كشفت تقارير فرنسية عن هوية رجل الأعمال الأميركي الذي وصف مادة محظورة لبول بوغبا، مما أدى إلى إيقافه، قبل أن يتضح أنه ليس طبيباً لكنه يدعي وجود بروتوكولات صحية “ثورية” لعلاج النجوم.
تقرير مفّصل صادر عن “ليكيب” أكد أن الشخص هو غاري بريكا، الذي ادعى في مؤتمرات قدرته على تغيير حياة الأشخاص بعد عمله في مجال التأمين على الحياة لمدة اثنين وعشرين عاماً، قائلاً: “وظيفتي كانت التنبؤ بتاريخ وفاة عملائنا. كان لدي ما يكفي من المعلومات لمعرفة متى سيتوفى الشخص وفي أي شهر”.
ليس لديه شهادة مزاولة في الطب
بريكا، ليس لديه شهادة في الطب، ويقول موقعه على الإنترنت إنه حصل على درجة البكالوريوس في علم الأحياء من جامعة فروستبرغ بولاية ماريلاند، ودرجة أخرى في “علم الأحياء البشري” من مدرسة خاصة لتقويم العمود الفقري في إلينوي.
بعد مسيرته المهنية في مجال التأمين، أطلق مجموعة طبية متخصصة في مكافحة الشيخوخة وتجديد الشباب.
وفي عام 2015، أنشأ شركة متخصصة في “مكافحة الشيخوخة وتجديد الشباب”، إذ جذب أسلوبه العديد من المشاهير.
وتبلغ قيمة العلاج الطبي المزعوم الذي تقدمه شركته “X10 Health System” للبروتوكول المسمى Superhuman قرابة 134 ألف دولار أميركي.
ذهب لاعب خط وسط يوفنتوس (31 عاماً)، الذي التقى بريكا خلال إجازة في فلوريدا، إلى مكاتب شركته في ميامي في نوفمبر 2022، حيث تم وصف هرمون ديهيدرو إيبي أندروستيرون (DHEA) له، وهو هرمون له تأثيرات مشابهة لهرمون التستوستيرون.
ولم يكن يعلم أنه هرمون منشط (مشتق من الستيرويد المنشطة) محظور بموجب لوائح الوكالة العالمية لمكافحة المنشطات (WADA).
وبحسب الطبيب آدم نسيم المقيم في نيويورك: “الرياضي رفيع المستوى في عمر (بوغبا) لا يحتاج إلى DHEA. بل يوصى به لكبار السن الذين يفتقرون إلى هرمون التستوستيرون”.
ويحلل نسيم قائلاً: “يملك نجوم السينما أو الرياضة أموالاً كثيرة لدرجة أنهم يبحثون دائماً عن أحدث العلاجات المتطورة، والسرية الطبية التي لم يسمع عنها أحد بعد. ولكن مجرد ظهور بريكا في الصور مع كريستيانو رونالدو أو ديفيد بيكهام لا يعني أنه ينبغي اعتباره متخصصاً”.
ظهور بريكا في الصور مع كريستيانو رونالدو أو ديفيد بيكهام لا يعني أنه ينبغي اعتباره متخصصاً
آدم نسيم – طبيب مقيم في نيويورك
قضية بوغبا مسؤولية مشتركة بينه وبين الطبيب “المزيف”
وجاءت نتيجة اختبار بوغبا إيجابية في 20 أغسطس 2023، وتلقى أول مرة إيقافاً لمدة أربع سنوات في فبراير، قبل أن تعترف محكمة التحكيم الرياضية (CAS) بالخطأ غير المقصود من قبل اللاعب في 4 أكتوبر، وتقرر تخفيض عقوبته إلى ثمانية عشر شهراً. ستنتهي في مارس 2025.
دينيس كويستر، طبيب التخدير في باريس، وأحد أوائل المهتمين بظاهرة “القرصنة الحيوية” في فرنسا، وهي تناول أشخاص مجموعة من الأدوية معتقدين أنها توفر الوصول إلى طول العمر، وتحسين القدرات العقلية والبدنية، يرى أن بوغبا أخطأ لعدم التحقق والرجوع لرأي طبي قبل أخذ العقار. وقال: “بالنسبة لي، إنها مسؤولية مشتركة. كان ينبغي على بوغبا أن يتمتع بالذكاء للتحدث إلى طاقمه الطبي قبل تناول أي شيء”.
ولكن أضاف كويستر أن بريكا “يزين الواقع في بعض الأحيان، وهو ما لا يجعله يبدو محتالاً. إنه رجل أعمال في مجال الصحة ولا يخفي ذلك على الإطلاق. إنه في الواقع له مكانة جيدة في أميركا.