قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الخميس، إن “الوضع في الشرق الأوسط مثير للقلق بسبب تفاقم صراع طويل الأمد بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وقد يتطور إلى حرب شاملة بالمنطقة”، فيما دعا الرئيس الصيني شي جين بينج إلى وقف إطلاق النار في غزة ولبنان.
وقال بوتين في الاجتماع الختامي لقمة بريكس في كازان الروسية: “أصبحت الجولة الأخيرة من المواجهة الإسرائيلية الفلسطينية واحدة من أكثر الجولات دموية في سلسلة طويلة من الاشتباكات، لكن في الوقت نفسه، أود أن أؤكد أننا عارضنا دائماً ونستمر في معارضة أي مظاهر إرهابية”، وفق تعبيره.
وأضاف الرئيس الروسي في كلمته: “امتد القتال الذي بدأ في غزة قبل عام إلى لبنان، وتأثرت دول أخرى في المنطقة، وزادت المواجهة بين إسرائيل وإيران بشكل حاد.. كل هذا يشبه رد فعل متسلسل ويضع الشرق الأوسط بأكمله على شفا حرب شاملة”.
وقال بوتين إن من الضروري إطلاق عملية سياسية شاملة للتسوية في الشرق الأوسط، مضيفاً أن التسوية يجب أن تتحقق على أساس المبادئ الدولية المعترف بها عموماً، داعياً إلى إنهاء العنف في الشرق الأوسط.
وذكر قائلاً: “لقد حاولنا دائماً تقديم مساهمتنا الكبيرة في استقرار الوضع في الشرق الأوسط. ولهذا السبب، منذ بداية التصعيد، شاركنا بنشاط مع أعضاء مجموعة بريكس وشركاء آخرين في الجهود الرامية إلى حل الصراع”.
أوكرانيا و”النوايا الوهمية”
وبشأن الوضع في أوكرانيا، قال بوتين إن “أوكرانيا استُخدمت وتُستخدم لخلق تهديدات حرجة لأمن روسيا”، مضيفاً أنه “يتم تجاهل مصالحنا الحيوية ومخاوفنا المشروعة بشأن المساس بحقوق الناطقين بالروسية، وهدفهم الحالي هو إلحاق هزيمة استراتيجية بروسيا”.
وذكر الزعيم الروسي أيضاً أن “هذه نوايا وهمية”، لا يمكن أن يقوم بها إلا أولئك الذين يجهلون تاريخ روسيا ولا يأخذون في الاعتبار الوحدة والقوة والتماسك التي “صُنعت” على مدى قرون.
وقال إن الانتقال إلى نظام عالمي أكثر عدالة يعرقله قوى معتادة على التفكير والتصرف من منظور الهيمنة على “الجميع وكل شيء”.
وتابع: “إن الانتقال إلى نظام عالمي أكثر عدالة لا يسير بسلاسة.. إن تطوره يتباطأ بسبب قوى معتادة على التفكير والتصرف بمنطق الهيمنة على كل شيء وكل شخص”، مضيفاً أن محاولات احتواء المنافسين المتزايدين والتنمية المستقلة غير المنضبطة للدول في إفريقيا وآسيا وأميركا اللاتينية “مخفية” تحت ستار النظام القائم على القواعد المفروض على العالم.
وشدد على أنه يتم استخدام العقوبات الأحادية الجانب غير القانونية والحمائية العلنية والتلاعب بالعملة وأسواق الأسهم والتدخل في الشؤون الداخلية تحت شعار “الاهتمام بالديمقراطية وحقوق الإنسان ومكافحة تغير المناخ”. وأضاف الرئيس الروسي أن مثل هذه الطرق والأساليب تؤدي إلى ظهور صراعات جديدة وتفاقم التناقضات القديمة.
الصين تدعو إلى وقف إطلاق النار في غزة ولبنان
من جانبه، دعا الرئيس الصيني شي جين بينج، في كلمته، إلى وقف إطلاق النار في غزة ولبنان، وإحياء مسار حل الدولتين والتعاون من أجل الإزدهار.
وقال إن دول مجموعة بريكس يجب أن تلعب دوراً قيادياً في إصلاح نظام الحوكمة الاقتصادية العالمية، وأضاف: “يجب أن نكون القوة الرئيسية للتنمية المشتركة، وأن نشارك بنشاط، ونقود إصلاح نظام الحوكمة الاقتصادية العالمية، فضلاً عن المساهمة في وضع التنمية على رأس الأجندة الاقتصادية والتجارية الدولية”.
وقال الرئيس الصيني إن دول مجموعة بريكس يجب أن تكون قوة استقرار للحفاظ على السلام وإدارة الأمن العالمي وإيجاد حلول للمشاكل الحادة مع القضاء على الأسباب والأعراض”.
وأضاف أن الصين تحث دول مجموعة بريكس على تعزيز الحوار ودعم بعضها البعض في اختيار مسار التحديث. وقال شي: “بغض النظر عن كيفية تغير الوضع الدولي، ستهتم الصين دائماً بالجنوب العالمي”.
ودعا شي، في معرض حديثه، إلى حل سلمي في أوكرانيا وتهدئة الأوضاع من أجل التركيز على التنمية العالمية.