أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترمب، أنه يعتزم الكشف عن رسوم جمركية متبادلة تعادل تلك، التي يفرضها الشركاء التجاريون على صادرات بلاده، الأسبوع المقبل، في تصعيد كبير لحربه التجارية مع الشركاء الاقتصاديين للولايات المتحدة.
وأوضح ترمب خلال لقائه مع رئيس الوزراء الياباني الزائر شينجيرو إيشيبا، الجمعة، أن هذه الإجراءات ستؤثر على “الجميع”، دون تقديم تفاصيل محددة بشأن طبيعتها، وفق “بلومبرغ”.
وقال ترمب للصحافيين في المكتب البيضاوي: “سأعلن عن ذلك الأسبوع المقبل، بشأن التجارة المتبادلة، حتى نحصل على معاملة عادلة من الدول الأخرى. لا نريد أكثر ولا أقل”، مشيراً إلى عزمه عقد مؤتمر صحافي بشأن الموضوع. كما أضاف أنه يخطط لعقد اجتماع بشأن القضية الاثنين، أو الثلاثاء.
وخلال مؤتمر صحافي في البيت الأبيض في وقت لاحق من اليوم نفسه، ذكر ترمب أن الرسوم الجمركية المتبادلة ربما تكون بديلاً عن خطة فرض رسوم استيراد عالمية تتراوح بين 10 و20%، والتي كانت محور رسالته الاقتصادية خلال حملته الانتخابية. كما أشار إلى أنه يميل إلى تبني سياسة الرسوم المتبادلة أكثر من الرسوم الجمركية العالمية.
واعتبر ترمب أن فرض رسوم جمركية متبادلة، هو النهج “الأكثر عدالة” في التعاملات التجارية الدولية، مشيراً إلى أنه يميل إلى هذا الخيار بدلاً من فرض رسوم ثابتة أو عامة.
وتابع ترمب: “أعتقد أن هذه هي الطريقة العادلة الوحيدة. بهذه الطريقة، لن يتضرر أحد. هم يفرضون رسوماً علينا، ونحن نفرضها عليهم. الأمر متساوٍ”، لافتاً إلى أنه يميل إلى هذا النهج بدلاً من فرض رسوم موحدة.
“تحقيق توازن”
وأشار ترمب إلى أن فرض رسوم جمركية على السيارات لا يزال قيد الدراسة، واصفاً المسألة بأنها “مطروحة دائماً على الطاولة”، مضيفاً: “إنها مسألة كبيرة جداً. علينا تحقيق التوازن”.
وتعهد ترمب خلال حملته الرئاسية بتقديم تشريع يخوّل “استهداف أي دولة تفرض رسوماً على سلعة أميركية الصنع بنفس الرسوم الجمركية بالضبط”.
واستهدف ترمب بشكل خاص ضريبة القيمة المضافة في الاتحاد الأوروبي، وهي معدل قياسي يبلغ 15% كحد أدنى يمكن أن يرتفع بشكل كبير في بعض الدول، وقال للصحافيين، الاثنين، إن الضريبة “بلغت حداً كبيراً”.
كما أشار الرئيس ومستشاروه سابقاً إلى أن الولايات المتحدة ربما تستخدم الرسوم لمواجهة العوائق التجارية غير الجمركية، التي تفرضها دول أخرى، معتبراً أن سياساته تهدف إلى تحقيق “صفقة عادلة” للمستهلكين الأميركيين.
لكن الدفع بشأن الرسوم الجمركية المتبادلة يأتي في الوقت الذي اقترح فيه الرئيس الأميركي خططاً، لتطبيق رسوم عالمية، واستهداف الاتحاد الأوروبي على وجه التحديد، وفرض عقوبات على قطاعات مثل الصلب والأدوية والنفط وقطاعات رئيسية أخرى.
ويقول مساعدو الرئيس إن هذه التهديدات تمنحه أوراق ضغط تفاوضية مع الدول الأخرى بشأن قضايا تشمل الهجرة غير الشرعية وتهريب الفنتانيل، إضافة إلى عجز الميزان التجاري الأميركي.
وفي وقت سابق من الشهر الجاري، أعلن ترمب عن فرض رسوم جمركية بنسبة 25% على كندا والمكسيك، لكنه عاد وأجل تنفيذ القرار بعد تقديم البلدين تعهدات محدودة لمعالجة مخاوفه بشأن أمن الحدود، ما أثار تساؤلات بشأن مدى جديته في تنفيذ تهديداته.
وفي المقابل، فرضت الولايات المتحدة رسوماً بنسبة 10% على الصين، لكنها علّقت فرض رسوم على السلع منخفضة التكلفة التي يجري شحنها مباشرة إلى المستهلكين، بينما تواصل إدارته دراسة آليات تطبيق هذه الرسوم.