هاريس تصف ترمب بـ”الفاشي”.. وتأمل إنهاء حرب غزة واستعادة المحتجزين

قالت المرشحة الديمقراطية لانتخابات الرئاسة الأميركية كامالا هاريس، في ندوة نظمتها شبكة CNN، الخميس، إنها “ليست مثالية”، فيما انتقدت منافسها الجمهوري دونالد ترمب، ووصفته بـ”الفاشي”، كما تطرقت إلى عدة قضايا داخلية وخارجية، مبدية رغبتها في أن تكون عملية اغتيال زعيم المكتب السياسي لحركة “حماس”، يحيى السنوار، فرصة لإنهاء الحرب الإسرائيلية على غزة.

وأوضحت هاريس، خلال الندوة التي أجريت في ولاية بنسلفانيا، والهادفة إلى استقطاب الناخبين، عند سؤالها من قبل ناخبة مستقلة عن خطتها لضمان سلامة المدنيين الفلسطينيين من الأسلحة التي تقدمها الولايات المتحدة إلى إسرائيل: “الكثير من الضحايا الأبرياء سقطوا، وهذا أمر لا يمكن تبريره، لكننا أمام فرصة لإنهاء هذه الحرب مع اغتيال السنوار وتقديم الإغاثة للفلسطينيين، والعمل نحو حل الدولتين، حيث يتمتع كل من الإسرائيليين والفلسطينيين بالأمن وتقرير المصير والحقوق التي يستحقونها”.

وتابعت: “لن أنكر المشاعر القوية التي يشعر بها الناس.. لا أعتقد أن أي شخص شاهد الصور لن يشعر بحزن عميق حيال ما حدث، ناهيك عن أولئك الذين فقدوا أقاربهم في الأحداث”. وأردفت: “تحدثت مع أشخاص وأقدّر هذا الأمر، لكنني أعلم أن الكثير من الأشخاص الذين يهتمون بهذه القضية يهتمون أيضاً بديمقراطيتنا، ويرفضون أن يكون لدينا رئيس يعجب بالديكتاتوريين ويكون فاشياً”.

وأوضحت هاريس أن الأميركيين “يهتمون بالحاجة إلى حلول عملية ومنطقية من قائد مستعد للعمل مع جميع الأطراف لصالح الشعب الأميركي وليس لصالح نفسه، كما يريدون رئيساً يهتم بالحرية الأساسية لاتخاذ قرارات حول أجسادهم، ويفهم أننا لا نحاول تغيير معتقدات أحد، ولكن لا ينبغي أن تفرض الحكومة على النساء ما يجب فعله بأجسادهن”.

“خطر على الأمن القومي”

 وعن سؤالها عما إذا كانت تعتقد أن منافسها الجمهوري “معادٍ للسامية”، بعدما امتدح أدولف هيتلر، وما إذا كان أكثر دعماً لإسرائيل منها، أجابت: “أعتقد أنه خطر على الأمن القومي لأميركا.. ترمب خطير”. 

وتطرقت هاريس إلى أهمية تجاوز مرحلة السياسة الحزبية، والعمل معاً كحزبين في الكونجرس، قائلة إنها “ملتزمة بالعمل مع الديمقراطيين والجمهوريين والمستقلين، لاستعادة الحقوق الإنجابية للنساء ومسألة الهجرة”.

ووصفت هاريس خلال الندوة، ترمب بأنه “شخص فاشي”، داعية الأميركيين المقتنعين بالتصويت له إلى الاستماع إلى تصريحات كبير موظفي البيت الأبيض في عهده جون كيلي، قائلة في هذا الصدد: “ينبغي الوثوق بالأشخاص الذين يعرفونه جيداً والذين قالوا إنه غير مؤهل للرئاسة”.

وتابعت: “تصريحات جون كيلي بمثابة جرس إنذار للأميركيين ليفهموا ما الذي يمكن أن يحدث، إذا عاد ترمب إلى البيت الأبيض. أعتقد بصدق أنه غير مستقر، ويزداد عدم استقراره يوماً بعد يوم، وغير مؤهل للرئاسة، الأشخاص الذين يعرفونه جيداً وعملوا معه في البيت الأبيض، وجميعهم جمهوريون، يقولون إنه غير مؤهل وخطير”.

