قال الملياردير الأميركي إيلون ماسك، خلال مداخلة مباشرة عبر الفيديو ضمن فعاليات مؤتمر مبادرة مستقبل الاستثمار، الثلاثاء، إن الذكاء الاصطناعي قد يشكل تهديداً للبشرية، لكنه في الوقت نفسه من أهم التقنيات التي نعمل على تقديمها، متوقعاً تجاوز عدد الروبوتات الشبيهة بالإنسان، لتعداد سكان الكرة الأرضية، بحلول عام 2040.
وقال ماسك في المؤتمر المنعقد بالعاصمة السعودية الرياض، إنه سيكون هناك قرابة 10 مليارات روبوت بحلول 2040، بسعر يصل إلى 25 ألف دولار لكل روبوت قادر على أداء مهام متعددة.
وحذر ماسك من أن معدلات الولادة في العالم تشهد تناقصاً، متوقعاً تقلص تعداد سكان بعض الدول بنسبة 5% خلال 3 أجيال مقبلة، مشدداً على ضرورة الانتباه إلى خطورة هذا الانخفاض للمحافظة على البشرية.
الطاقة الشمسية
ولفت ماسك إلى أن مجمعات مراكز البيانات تحتاج إلى توفير الطاقة الكافية، حيث تتزايد أعدادها عالمياً، موضحاً أن قدراتها الحالية محدودة بعض الشيء، وشدد على الحاجة إلى الكثير منها، ومبيناً أنه على المدى البعيد ستوفر الطاقة الشمسية كل الطاقة التي نحتاج إليها، “مما سيسهم في تقدم الحضارات بشكل كبير”.
واعتبر ماسك أن المساعي الحالية للاستفادة من جميع مصادر الطاقة على هذا الكوكب ما زالت محدودة، حيث لا نستغل حالياً إلا أقل من 1% من الطاقة المتوفرة على الأرض، وفق تقديراته، مشيراً إلى أن كل الطاقة في المستقبل ستعتمد على الشمس، ومن المرجح أن توفر قرابة 100% من احتياجاتنا.
وفيما يتعلق بالنصيحة التي يوجهها للقادة في مجال الذكاء الاصطناعي، قال: “ستكون لكل دولة مجمعات الذكاء الاصطناعي الخاصة بها مع مرور السنوات، وحالياً قد يكون من الصعب معرفة كيفية بنائها والعمل عليها وإدارتها”.
وأشار إلى الحاجة الملحة إلى كميات هائلة من الحوسبة والمهارات التقنية التي قد تمتلكها فقط عدد قليل من الشركات، متوقعاً أن تبني كل دولة بنية تحتية تناسبها.
وتوقع ماسك أن تكون هناك روبوتات مؤنسنة بحلول عام 2040، وستكون أكثر عدداً من البشر، مشيراً إلى أن أعدادها قد تصل إلى 10 مليارات روبوت.
وأوضح ماسك أن مركبة “ستارشيب” الفضائية قد تصل إلى المريخ خلال عامين، حيث يُتوقع إرسال ستارشيب بدون طاقم بعد 26 شهراً، وإذا عملت بشكل جيد، سيتم النظر في إرسال البشر بعد ذلك بسنتين.
وبشأن مستقبل التشريعات في البيت الأبيض خلال الانتخابات الرئاسية الجارية، قال ماسك: “نحن متفائلون بالبيت الأبيض، سواءً كان المرشح الرئاسي الجمهوري دونالد ترمب هو الرئيس المقبل أو لا”.
زيادة التشريعات
واعتبر ماسك أن التحديات الحالية تكمن في البيروقراطية، خاصة خلال فترة إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن التي شهدت زيادة في التشريعات، مشيراً إلى أن العديد من الدول تميل إلى تقليل التشريعات.
وأعرب ماسك عن قلقه من أن تؤدي زيادة التشريعات إلى تقييد الابتكار، مما قد يجعل إطلاق بعض المشاريع أمراً غير قانوني، وربما يهدد حتى إمكانية الوصول إلى المريخ.
وتوقع ماسك أن تبدأ السيارات القيادة الذاتية في العمل بالولايات المتحدة العام المقبل، مشيراً إلى أنه قد لا نحتاج للانتظار طويلاً لرؤية سيارات الأجرة الآلية أو السايبر كاب، حيث سيتم البدء في كاليفورنيا وتكساس في منتصف العام المقبل.
وأكد أنه من المتوقع وجود أكثر من 9 ملايين سيارة بحلول نهاية العام المقبل، لافتاً إلى أن تشغيل السايبر كاب سيكون في عام 2026.
وأضاف ماسك أن القيادة الذاتية ستكون أكثر أماناً بمعدل 10 مرات مقارنةً بقيادة البشر، وستسهم في إنقاذ الكثير من الأرواح سنوياً، مشدداً على أن الإنتاج لهذا النوع من السيارات سيكون الأكبر على الإطلاق.
مهمة ماسك في إدارة ترمب المحتملة
وكان ترمب قد ذكر بأنه سيطلب من ماسك أن يرأس إدارة جديدة تركز على تقليل الروتين البيروقراطي، تُسمى إدارة الكفاءة الحكومية، إذا تم انتخابه لولاية ثانية.
وفي بث عبر الإنترنت بعد إعلان أرباح “تسلا”، قال ماسك إنه سيسعى لموافقة فيدرالية على المركبات ذاتية القيادة إذا تم تعيينه في إدارة ترمب الثانية المحتملة.
وتراهن “تسلا” على السيارات ذاتية القيادة كمجال نمو رئيسي. وقال ماسك إنه يتوقع أن تبدأ “تسلا” في طرح سيارة أجرة آلية “سايبرترَك” في 2026، وتخطط الشركة لإنتاج ما بين مليونين إلى 4 ملايين وحدة سنوياً، وفقاً لما أوردت بلومبرغ.
وقال ماسك: “أتوقع أن تصبح (تسلا) الشركة الأكثر قيمة في العالم، وربما على المدى الطويل”.