أزاحت شركة إنفيديا منافستها “أبل” عن عرش الشركة الأكثر قيمة في العالم، ما يؤكد مدى هيمنة الذكاء الاصطناعي على وول ستريت.
ارتفعت أسهم شركة الرقائق بنسبة 2.9% إلى 139.93 دولار، مما أدى إلى رسملة سوقية تبلغ 3.43 تريليون دولار، متقدمة على “أبل” التي وصلت قيمتها إلى 3.38 تريليون دولار. تبلغ القيمة السوقية لشركة مايكروسوفت التي تجاوزتها “إنفيديا” الشهر الماضي، 3.06 تريليون دولار. ارتفعت أسهم “إنفيديا” بأكثر من 850% منذ نهاية عام 2022.
قالت فول أينينا، مديرة الأبحاث في “جيمس إنفستمنت ريسرتش” (James Investment Research) إنه “على مدار الأرباع العديدة الماضية، بدا الأمر وكأن الناس يهتمون بشكل أساسي بأرقام التضخم وأرقام الوظائف وأرقام إنفيديا”.
وأضافت أن “تجاوز إنفيديا لشركة أبل في القيمة السوقية لا يؤشر فقط إلى أنها المستفيد الأكبر من دورة البنية التحتية للذكاء الاصطناعي، ولكنه يشير أيضاً إلى أن الناس يتوقعون استمرار طفرة الذكاء الاصطناعي”.
كافحت مؤشرات الأسهم الأميركية من أجل تحديد الاتجاه، وارتفعت السندات وانخفض الدولار، مع استمرار استطلاعات الرأي في تصوير سباق متقارب في الانتخابات الرئاسية.
تمثل شركة صناعة الرقائق 7% من وزن مؤشر “إس آند بي 500″، وهي مسؤولة عن حوالي ربع مكاسب المؤشر القياسي البالغة 21% هذا العام. وكانت “إنفيديا” قد أغلقت في السابق بلقب أكبر شركة في يونيو، رغم أنها احتفظت بهذا المنصب ليوم واحد فقط.
تنكشف أكبر الشركات في وول ستريت بشدة على الذكاء الاصطناعي، فشركة “أبل” أدخلت هذه التكنولوجيا إلى هواتف آيفون الجديدة، أما “مايكروسوفت” و”أمازون” و”ألفابت” فتستعين بهذه التكنولوجيا في أعمالها السحابية وخدمات الذكاء الاصطناعي. في حين تلجأ شركة “ميتا” إلى هذه التكنولوجيا من خلال الإعلانات وتحسين الاستهداف. وباستثناء “أبل”، تعد هذه الشركات من بين أكبر عملاء “إنفيديا”، وقد أكدت التزامها بمواصلة الإنفاق على الذكاء الاصطناعي.
في الأسبوع الماضي، أكدت نتائج شركة “أبل” المخاوف بشأن نمو إيراداتها، إلى جانب الضعف في الصين إحدى أبرز أسواقها، وستعلن “إنفيديا” عن نتائج أعمالها في وقت لاحق من هذا الشهر.
أفضل أداء
لم يكن التعرض للذكاء الاصطناعي السمة الوحيدة للشركات الكبرى من حيث القيمة السوقية، بل كانت أيضاً أفضل الشركات أداءً في الأسهم هذا العام.
إن تقدم “إنفيديا” بنسبة 183% هو ثالث أكبر تقدم في مؤشر “غس آند بي 500” هذا العام، بعد شركة “فيسترا كورب” المنتجة للطاقة التي شهدت زيادة في الطلب المتعلق بالذكاء الاصطناعي، وشركة برمجيات تحليل البيانات “بالانتير تكنولوجيز إنك”.
جاءت القوة الأخيرة مع تهدئة الشركة لمخاوف المستثمرين بشأن القضايا المتعلقة بشريحة “بلاكويل”، والتي تأخرت بسبب مشاكل هندسية، فضلاً عن آفاق نموها على المدى الطويل.
يتوقع المحللون أن تتضاعف إيرادات “إنفيديا” بأكثر من الضعف في سنتها المالية الحالية، وترتفع بنسبة 44% أخرى خلال السنة المالية التالية، وفقاً للبيانات التي جمعتها “بلومبرغ”. رفع محللو وول ستريت باستمرار تقديرات أرباح “إنفيديا” وأرباحها خلال الربع الماضي.
وبعيداً عن تفاؤل “بلاكويل”، أظهرت المبيعات الأخيرة لشركة “تي أس أم سي” (Taiwan Semiconductor Manufacturing Co)، طلباً قوياً على الذكاء الاصطناعي، في حين أسفرت جولة تمويلية لشركة “أوبن إيه آي” عن تقييمها بـ157 مليار دولار. أصدرت الشركة مؤخراً نموذجاً للذكاء الاصطناعي بقدرات التفكير المنطقي، وهو شيء تعمل عليه شركة “ألفابت” أيضاً.
وقالت أينينا من شركة “جيمس إنفستمنت” إن “تأثير الذكاء الاصطناعي كبير بشكل غير عادي، وتستثمر شركات التكنولوجيا الكبرى هذه مئات المليارات فيه، وتستفيد إنفيديا أكثر من غيرها. بشكل عام، لا تزال هناك صورة جيدة لآفاقها”.
هذا المحتوى من “اقتصاد الشرق مع بلومبرغ”