نظام الهجرة والإصلاح الجذري

وتطرقت هاريس إلى نظام الهجرة، واصفة إياه أنه “يعاني من خلل كبير ويحتاج إلى إصلاح جذري، وقد كان يعاني من هذا الخلل لفترة طويلة”.

وأضافت: “يجب أن تكون لدينا حدود آمنة، ومسار شامل للحصول على الجنسية، بما في ذلك اشتراط أن يكسب الناس حقهم في الحصول على الجنسية بطريقة منظمة وإنسانية”.

وبسؤالها عن رأيها في بناء الجدار الحدودي مع المكسيك، بعد أن انتقدت الفكرة كثيراً، أجابت هاريس: “دعنا نتحدث عن ترمب والجدار الحدودي. تذكر أن الرئيس السابق قال إن المكسيك ستدفع ثمنه؟ بالطبع لم يحدث ذلك. كم من ذلك الجدار تم بناؤه؟ أعتقد أن آخر رقم رأيته كان حوالي 2%، وعندما حان الوقت لالتقاط الصور، تعرف أين التقط صوره؟ في الجزء من الجدار الذي بناه الرئيس باراك أوباما”.

 وتعهدت هاريس بـ”تقديم مشروع قانون يعزز أمن الحدود، وذلك بالتعاون مع كلا الحزبين لتمرير مشروع قانون شامل يعالج النظام الهجري المعطل”. 

هاريس: “أنا لست مثالية”

وسأل ناخب هاريس عن نقاط ضعفها، فأجابت بأنها “ليست مثالية”، مضيفة: “أعتقد أنني ربما أُعتبر ضعيفة من قبل البعض بسبب هذا الأمر، ولكنني في الواقع أراه قوة، فأنا أقدّر حقاً وجود فريق من الأشخاص الأذكياء حولي الذين يجلبون وجهات نظر مختلفة لعملية اتخاذ القرارات الخاصة بي. ففريقي سيخبركِ بأنني دائماً ما أقول: دعونا نختبر هذه الفكرة جيداً”.

وتابعت: “لذا قد لا أكون سريعة في تقديم الإجابة فوراً، عندما يتم سؤالي عن قضية سياسية محددة. أحياناً، أحتاج إلى البحث والدراسة. أنا نوعاً ما أشبه بالمهووسة (nerd) في هذا الجانب، وأعترف بذلك أحياناً، وقد يعتبر البعض أن هذا ضعف، خاصة إذا كنت في مقابلة أو تُطرح عليكِ أسئلة، ويُتوقع منكِ تقديم الإجابة الصحيحة على الفور. هذه طريقتي في العمل”.

بسؤالها عما إذا كانت ارتكبت أي أخطاء خلال السنوات التي قضتها كنائبة للرئيس، أجابت هاريس: “ارتكبت العديد من الأخطاء. أعتقد أنني بذلت جهداً كبيراً في التأكد من أنني مطلعة جيداً على القضايا، وأعتقد أن هذا أمر مهم جداً. من الخطأ ألا تكون مطلعاً جيداً على قضية ما وتشعر بأنك مضطر للإجابة عن سؤال”.

يشار إلى أن هاريس تسعى للوصول إلى أكبر عدد ممكن من الناخبين، وذلك خلال أقل من أسبوعين على الانتخابات المقررة في 5 نوفمبر.

وقال سيدريك ريتشموند الرئيس المشارك لحملة المرشحة الديمقراطية لانتخابات الرئاسة إن هاريس “ستركز في الأيام الأخيرة لحملتها الانتخابية على الوصول إلى أكبر عدد ممكن من الناخبين”.

وأضاف ريتشموند لـCNN أن جزءاً من سبب سفر نائبة الرئيس إلى كل مكان وأنها تتحدث إلى الجميع، وحتى إلى الديموغرافيات التي ستخسر فيها، هو أنها “تريد تقليل الهامش الذي تخسر به تلك المناطق، لأنها تتحدث إليهم وتطلب منهم التصويت لها”.