قال الرئيس الأميركي دونالد ترمب، الأربعاء، إنه لا أحد يريد طرد الفلسطينيين من غزة، وذلك بعد أكثر من شهر على طرحه فكرة تهجير سكان القطاع ضمن تصور لإعادة إعمار غزة وفرض سيطرة أميركية عليها، وهي الخطوة التي أعلن الفلسطينيون والدول العربية رفضهم لها.
ووجه أحد الصحافيين في البيت الأبيض سؤالاً إلى رئيس وزراء إيرلندا مايكل مارتن المتواجد بجانب الرئيس الأميركي، قائلاً: “ماذا عن خطة الرئيس (ترمب) بشأن طرد الفلسطينيين خارج غزة؟ هل ستناقش هذه الخطة معه؟”، ليبادر ترمب بالرد: “لا أحد يريد طرد أي فلسطيني”.
وذكر رئيس الوزراء الإيرلندي إنه “يتعين زيادة المساعدات إلى قطاع غزة، كما دعا إلى وقف إطلاق النار، والإفراج عن جميع المحتجزين المتبقين”.
وفي 26 يناير الماضي، أعرب ترمب لأول مرة عن رغبته في استقبال مصر والأردن لفلسطينيين من غزة “لفترة مؤقتة أو طويلة”، قبل أن يكرر مطلبه عدة مرات قائلاً إنه يريد تحويل القطاع إلى “ريفييرا الشرق الأوسط” تحت سيطرة أميركية، وهو المقترح الذي أعلنت القاهرة وعمّان رفضه، بالإضافة إلى الفلسطينيين أنفسهم.
وفي 21 فبراير الماضي، تزحزح موقف ترمب بقوله إنه “لن يفرض” خطته بشأن غزة، التي تتضمن “تهجير” الفلسطينيين وسيطرة الولايات المتحدة على القطاع، معرباً عن “تفاجئه” من موقفي مصر والأردن الرافض للخطة، وذلك سط تحركات عربية متسارعة لمواجهة ذلك المقترح.
وانعقدت قمة عربية طارئة بالقاهرة، في 5 مارس الجاري، واعتمدت خطة لإعادة إعمار قطاع غزة دون تهجير الفلسطينيين، ودعت المجتمع الدولي والمؤسسات المالية إلى تقديم دعم سريع لها.
جهود عربية
واستضافت العاصمة القطرية الدوحة، الأربعاء، اجتماعاً ضم وزراء خارجية مصر والسعودية والأردن وقطر ووزير الدولة بالخارجية الإماراتية وأمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، بحضور المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف، وذلك لبحث تطورات الأوضاع في غزة والمنطقة وخطة إعادة إعمار القطاع، بحسب بيان صادر عن وزارة الخارجية المصرية.
وعرض وزراء الخارجية العرب المجتمعون خطة إعادة إعمار غزة التي أقرتها القمة العربية، واتفقوا مع المبعوث الأميركي على مواصلة التشاور والتنسيق بشأنها كأساس لجهود إعادة إعمار القطاع، بحسب البيان المصري.
وأكد الوزراء العرب أهمية تثبيت وقف إطلاق النار في غزة والأراضي الفلسطينية المحتلة، مشددين على ضرورة إطلاق جهد حقيقي لتحقيق السلام العادل والشامل على أساس حل الدولتين، بما يضمن تحقيق تطلعات الشعب الفلسطيني في الحرية والاستقلال.
واعتبر مبعوث الرئيس الأميركي دونالد ترمب إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف، الخميس، أن خطة مصر بشأن إدارة وإعادة إعمار قطاع غزة “خطوة أولى حسنة النية” من الجانب المصري.
وقال ويتكوف في مؤتمر صحافي بالبيت الأبيض: “لقد انتهيت للتو من قراءة المقترح المصري. إنه يحتوي على العديد من الميزات الجذابة. نحن بحاجة إلى المزيد من المناقشة حوله، ولكنه خطوة أولى حسنة النية من جانب المصريين”.