اختطفت قوات إسرائيلية خاصة “كوماندوز” مواطناً لبنانياً عبر عملية إنزال تمت فجراً في منطقة البترون شمالي لبنان، على بعد 140 كيلومتراً من الحدود الإسرائيلية، فيما قالت مصادر أمنية لـ”الشرق” إن الحديث يجري عن شخص “لا تربطه علاقة بأي جهاز أمني رسمي لبناني”.
وتداولت وسائل إعلام لبنانية مقطع فيديو وصفته بأنه عملية إنزال إسرائيلية في منطقة البترون شمالي لبنان، قالت إنها شهدت “اختطاف قبطان بحري” يدعى عماد فاضل أمهز.
وأكد وزير الأشغال العامة والنقل اللبناني علي حمية، لوسائل إعلام محلية، صحة الفيديو، وقال إن “المختطف قبطان بحري لسفن مدنية وتجارية، ويتلقى تعليمه في معهد مدني، وليس تابعاً للجيش اللبناني، والأجهزة الأمنية تقوم بالتحقيقات اللازمة”.
كما أكد حمية أنه “لم يصدر عنا أي تعليق أو بيان على ما تم تداوله عن إنزال في البترون، والأمر متروك للأجهزة الأمنية والجهات المختصة”، لافتاً إلى أن “القضية باتت محور متابعة من الحكومة اللبنانية ووزارة الخارجية”.
وقالت مصادر لـ”الشرق” إن “أمهز لا تربطه أي علاقة بأي جهاز أمني رسمي لبناني”، مؤكدةً أن “الأجهزة الأمنية اللبنانية تعمل على التحقق مما حصل في وقت تتلاحق الأسئلة عما إذا كان المختطف من أعضاء حزب الله كما أثيرت موجة من الأسئلة عن دور قوات اليونيفل التي تتولى حراسة الشاطئ اللبناني”.
وظهر في مقطع الفيديو، الذي يبدو أن كاميرا مراقبة صورته، مجموعة من المسلحين يرتدون زياً عسكرياً يقتادون شخصاً معصوب العينين.
وثائق عماد أمهز
وذكرت تقارير أن نحو 30 مسلحاً نفذوا العملية على بعد 140 كيلومتراً من حدود إسرائيل، التي تناولت وأبرزت وسائل إعلامها هذه الواقعة دون تعقيب رسمي.
وتداول مستخدمون عبر منصة “إكس” مجموعة من الوثائق المنسوبة للبناني المختطف عماد فاضل أمهز، مثل صورة جواز سفره وبطاقة تحمل بياناته الشخصية.
وتشير الوثائق إلى أنه من مواليد 12 أكتوبر 1986، ويبلغ طوله 171 سنتيمتراً، بعيون بنية وشعر أسود.
وقالت “الوكالة الوطنية للإعلام” في لبنان إن “الأجهزة الامنية تحقق في حدث وقع في منطقة البترون فجر أمس، حيث افاد أهالي المنطقة بأن قوة عسكرية، لم تُعرَف هويتها، نفّذت عملية إبرار (إنزال بحري) على شاطئ البترون، وانتقلت بكامل أسلحتها وعتادها إلى شاليه قريب من الشاطئ، حيث اختطفت لبنانياً كان موجوداً هناك، واقتادته إلى الشاطئ، وغادرت بواسطة زوارق سريعة إلى عرض البحر”.
وقال مسؤول إسرائيلي إن قوات البحرية الإسرائيلية نفذت عملية في شمال لبنان قامت خلالها باختطاف “مسؤول كبير” في جماعة “حزب الله”.
وأوضح المسؤول لموقع “أكسيوس” الأميركي أن “العملية الإسرائيلية التي استهدفت أمهز هدفها التحقيق معه من أجل الحصول على معلومات استخباراتية تتعلق بالعمليات البحرية لحزب الله”.
اتهام “اليونيفيل”
وكانت تقارير اتهمت قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في جنوب لبنان (اليونيفيل) بالتنسيق مع القوات الإسرائيلية التي نفذت عملية الإنزال.
في المقابل، نفت “اليونيفيل”، على لسان نائبة الناطق الرسمي، “التورط في الواقعة”، قائلة إن “اليونيفيل ليس لها أي علاقة في تسهيل أي عملية اختطاف أو أي انتهاك آخر للسيادة اللبنانية”.
كما اعتبرت أن “نشر المعلومات المضللة والشائعات الكاذبة أمر غير مسؤول ويعرض قوات حفظ السلام للخطر”.