أثارت الضربات الإسرائيلية على مواقع عسكرية في إيران، صباح السبت، ردود فعل إقليمية ودولية وسط دعوات لممارسة “أقصى درجات ضبط النفس، لتجنب التصعيد”.
واستهدفت إسرائيل في وقت سابق من السبت، مواقع عسكرية في إيران، معلنة أنها في إطار الرد على الهجوم الصاروخي التي شنته طهران على إسرائيل مطلع الشهر الجاري، وذلك في أحدث هجوم في الصراع الآخذ في التصاعد بين الجانبين.
وقالت الخارجية الإيرانية، إن طهران ملزمة بالدفاع عن سيادة البلاد ضد “الأعمال العدوانية الأجنبية”، وفقاً لما تؤكده المادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة.
وأضافت الوزارة أن “استمرار جرائم الاحتلال والإبادة الجماعية للشعب الفلسطيني والعدوان على لبنان في ظل دعم الولايات المتحدة والغرب هو سبب التوتر بالمنطقة”.
وفي وقت سابق، أعلن مسؤولون أميركيون وإسرائيليون، أن إسرائيل شنت 3 موجات من الضربات، صباح السبت؛ ركزت الموجة الأولى على أنظمة الدفاع الجوي الإيرانية، والثانية والثالثة على قواعد الصواريخ والطائرات المسيرة ومواقع إنتاج الأسلحة.
فيما قالت طهران إنها تصدت للهجوم الإسرائيلي، وإن “أضراراً محدودة” لحقت بأهداف عسكرية في جميع أنحاء البلاد.
إدانات عربية
وأعربت السعودية عن “إدانتها واستنكارها للاستهداف العسكري الذي تعرضت له إيران، والذي يعد انتهاكاً لسيادتها، ومخالفة للقوانين والأعراف الدولية”.
وقالت الخارجية السعودية في بيان، إن المملكة “تحث كافة الأطراف على التحلي بأقصى درجات ضبط النفس وخفض التصعيد، محذرة من عواقب استمرار الصراعات العسكرية في المنطقة”.
وأضاف البيان: “تدعو المملكة المجتمع الدولي والأطراف المؤثرة والفاعلة، إلى الاضطلاع بأدوارهم ومسؤولياتهم تجاه خفض التصعيد، وإنهاء الصراعات في المنطقة”.
على نحو مماثل، أدانت الإمارات “بشدة” الاستهداف العسكري، الذي تعرّضت له إيران، معربة عن “قلقها العميق إزاء استمرار التصعيد وتداعياته على الأمن والاستقرار في المنطقة”.
وأكدت الخارجية الإماراتية، في بيان “أهمية ممارسة أقصى درجات ضبط النفس والحكمة لتجنب المخاطر، وتوسيع رقعة الصراع”.
وجددت الوزارة التأكيد على إيمان دولة الإمارات، بأن “تعزيز الحوار والالتزام بالقوانين الدولية، واحترام سيادة الدول، هي الأسس المثلى لحل الأزمات الراهنة”، مشددة على “ضرورة حل الخلافات عبر الوسائل الدبلوماسية بعيداً عن لغة المواجهة والتصعيد”.
وأعربت مصر عن “قلقها البالغ” إزاء “حالة التصعيد الخطيرة والمتسارعة” في الشرق الأوسط بما في ذلك الهجوم الجوي الإسرائيلي على إيران، وأكدت استنكارها “كل الإجراءات التي تهدد أمن واستقرار المنطقة”.
وقالت الخارجية المصرية في بيان، إن مصر “تدين كل الإجراءات التي تهدد أمن واستقرار المنطقة وتؤدي إلى تأجيج الوضع الهش بالإقليم وإذكاء حالة الاحتقان واحتدام الصراع بالمنطقة”.
وأضاف البيان، أن مصر تحذّر من “مخاطر التصعيد الراهنة التي قد تؤدى سواء عن عمد أو نتيجة لحسابات خاطئة لانزلاق المنطقة إلى مواجهة خطيرة تهدد الأمن الاقليمي والدولي”.
وشددت مصر على “موقفها الداعي لسرعة التوصل لوقف إطلاق النار في قطاع غزة في إطار صفقة يتم بموجبها إطلاق سراح الرهائن والأسرى باعتبارها السبيل الوحيدة لخفض التصعيد، والأساس الذي سيؤدى إلى إقرار التهدئة المطلوبة في هذا الظرف الحرج بالإقليم”، بحسب البيان.
كما جددت مصر مطالبتها بـ”وقف فوري لإطلاق النار في لبنان وضرورة احترام السيادة اللبنانية على كافة أراضيه”.
وأعربت قطر عن إدانتها واستنكارها الشديدين لاستهداف إسرائيل لإيران، واعتبرته “انتهاكاً صارخاً” لسيادة طهران، وخرقاً واضحاً لمبادئ القانون الدولي، بحسب بيان صادر عن الخارجية القطرية.
