بعد القصف المميت أمس (الجمعة) في المركز التجاري بمجد الكروم، والذي أسفر عن مقتل حسن سواعد (21 عامًا) وأرجوان مناع (19 عامًا) وإصابة سبعة أشخاص آخرين، أعرب سكان المنطقة عن غضبهم مجددًا بسبب نقص الحماية في البلدة. وقالت رشا إسماعيل، مديرة مركز العدالة الاجتماعية في مجد الكروم: “الوضع هنا صعب للغاية، نشعر بعدم الأمان والتخلي عنا”.
أبدت إسماعيل غضبها من الفجوات في الحماية بين القرى العربية والمدن المجاورة، وأضافت: “كمواطنة عربية-إسرائيلية، أطالب بالأمان الممنوح لجيراننا. كما أدعو الشرطة إلى ملاحقة المحرضين على وسائل التواصل الاجتماعي الذين يحرضون ضد المجتمع العربي”.
وأشارت إلى أنها كانت مع أطفالها خارج المنزل وقت الإنذار. وقالت: “حملت أطفالي وركضنا إلى المنزل. الأطفال في حالة سيئة؛ نحن نستطيع التحمل، لكن الأطفال ليس من السهل عليهم المرور بمثل هذه التجربة. يبكون ويخافون معظم الوقت. لا أعرف ما الذي سيحدث إذا سقط صاروخ آخر هنا”.
سيدة أخرى كانت بالقرب من موقع القصف قالت: “حتى الآن لا أستطيع استيعاب ما حدث. ما حدث عندنا مخيف للغاية، وأشعر بالخوف على حياتي – في أي لحظة يمكن أن نصاب. عدم وجود ملاجئ هنا يعكس الخطر الذي نعيشه. لن أستغرب إذا أُصبت أنا أو أحد أفراد عائلتي”.
كما قال أحمد سواعد، أحد سكان قرية البعنة المجاورة لمجد الكروم: “عند سماع الإنذار، دخلت إلى مجمع أحد المنازل ولم أجد أي ملاجئ. سألت الناس عن مكان الملجأ، وقالوا: نحن مثلك، لا يوجد لدينا”. وأضاف: “الوضع مخيف للغاية، وهذا قد يؤدي إلى المزيد من الإصابات. حتى ونحن داخل المنازل، حياتنا مهددة. الحكومة كلها تنظر إلى العرب بتهاون، ولا يهمها ظروف حياتنا، بالنسبة لهم العرب هم مواطنون من الدرجة الثانية”.
وعبر لجنة الطوارئ العربية وطاقم الطوارئ للسلطات المحلية العربية عن غضبهم أيضًا، وأكدوا بعد القصف: “منذ تصاعد التوتر على الجبهة الشمالية، كان واضحًا أن البلدات العربية ستتحمل العبء الأكبر. غياب الدعم الحكومي يؤدي إلى نقص كبير في الملاجئ ووسائل الحماية من حالات الطوارئ. عند سقوط صاروخ في بلدة عربية، تزداد احتمالية وقوع إصابات وخسائر في الممتلكات بشكل كبير مقارنة بالبلدات اليهودية بسبب نقص الحماية وتخلي الحكومة”.
وأضافوا: “في مجد الكروم، هناك ستة ملاجئ فقط لـ 15 ألف نسمة، أي ملجأ واحد لكل 2500 نسمة، مقابل ملجأ واحد لكل 375 نسمة في كرميئيل. ندعو الحكومة إلى تمويل فوري لإنشاء ملاجئ عامة للحفاظ على أرواح السكان”.
وقد أسفر القصف الصاروخي عن مقتل حسن سواعد وأرجوان مناع، حيث أصيبا في البداية بجروح حرجة، لكن الأطباء أعلنوا وفاتهما لاحقًا. وأقيمت جنازة مناع في مجد الكروم، وحضرها آلاف الأشخاص الذين عبروا عن حزنهم قائلين: “وقع علينا مصاب أليم وصادم، فقدنا امرأة رائعة أحبها الجميع”.
بالإضافة إلى القتيلين، أُصيب سبعة آخرون في الحادث، بينهم رجل يبلغ من العمر 80 عامًا في حالة خطيرة، وامرأة تبلغ من العمر 75 عامًا ورجل يبلغ من العمر 53 عامًا في حالة متوسطة.