قدم برشلونة عرضاً مذهلاً وقهر غريمه الأزلي ريال مدريد 4-0 خلال الشوط الثاني فقط بملعب سانتياغو برنابيو، في كلاسيكو متقلب يحمل الكثير من الدروس المستفادة.
ووسع برشلونة الفارق إلى 6 نقاط في قمة الدوري الإسباني، كما وضع منافسه المدريدي في مأزق، وسط تباين لموقف المدربين هانزي فليك وكارلو أنشيلوتي، بين إشادة كبيرة وانتقادات لاذعة.
ولخصت صحيفة “ماركا” الكلاسيكو في 4 نقاط، نفس عدد أهداف البارسا، مع تسليط الضوء على انهيار عبارة شهيرة لطالما افتخر بها الريال.
ضغط غير فعال وإنهاك
اعترف أنشيلوتي بعد الهزيمة القاسية، وقال: “عندما هزوا شباكنا نفدت طاقتنا، لذا وجدوا مساحات، بعد التأخر 2-0 كان يجب أن نخاطر، شنوا هجمات مرتدة عديدة، وتكرر موقف لاعب ضد لاعب في دفاعنا”.
وربما تحدث أنشيلوتي عن تأثر الجانب النفسي بعد التأخر في النتيجة، لكن ظهر أيضاً على لاعبيه الإرهاق البدني، بعد ضغط غير فعال في الشوط الأول، وفي المقابل احتفظ برشلونة بالحيوية حتى بعد التقدم 3-0 وظل يضغط بشكل منظم.
وقال لامين يامال جناح برشلونة الصاعد وصاحب الهدف الثالث “وجدنا ريال مدريد مرهقاً للغاية ومضغوطاً”.
توجد عبارة شهيرة بين المدريديين تقول “كبرياء ريال قد يُجرح ولكن لا ينهار”، ربما ذهبت هذه الجملة في طي النسيان داخل غرف الملابس بعد الرباعية.
الدفاع المتقدم
حاول ريال مدريد لمرات عديدة اللعب خلف دفاع برشلونة واستغلال سرعة كيليان مبابي وفينيسيوس جونيور، ووجد بالفعل ثغرات في الشوط الأول، لكن الدفاع المتقدم للغاية لفريق فليك كان ناجحاً تماماً، وأوقع هجوم مدريد في التسلل 12 مرة (8 مرات من نصيب مبابي وحده).
ونجح فينيسيوس في اختراق جبهة جول كوندي أحياناً، لكن عابه سوء اللمسة الأخيرة أمام المرمى.
وكان ثنائي قلب دفاع برشلونة باو كوبارسي وإنييغو مارتينيز بلا حيلة أمام سرعة مبابي وفينيسيوس، لكنهما تعاملا بذكاء مع كوندي وأليخاندرو بالدي في ضبط التسلل دائماً.
سقط دفاع ريال مدريد في أول محاولة بالشوط الثاني، حين غطى فيرلان ميندي التسلل ليسمح لروبرت ليفاندوفسكي بتسجيل الهدف الأول بأريحية تامة وفي غياب الرقابة.
وقال كوبارسي عن قرار فليك بالتمسك بمصيدة التسلل رغم امتلاك ريال مدريد أسرع لاعبي العالم “شجاعة الدفاع كانت مذهلة بالتقدم إلى هذا الحد”.
التزام فليك وفشل الخطة المعاكسة
قال لامين يامال: “عندما حققنا انتصارات في بداية الموسم قالوا إننا نواجه فرقاً من منتصف الجدول، الآن هزمنا اثنين من أفضل فرق العالم في أسبوع واحد (بعد الفوز على بايرن ميونخ 4-1 يوم الأربعاء)، هذا يظهر استعداد الفريق لأي موقف”.
تشير كلمات يامال إلى التزام فليك بخطته دائماً، المتعلقة بالضغط الشرس والدفاع المتقدم، أما أنشيلوتي فبدا من تشكيلته أنه يضع خطة مقاومة لبرشلونة أكثر من التركيز على عناصر قوته.
على سبيل المثال، كان دور جود بيلينغهام دفاعياً في أقصى اليمين، ولم تسعفه لياقته عند التوغل في الهجوم، واعتمد أنشيلوتي على الثنائي إدواردو كامافينغا وأوريلين تشواميني للتركيز على الجانب الدفاعي في وسط الملعب، لكن كامافينغا أظهر بعض النشاط في التقدم للأمام أحياناً.
لياقة نجوم الصف الأول
كان نجوم الشباك في برشلونة في الموعد وعلى قدر التطلعات، حيث أحرز ليفاندوفسكي هدفين وهز يامال ورافينيا الشباك، كما تألق آخرون مثل كوبارسي وكاسادو وبيدري وحتى الحارس إنياكي بينيا، وظهرت ثقة فليك فيهم.
بالمقابل، كان نجوم ريال مدريد خارج نطاق الخدمة، ولم ينثر فينيسيوس سحره، كما لا يزال مبابي بعيداً عن نسخته في باريس سان جيرمان وافتقد الفريق للإبداع والابتكار.
وكان دفاع ريال مدريد كارثياً، وسهّل مهمة ليفاندوفسكي الذي سجل هدفين في غضون دقيقتين، ليوجه ضربة قاضية لحامل اللقب وبطل أوروبا.