وأضاف البيان أن وزارة الخارجية “تعرب عن قلق دولة قطر البالغ إزاء التداعيات الخطيرة التي قد تترتب على هذا التصعيد”.
وحضت قطر جميع الأطراف المعنية، على “التحلي بضبط النفس وحل الخلافات بالحوار والطرق السلمية، وتجنب كل ما من شأنه زعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة”.
فيما أدان الأردن، القصف الجوي، الذي شنته إسرائيل على الأراضي الإيرانية، معتبراً أنه يُشكل “خرقاً للقانون الدولي وانتهاكاً لسيادتها، وتصعيداً خطيراً يدفع باتجاه المزيد من التوتر في المنطقة”.
وأكد الناطق باسم الخارجية الأردنية في بيان “رفض المملكة المطلق للتصعيد الخطير في المنطقة ولانتهاكات القانون الدولي، محذراً من الانزلاق إلى صراعٍ يهدد استقرار المنطقة والأمن الدولي”.
كما أدان العراق “بأشد العبارات” الاعتداء الاسرائيلي على أهداف إيرانية، محذراً من النتائج الخطيرة جراء صمت المجتمع الدولي على السلوك الإسرائيلي تجاه فلسطين، واعتداءاته على لبنان وسوريا، وكذلك “العدوان الجديد على إيران”.
وقال الناطق باسم الحكومة العراقية في بيان، إن العراق “يجدد تضامنه ووقوفه مع طهران، ويجدد الموقف الثابت والمبدئي الداعي لوقف إطلاق النار في غزة ولبنان، والعمل الإقليمي والدولي الشامل على دعم الاستقرار في المنطقة”.
“تصعيد خطير”
وقالت الخارجية الباكستانية في بيان، إن الضربات الإسرائيلية على إيران تشكل “تصعيداً خطيراً” في المنطقة.
وأضافت أن الضربات العسكرية الإسرائيلية “ضد سيادة وسلامة أراضي إيران، تشكل انتهاكاً خطيراً لميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي”، محذّرة من أنها “تقوّض الطريق إلى السلام والاستقرار الإقليميين، وتشكل أيضاً تصعيداً خطيراً في منطقة مضطربة بالفعل”.
واعتبرت باكستان أن “إسرائيل تتحمل المسؤولية الكاملة عن الدورة الحالية من التصعيد وتوسع الصراع في المنطقة”.
ودعت باكستان، مجلس الأمن الدولي إلى “القيام بدوره في الحفاظ على السلام والأمن الدوليين، واتخاذ خطوات فورية لوضع حد للتهور الإسرائيلي في المنطقة وسلوكها الإجرامي”.
بدورها، أدانت حركة “حماس” الفلسطينية، الهجوم الإسرائيلي على إيران واعتبرته “انتهاكاً صارخاً” للسيادة الإيرانية، وحملت إسرائيل “كامل المسؤولية عن تداعيات هذا العدوان المدعوم من الولايات المتحدة”.
وقالت الحركة في بيان عبر تليجرام: “نؤكّد تضامننا ووقوفنا مع إيران في مواجهة غطرسة وانفلات الكيان الصهيوني، ونثمّن المواقف الشجاعة التي أبداها الشعب الإيراني وقيادته في مساندة شعبنا الفلسطيني وقضيته العادلة”.
واشنطن ولندن تدعوان لتجنب التصعيد
من جانبه، حض رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، إيران، على عدم الرد على الضربات الإسرائيلية، وكذلك جميع الأطراف على ضبط النفس.
وأضاف ستارمر على هامش مؤتمر صحافي عقده في ساموا: “أنا واضح في أن إسرائيل لها الحق في الدفاع عن نفسها ضد العدوان الإيراني. وأنا واضح بنفس القدر في أننا بحاجة إلى تجنب المزيد من التصعيد بالمنطقة، وحض جميع الأطراف على ضبط النفس”، وفق ما أوردت صحيفة “إندبندنت” البريطانية.
وشدد على أنه “يجب على إيران عدم الرد”، مضيفاً: “سنواصل العمل مع الحلفاء لتهدئة الوضع في جميع أنحاء المنطقة”.
وفي واشنطن، قال مسؤول أميركي كبير إن الضربات الإسرائيلية على المواقع العسكرية في إيران تبدو “رداً متناسباً” على هجمات طهران السابقة، مع انحسار مخاطر إلحاق الضرر بالمدنيين.
وأضاف المسؤول، أن هذا يجب أن يكون نهاية تبادل إطلاق النار المباشر بين البلدين، مشيراً إلى أن لدى الولايات المتحدة عدة قنوات اتصال مباشرة وغير مباشرة مع إيران أوضحت من خلالها موقفها.
وتابع: “إذا اختارت إيران الرد فنحن مستعدون تماماً للدفاع عن إسرائيل ودعمها، وستكون هناك عواقب إذا اتخذت إيران هذا القرار المؤسف. ولكن بالنسبة لنا فإن هذا التبادل المباشر يجب أن يكون نهاية الأمر”.