دخلت مفاوضات اتفاق وقف الحرب في لبنان “مراحل متقدمة” مع توجه مستشارين في إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن إلى بيروت، الخميس، فيما أوضحت وسائل إعلام إسرائيلية وأميركية أن المحادثات تناقش مقترحاً بوقف إطلاق النار لمدة 60 يوماً كمرحلة أولى بين الجيش الإسرائيلي و”حزب الله” مقابل انسحاب عناصر الجماعة اللبنانية إلى جنوب نهر الليطاني لصالح انتشار الجيش اللبناني.
وذكر موقع “أكسيوس” الأميركي في تقرير، الأربعاء، أنه إذا توصل مستشارا بايدن البارزين آموس هوكستاين وبريت ماكجورك إلى اتفاق دبلوماسي بين إسرائيل و”حزب الله” خلال زيارتهما إلى بيروت، فإن ذلك من شأنه أن يخفف بشكل كبير من حدة الحرب الإقليمية في الشرق الأوسط، لأول مرة منذ هجمات السابع من أكتوبر 2023.
ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن “مصادر مطلعة” تفاصيل مباحثات الساعات المقبلة، قائلة إن هوكستاين وماكجورك سيزوران إسرائيل أيضاً، الخميس، ضمن مساعي إبرام اتفاق.
وبحسب ما نقل موقع “واي نت” التابع لمجموعة “يديعوت أحرونوت”، فإن الاتفاق المقترح يتضمن “فترة تكيف” لمدة 60 يوماً يتوقف خلالها إطلاق النار بين “حزب الله” والجيش الإسرائيلي، مشيراً إلى أن الجيش اللبناني سينتشر خلال هذه الفترة في جنوب لبنان لضمان مراقبة تنفيذ الاتفاق، دون الحاجة إلى إصدار قرار جديد من مجلس الأمن.
ووفقاً لمصادر إعلامية إسرائيلية، تتكون المبادرة من 3 عناصر رئيسية، الأول تطبيق موسع للقرار 1701، يهدف إلى منع وجود مسلحين من “حزب الله”، جنوب نهر الليطاني، مع تعزيز انتشار الجيش اللبناني. والثاني، وجود آلية مراقبة للجانبين تهدف إلى تمكين الطرفين من الإبلاغ عن أي خروقات، والثالث منع إعادة تسليح الجماعة اللبنانية عبر فرض رقابة صارمة على دخول الأسلحة الممنوعة براً وبحراً وجواً
عناصر مبادرة وقف الحرب في لبنان
1. تطبيق موسع للقرار 1701: يهدف إلى منع وجود مسلحين لحزب الله جنوب نهر الليطاني، مع تعزيز انتشار الجيش اللبناني.
2. آلية مراقبة للجانبين: تهدف إلى تمكين الطرفين من الإبلاغ عن أي خروقات.
3. منع إعادة تسليح “حزب الله”: عبر فرض رقابة صارمة على دخول الأسلحة الممنوعة براً وجواً وبحراً.
استعداد روسي للمشاركة
وأشار موقع “واي نت” إلى أن روسيا أبدت استعدادها للمساعدة في تنفيذ الاتفاق، لافتاً إلى “دورها المحوري في استقرار الأوضاع في لبنان وسوريا”، وذكر أنه “تجري حالياً اتصالات مباشرة بين الكرملين وتل أبيب في محاولة لضمان مشاركة روسية تساهم في تقليل الاعتماد على الولايات المتحدة”.
“حرية تحرك”
وأوضحت صحيفة “يديعوت أحرونوت” أن إسرائيل تطالب بضمان حرية تحرك قواتها في لبنان لضمان تنفيذ الاتفاق، في حال عدم قيام الجيش اللبناني أو قوات اليونيفيل بهذه المهمة أو فشلهم في ذلك.
تعزيز قوات اليونيفيل
وأضافت أن إسرائيل دعت إلى تعزيز قوات اليونيفيل، معتبرة أنها فشلت في تطبيق قرار مجلس الأمن 1701، مما يستدعي تحسين تفويضها في لبنان.
تدمير قدرات “حزب الله”
وبيّنت الصحيفة أن إسرائيل “تؤكد ضرورة مواصلة الجيش اللبناني الجهود التي بدأتها القوات الإسرائيلية، بما في ذلك تدمير البنى التحتية لجماعة حزب الله لخفض نشاطاته ودفعه إلى الشمال من نهر الليطاني”.
وفي السياق ذاته، أفادت صحيفة “هآرتس” بأن هناك توافقاً واسعاً ومفاجئاً بين المسؤولين الأمنيين الإسرائيليين، بمن فيهم وزير الدفاع يوآف جالانت وفريقه. ورأت أن القيادة الإسرائيلية “تتحدث بصوت واحد تقريباً”.
ونقلت الصحيفة عن “مصادر مطلعة” قولها إن هوكستاين انتظر قرار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قبل تأكيد زيارة إسرائيل.
دول ضامنة
وذكرت أن ممثلو نتنياهو كثفوا جهودهم لضم دول أخرى لضمان تنفيذ الاتفاق، مشيرة إلى اجتماع رئيس الوزراء مع عد من كبار المسؤولين ورؤساء الأجهزة الأمنية لمناقشة الاتفاق المحتمل.
ولفت موقع “والا” الإسرائيلي إلى أن زيارة هوكستاين وماكجورك المرتقبة تشير إلى أن نتنياهو قرر المضي قدماً نحو إبرام الاتفاق.
ومن المقرر أن يجتمع المسؤولان الأمريكيان مع نتنياهو ووزرائه غداً، الخميس، وهو اليوم المخصص لاجتماع المجلس الوزاري المصغر للشؤون الأمنية والسياسية.
ويُعتبر أي قرار يتعلق بإعلان الحرب أو التوصل إلى تسويات كبيرة بحاجة إلى موافقة المجلس الوزاري، الذي يضم ممثلين عن التيار اليميني في الحكومة، مثل الوزيرين بتسلئيل سموتريتش وإيتمار بن جفير، اللذين يطالبان باستمرار الحرب في لبنان .