أبلغت شركة تصنيع أشباه الموصلات التايوانية TSMC، شركات تصميم الرقائق الصينية بأنها ستعلق إنتاج أكثر رقائق الذكاء الاصطناعي تقدماً بدءاً من الاثنين المقبل، إذ تواصل واشنطن إعاقة طموحات بكين في هذا المجال، بحسب ما أوردت صحيفة “فاينانشيال تايمز”.
وفي بيان لها، قالت TSMC إنها “شركة ملتزمة بالقانون ونحن ملتزمون بالامتثال لجميع القواعد واللوائح المعمول بها، بما في ذلك ضوابط التصدير المعمول بها، ولن تصنع رقائق الذكاء الاصطناعي في عقد عملية متقدمة تبلغ 7 نانومتر أو أصغر اعتباراً من الاثنين المقبل”.
وقالت مصادر مطلعة، إن “أي إمدادات مستقبلية من أشباه الموصلات من قبل شركة TSMC للعملاء الصينيين ستخضع لعملية موافقة أو تحقيق قد تشمل واشنطن”.
وأضافت المصادر أن خطوة TSMC كانت مدفوعة بـ “مزيج من الحاجة إلى تحسين الضوابط الداخلية في أعقاب هذا التحقيق الجاري والموجة التالية من ضوابط التصدير الأميركية على إمدادات الرقائق إلى الصين، والمتوقعة قبل مغادرة الرئيس الأميركي جو بايدن منصبه”.
وقال شخص مقرب من TSMC إن تحركات الشركة “ليس استعراضاً للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، لكنه مصمم للتأكيد على أن الشركة لا تعمل ضد المصالح الأميركية”.
وبحسب “فاينانشيال تايمز”، فإن الخطوة تُفسر على أنها “حذر خاص من استهدافها باعتبارها غير موثوقة أو غير متعاونة”، بعد تسلم ترمب منصبه.
إيرادات TSMC
وأوضحت المصادر أن قواعد TSMC الجديدة كانت واضحة في استهداف معالجات الذكاء الاصطناعي، لكن لم يكن من الواضح حتى الآن مدى تأثير ذلك على الرقائق الأخرى.
ويوجد في الصين عدد من الشركات الناشئة الرائدة التي تصمم رقائق الذكاء الاصطناعي للقيادة الذاتية، بما في ذلك Horizon Robotics المدرجة في هونج كونج وBlack Sesame International Holding.
وأشار المديرون التنفيذيون في كلتا المجموعتين، إلى أن الجيل الأحدث من الرقائق الخاصة بهم، ستصنعه TSMC على عقدة 7 نانومتر.
ولن يترتب على القيود الجديدة تأثيرات كبيرة على إيراداتها، إذ زادت إيرادات TSMC في أكتوبر بنسبة 29.2% إلى 314 مليار دولار تايواني (9.8 مليار دولار)، وهو تباطؤ طفيف في النمو مقارنة بالأشهر السابقة.
ضبط طموحات الشركات الصينية
وكانت الولايات المتحدة، منعت الشركات الأميركية مثل “إنفيديا” من شحن المعالجات المتطورة إلى الصين، كما أنشأت نظاماً واسع النطاق لمراقبة الصادرات، لمنع شركات تصنيع الرقائق في جميع أنحاء العالم التي تستخدم التكنولوجيا الأميركية من شحن معالجات الذكاء الاصطناعي المتقدمة إلى الصين.
وقد تؤدي قواعد TSMC الأكثر صرامة، إلى إعادة ضبط طموحات عمالقة التكنولوجيا الصينيين مثل “علي بابا” و”بايدو”، التي استثمرت بكثافة في تصميم أشباه الموصلات لسحابة الذكاء الاصطناعي الخاصة بها، بالإضافة إلى عدد متزايد من شركات تصميم رقائق الذكاء الاصطناعي الناشئة التي لجأت إلى المجموعة التايوانية للتصنيع.
وتطرح TSMC سياستها الجديدة، بينما تحقق وزارة التجارة الأميركية في كيفية انتهاء الرقائق المتطورة التي صنعتها المجموعة لعميل صيني في جهاز ذكاء اصطناعي من إنتاج “هواوي”.
وهذا العام، اتهم ترمب تايوان بـ”سرقة” صناعة الرقائق الأميركية، واقترح نقل إنتاج TSMC بعد أن حصلت على مليارات الدولارات من الإعانات من واشنطن لبناء مصانع تصنيع في الولايات المتحدة.