تلقي كامالا هاريس المرشحة الديمقراطية لانتخابات الرئاسة الأميركية كلمة ختامية، الثلاثاء، بالقرب من البيت الأبيض، في نفس الموقع الذي سبق أن ألقى فيه الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب كلمة لحشد من أنصاره، تسببت في دفعهم إلى مبنى الكابيتول في 6 يناير 2021 من أجل عرقلة التصديق على نتائج الانتخابات الرئاسية 2020، حسبما ذكرت شبكة NBC NEWS الأميركية.
وتأتي كلمة هاريس قبل أسبوع، على يوم الانتخابات، وبعد 100 يوم من خروج الرئيس الأميركي جو بايدن من السباق الرئاسي.
وذكر مسؤول كبير في حملة هاريس طلب عدم الكشف عن هويته، أن هاريس تعتزم دعوة الأميركيين إلى طي صفحة رئاسة ترمب السابقة، وأنها ستعمل على تقديم نفسها كشخصية تضع البلد فوق حسابات الحزب.
وقال المسؤول إن هاريس تخطط لرسم صورة للأميركيين عن شكل رئاسة ترمب، وكذلك رئاسة هاريس، كما ستذكرهم بالخلافات التي شهدتها فترة رئاسة ترمب السابقة، ثم ستدعو الأميركيين إلى “طي صفحة تلك الحقبة من الانقسام والفوضى”.
وقال المسؤول إن هاريس سوف تواصل الضغط على الخط الذي استشهدت به كثيراً في الأيام الأخيرة، وهو أن تركيز ترمب سيكون منصباً على الانتقام من “قائمة أعدائه”، فيما ستركز هي على “قائمة المهام” التي تهدف إلى خفض التكاليف عن الشعب الأميركي.
مهاجمة إدارة “بايدن-هاريس”
وسعى ترمب إلى جعل حملته الانتخابية، بمثابة استفتاء على إدارة “بايدن-هاريس”، إذ ألقى باللوم على منافسته في التضخم وفوضى الحدود في السنوات الأخيرة، في الوقت الذي تظهر فيه استطلاعات الرأي التقارب الشديد والتنافس المحموم بين ترمب وهاريس، في الولايات السبع المتأرجحة التي ستلعب دوراً حاسماً في تحديد من سيكون الرئيس المقبل.
وأدى دخول هاريس المتأخر إلى السباق الرئاسي، بعد قرار بايدن غير المسبوق بالانسحاب بضغط حملتها في فترة زمنية قصيرة، إذ استنفرت من أجل تقديم نفسها للناخبين، كما انشغلت في مراقبة منافسها ترمب، وعملت في الوقت نفسه من أجل العثور على النقاط التي قد تبتعد فيها عن إدارة بايدن، ما يساعدها في بناء مسار جديد ومختلف عنه.
وركزت هاريس جهودها على انتقاد خطاب ترمب الاستبدادي، وجعلته جزءاً رئيسياً من حجتها، حيث جندت الجمهوريين المناهضين لترمب مثل النائبين السابقين ليز تشيني وآدم كينزينجر، لتشجيع الجمهوريين غير الحاسمين والمستقلين على التصويت لها.
ولجأت هاريس إلى الاستشهاد بتعليقات كبير موظفي ترمب السابق جون كيلي المنشورة مؤخراً، والتي قال فيها إن “ترمب استبدادي بالتأكيد، ويندرج ضمن التعريف العام للفاشية”.
وعقد ترمب تجمعاً حاشداً، الأحد الماضي، في ماديسون سكوير جاردن في مدينة نيويورك ليقدم خطابه الختامي، وهو الحدث الذي تصدر عناوين الأخبار؛ بسبب التعليقات العنصرية التي أدلى بها حلفاؤه الذين تحدثوا خلال الفعالية.
رسائل هاريس
وأظهرت شركة استطلاعات الرأي Blueprint، وهي ديمقراطية، سلسلة من الرسائل المناهضة لترمب، ووجدت أن أقوى الرسائل التي ستلقى رواجاً بين الناخبين في الولايات المتأرجحة لإقناعهم، تتعلق بالتركيز على الاقتصاد، وذلك من حيث “خفض أسعار البقالة وحماية الضمان الاجتماعي، ومعارضة تخفيضات الضرائب على الشركات”.
وذكرت الشركة أن تسليط الضوء على تصريحات كيلي حول ميول ترمب الاستبدادية، ساعد هاريس بين هؤلاء الناخبين الحاسمين، ولكن بفارق أقل من الرسائل التي تركز على الاقتصاد.
ويعتبر الخطاب الذي ستلقيه هاريس، الثلاثاء، محاولة لتحقيق هذين الهدفين في وقت واحد، إذ تأمل حملتها أن “يُنظر إلى هذا الخطاب باعتباره خطاباً مفعماً بالأمل والتفاؤل مع صورة البيت الأبيض خلفها”.