مسؤولة أممية: هناك فرصة أخيرة لتحقيق حل الدولتين
25 فبراير 2025 – 22:22



عقد مجلس الأمن الدولي، اليوم الثلاثاء، جلسة لمناقشة الوضع في الشرق الأوسط.
وقالت المنسقة الخاصة للأمم المتحدة لعملية السلام في الشرق الأوسط بالإنابة، سيغريد كاغ إن الشرق الأوسط يشهد اليوم تحولا سريعا، لا يزال نطاقه وتأثيره غير مؤكدين، “ولكنه يقدم أيضا فرصة تاريخية”.
وفي إحاطتها أمام المجلس، أضافت كاغ التي تشغل أيضا منصب كبيرة منسقي الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية وإعادة الإعمار في غزة، “يمكن لشعوب المنطقة أن تخرج من هذه الفترة بالسلام والأمن والكرامة. ومع ذلك، قد تكون هذه فرصتنا الأخيرة لتحقيق حل الدولتين”.
وأشارت إلى أن المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار على قطاع غزة “وفرت الإغاثة التي كان هناك حاجة ماسة إليها، إلا أنه لا يزال هناك الكثير مما ينبغي القيام به لمعالجة أكثر من خمسة عشر شهرا من الحرمان من الضروريات الإنسانية الأساسية، وفوق كل شيء فقدان الكرامة الإنسانية”.
وأوضحت أنه منذ دخول المرحلة الأولى من وقف إطلاق النار حيز التنفيذ في 19 كانون الثاني/يناير الماضي، سارعت الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية والدول الأعضاء إلى زيادة المساعدات الإنسانية المنقذة للحياة إلى غزة، وسمح تحسن الوصول والظروف الأمنية بتسليم المساعدات والخدمات.
وشددت على أنه بينما يتم التعامل مع الاحتياجات الفورية في غزة، “يتعين علينا أيضا أن نبني مستقبلا يوفر الحماية والتعافي وإعادة الإعمار”، مشيرة إلى أن التقديرات الأولية توضح أن 53 مليار دولار ستكون مطلوبة لصالح جهود التعافي وإعادة إعمار غزة.
وقالت كاغ: “لا بد أن يتمكن الفلسطينيون من استئناف حياتهم وإعادة الإعمار وبناء مستقبلهم في غزة. ولا يمكن أن يكون هناك أي مجال للنزوح القسري”.
وشددت المسؤولة الأممية على أنه بينما تتم المشاركة في التخطيط لمستقبل غزة، يجب ضمان عدد من الأمور بما فيها أن تظل “غزة جزءا لا يتجزأ من الدولة الفلسطينية المستقبلية. وأن تكون غزة والضفة الغربية بما في ذلك القدس الشرقية موحدة سياسيا واقتصاديا وإداريا”.
وأكدت كاغ كذلك أنه “يجب ضمان ألا يكون هناك وجود طويل الأمد للجيش الإسرائيلي في غزة”.
وقدمت أمام المجلس أربعة طلبات رئيسية: أولها، أن الدعم المستمر لتحقيق اتفاق وقف إطلاق النار بالكامل، أمر بالغ الأهمية. أما ثاني تلك الطلبات فهو أنه “من الأهمية بمكان ألا نغفل الديناميكيات الخطيرة في الضفة الغربية، وأن التهدئة العاجلة ضرورية”.
وأضافت كاغ: “ثالثا، يتعين على المجتمع الدولي أن يواصل دعم السلطة الفلسطينية في جهودها الإصلاحية واستئناف مسؤولياتها في قطاع غزة. وينبغي أيضا تمكين قوات الأمن الفلسطينية من القيام بمسؤولياتها في المناطق الخاضعة لسيطرتها”.
ودعت المسؤولة الأممية كذلك في رابع الطلبات التي قدمتها إلى مجلس الأمن، إلى تقديم الدعم السياسي والمالي لجهود التعافي وإعادة الإعمار في غزة.
وأعربت المسؤولة الأممية عن القلق “إزاء العمليات العسكرية الإسرائيلية وتصاعد العنف في الضفة الغربية”، مضيفة أن التقارير لا تزال تشير إلى وقوع ضحايا وتدمير وتشريد، خاصة في محافظات جنين وطوباس وطولكرم، حيث تتأثر مخيمات اللاجئين والبنية الأساسية بشكل كبير.
وقالت كاغ: “أشعر بالفزع إزاء مقتل امرأة حامل وأطفال صغار خلال هذه العمليات. لا بد من التحقيق في مثل هذه الحوادث بشكل شامل ومحاسبة المسؤولين عنها”.
وحذرت المسؤولة الأممية كذلك من أن استمرار النشاط الاستيطاني إلى جانب الدعوات (الإسرائيلية) المستمرة للضم، “تشكلان تهديدا وجوديا لاحتمالات قيام دولة فلسطينية مستقلة وقابلة للحياة وبالتالي حل الدولتين”.
وتطرقت إلى التشريع الإسرائيلي الذي من شأنه وقف عمل الأونروا في الأرض الفلسطينية المحتلة، مشددة على أن “عمل الأونروا لا يزال ضروريا، ويجب السماح له بالاستمرار دون عوائق”.
وفي كلمته، قال مندوب فلسطين الدائم لدى الأمم المتحدة رياض منصور، إن “خطة إسرائيل واضحة في قطاع غزة والقدس الشرقية وبقية الضفة الغربية – القضاء على الوجود الديموغرافي الفلسطيني لإنهاء الجغرافيا الفلسطينية”.
وأضاف: “لدى إسرائيل هذا الحلم المتكرر بأنها ستنهي هذا الصراع عبر اختفاء الشعب الفلسطيني”.
وأشار إلى أن “الوصفات الفاشلة” في الماضي لن تحقق مستقبلًا مختلفًا، مؤكدًا أن تاريخ الشعب الفلسطيني “مليء بالحروب التي شنتها إسرائيل وتوعدت بأنها ستكون حاسمة لكنها لم تكن كذلك”.
وقال منصور: “الفكرة بأن المزيد من الظلم، والوحشية، والقمع سيؤدي إلى السلام هي ضرب من الجنون. الفكرة بأن المزيد من القتل والتشويه والتهجير سيجلب الأمن هي وهم”.
وشدد على أنه لا يوجد حل عسكري لهذا الصراع، بل حل سياسي فقط.
وأكد أن “هناك طريقًا واحدًا فقط للمضي قدمًا – الحفاظ على وقف إطلاق النار في غزة وضمان تنفيذه الكامل وفقًا لقرار مجلس الأمن 2735، وإنهاء التصعيد والعدوان في الضفة الغربية”.
وشارك منصور تسجيلًا صوتيًا للحظة استشهاد الطفلة ليان حمادة (15 عامًا) بوابل من رصاص الاحتلال في غزة في كانون الثاني/يناير 2024، بعد أن اتصلت بالهلال الأحمر الفلسطيني إثر استشهاد والديها وأشقائها بالرصاص. وقالت ليان في التسجيل: “إنهم يطلقون النار علينا… نحن داخل السيارة والدبابة بجوارنا”. وبعد ذلك، ساد الصمت. بعد لحظات، التقطت ابنة عمها، الطفلة هند رجب (6 سنوات)، الهاتف قائلة: “لقد ماتوا. أنا داخل السيارة… الليل يقترب. أنا خائفة. أرجوكم تعالوا وخذوني”.
وأكد منصور وهو يرفع صورة الطفلة الشهيدة رجب أن “أطفالنا يستحقون التعاطف والتضامن”، مشددًا على أن تحقيق “السلام ممكن”.