بعد زيارة رئيسها اليميني المتطرف، خافيير ميلي، للرئيس الأميركي المنتخب ترمب في منتجعه مار الاجو في فلوريدا، مما جعله أول زعيم أجنبي يزور ترمب بعد فوزه في انتخابات الرئاسة الأميركية.
كان وزراء مالية دول مجموعة العشرين، اختتموا اجتماعهم، الخميس، في مدينة ساو باولو البرازيلية دون إصدار بيان ختامي مشترك، بسبب انقسامات بشأن “الأزمات الجيوسياسية”.
وشددت البرازيل، التي ترأس مجموعة العشرين منذ ديسمبر الماضي، على أن الفعاليات المالية للمجموعة “ليست المنتدى الأنسب” لأكبر الاقتصادات في العالم لحل الخلافات بشأن الحربين في أوكرانيا وغزة، مقترحةً “مواصلة مناقشة هذه القضايا في المنتديات والاجتماعات ذات الصلة”.
وأشارت البرازيل في إيجاز عن اجتماع وزراء مالية مجموعة العشرين إلى الوزراء تبادلوا وجهات النظر بشأن الحروب والصراعات والأزمات الإنسانية المستمرة، مع تسليط الضوء على أوكرانيا وغزة.
وقال وزير المالية البرازيلي فرناندو حداد، في مؤتمر صحافي: “لم يتسن (التوصل) إلى بيان ختامي”، مضيفاً أن “المأزق هو كالعادة يتعلق بالنزاعات الجارية”.