يُخطط مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي FBI كريستوفر راي، وفريق الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، لاحتمال أن يسعى الأخير لاستبدال راي في عهد الإدارة الجديدة، حسبما ذكر 3 أشخاص مطلعون على الأمر لشبكة NBC News.
ونقلت الشبكة الأميركية عن مصدرين آخرين قولهما، إن أحد الأشخاص قيد الدراسة بشأن تولي منصب راي، هو مستشار ترمب، كاش باتيل، والذي يدرس فريق ترمب تعيينه أيضاً لقيادة وكالة الاستخبارات المركزية CIA.
وقال أحد المصادر، إن راي، الذي عينه ترمب في عام 2017 لفترة مدتها 10 سنوات، يستمتع بقيادة FBI، وكان يعتزم إنهاء فترة ولايته. لكن راي يستعد أيضاً لاحتمال سعي ترمب لاستبداله، وفق مصدر منفصل.
وأشارت NBC News إلى أن قرار الاستبدال لا يعني الفصل، وراي قد يقدم استقالته إذا قيل له إن ترمب يريد رحيله، كما هو متوقع على نطاق واسع.
ولفتت إلى أن ترمب ركز في حملته بشكل جزئي على فكرة “تنظيف البيت” في مكتب التحقيقات الفيدرالي، الذي ادعى أنه “مليء بمديرين تنفيذيين فاسدين ذوي دوافع سياسية”.
انتقادات ودعوات لاستقالة راي
وانتقد ترمب، راي بشكل متكرر على مدار سنوات، وإن لم يكن بالقدر الذي انتقد به مسؤولين آخرين في وزارة العدل، التي تشرف على مكتب التحقيقات الفيدرالي.
وكان راي قال في تصريحات لشبكة NBC News في أبريل الماضي، إنه “يستمتع بأداء هذه الوظيفة”.
وأضاف: “طالما أعتقد أنني أستطيع القيام بذلك بطريقة تلتزم بكل هذه القواعد والأعراف، أود الاستمرار في فعل ذلك”.
وفي يوليو الماضي، طالب ترمب راي، بالاستقالة “الآن” بعد أن شهد أمام الكونجرس بأن إصابة أذن ترمب جراء محاولة اغتياله في ذلك الشهر، ربما لم تكن ناجمة عن رصاصة.
وأكد مكتب التحقيقات الفيدرالي لاحقاً في بيان، أن رصاصة أصابت أذن ترمب.
ورد ترمب عبر منصته للتواصل الاجتماعي، Truth Social، قائلاً: “أفترض أن هذا هو أفضل اعتذار سنحصل عليه من المدير راي، لكنه مقبول تماماً!”.
وخلال الأيام الأخيرة، كان ترمب يعلن عن تعيينات جديدة في مناصب عليا، بما في ذلك كبيرة موظفي البيت الأبيض سوزي وايلز، و”قيصر الحدود” توم هومان.
ونوهت NBC News إلى أن تعيين مدير جديد لمكتب التحقيقات الفيدرالي، يتطلب مصادقة مجلس الشيوخ، إذ سيسيطر الجمهوريون على الأغلبية بدءاً من يناير المقبل.
من هو كاش باتيل؟
كاش باتيل، هو موظف سابق في مجلس النواب ومجلس الأمن القومي عمل في مكتب مدير الاستخبارات الوطنية، وأصبح مسؤولاً رفيع المستوى في وزارة الدفاع “البنتاجون” في الأيام الأخيرة من إدارة ترمب الأولى. وكان أيضاً ينتقد منذ فترة وزارة العدل، والوكالات التي يقال إنه من المرشحين لقيادتها.
في مذكراته بعنوان “عصابات الحكومة”، دعا باتيل إلى “تنظيف شامل” في وزارة العدل ومكتب التحقيقات الفيدرالي، بما في ذلك طرد العديد من القيادات ومقاضاة أولئك الذين “أساءوا استخدام سلطتهم بأي شكل من الأشكال لأغراض سياسية”.
وسعى ترمب إلى تعيين باتيل نائباً لمدير وكالة الاستخبارات المركزية CIA قرب نهاية ولايته، لكنه تراجع عندما وعدت مديرة الوكالة آنذاك، جينا هاسبيل، بالاستقالة إذا مضى قدماً في ذلك.
وعندما سُئل باتيل عن إمكانية توليه منصب مدير CIA في مقابلة مع مستشار البيت الأبيض السابق، ستيف بانون، في ديسمبر الماضي، قال باتيل آنذاك: “يتعين علينا تقديم جميع الوطنيين الأميركيين من القمة إلى القاعدة”.
وأضاف: “سنخرج ونعثر على المتآمرين، ليس فقط في الحكومة ولكن في وسائل الإعلام بالطبع، سنلاحق الأشخاص في وسائل الإعلام الذين كذبوا بشأن الأميركيين الذين ساعدوا (الرئيس) جو بايدن في تزوير الانتخابات الرئاسية. سواء كان ذلك بشكل جنائي أو مدني، سنكتشف ذلك. ولكننا بالتأكيد، نحذركم جميعاً”.