انتقدت الصين، السبت، ما وصفته بـ”الإكراه” من جانب الولايات المتحدة بعد قرار بنما الانسحاب من مبادرة الحزام والطريق الصينية للبنى التحتية، في أعقاب تهديد واشنطن باستعادة قناة بنما.
وقالت وزارة الخارجية الصينية في بيان، إن مساعد وزير الخارجية تشاو تشييوان، التقى بسفير بنما لدى الصين، وقدم له ما يفيد رسمياً باستياء بلاده من تلك الخطوة. وقال تشاو إن بكين تأسف بشدة لقرار بنما وإن هذه الخطوة “لا تخدم المصالح الحيوية لبنما”.
وأضاف البيان: “نأمل أن تتخلص بنما من التدخل الخارجي، وتتخذ القرار الصائب بناءً على الوضع العام للعلاقات الثنائية، ومصالح الشعبين على الأمد الطويل”.
تقويض مبادرة الحزام والطريق
وفي وقت سابق الجمعة، قال المتحدث باسم وزارة الخارجيةالصينية لين جيان في إفادة صحافية إن الصين “تعارض بشدة تشويه الولايات المتحدة وتقويضها لمبادرة الحزام والطريق من خلال الضغط والإكراه”.
واعتبرت شبكة CNBC، أن قرار بنما بالانسحاب من المبادرة بمثابة “تنازل” للولايات المتحدة بشأن القناة، بعد أن حذر وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو الزعيم البنمي خوسيه راؤول مولينو الأحد، من أن بنما يجب أن تقلل على الفور مما يقول الرئيس ترمب إنه “نفوذ صيني على منطقة القناة” أو تواجه انتقاماً محتملاً من الولايات المتحدة.
ورفض مولينو الضغوط من الحكومة الأميركية الجديدة لمناقشة ملكية ممر مائي حيوي للتجارة العالمية.
كما رفض الزعيم البنمي الأربعاء، ادعاء أصدرته وزارة الخارجية الأميركية في اليوم السابق بأن صفقة تم التوصل إليها لضمان عبور السفن العسكرية الأميركية للقناة مجاناً. وقال مولينو إن البيان الأميركي “يستند إلى أكاذيب. وهذا أمر لا يطاق”.
وكان الرئيس دونالد ترمب، قد وصف الرسوم المفروضة على عبور السفن الأميركية قناة بنما بـ”السخيفة”، وهدد مراراً بـ”استعادة” القناة، منتقداً ما وصفه بـ”النفوذ الصيني المتزايد”، على الممر المائي.
وشيدت الولايات المتحدة قناة بنما، التي افتُتحت عام 1914، كأحد أكثر المشاريع الهندسية تكلفةً وتعقيداً في التاريخ.
وجرى تسليم القناة إلى بنما عام 1999 بموجب معاهدة تفاوض عليها الرئيس الأميركي الأسبق جيمي كارتر، قبل أكثر من 20 عاماً. لكن ترمب لطالما اعتبر أن هذه الصفقة كانت “سيئة” بالنسبة للولايات المتحدة.
ومبادرة الحزام والطريق هي مشروع بنية تحتية ضخم يشكل ركيزة أساسية لمحاولة الرئيس الصيني شي جين بينج توسيع نفوذ بلاده في الخارج. ويقضي المشروع بإقامة منشآت وبنى تحتية كمرافئ وطرقات وسكك حديد، لاسيما في الدول النامية، كما أنه يسهم في تأمين إمدادات الصين.
وجاء قرار بنما بعد بضعة أيام من زيارة لوزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو، كان الغرض منها احتواء ما تعتبره واشنطن نفوذاً صينياً على قناة بنما.