حدّدت إسرائيل مطاراً وميناء بحرياً لتنفيذ مخطط تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة، والذي طرحه الرئيس الأميركي دونالد ترمب وأثار معارضة عربية ودولية واسعة، وفق ما ذكر مسؤول إسرائيلي لـ”بلومبرغ”.
وأضاف المسؤول المطلع على المناقشات، أن وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس تسلّم مسودة الخطة، التي تحدد آلية تنفيذ عمليات التهجير انطلاقاً من مطار رامون وميناء أشدود، مضيفاً أن “الأفكار الأولية طرحت على كاتس في إحاطة عسكرية، الخميس الماضي”.
وأثار الرئيس الأميركي انتقادات فلسطينية وعربية ودولية واسعة، حتى من أقرب حلفائه الغربيين، بعدما طرح فكرة نقل الفلسطينيين من غزة، وفرض سيطرة أميركية على القطاع الفلسطيني، زاعماً أنه سيحوله لـ”ريفييرا الشرق الأوسط”.
وعاد ترمب، الجمعة، وقال إنه ليس في عجلة من أمره لتنفيذ خطته للسيطرة على غزة، وإعادة إعمارها.
ومع ذلك، يسعى الجيش الإسرائيلي لتحديد أي من المعابر البرية الخمسة الواقعة بين غزة وإسرائيل ستسمح بإخراج الفلسطينيين، بعد خضوعهم لفحص أمني، بحسب ما ذكره المسؤول الإسرائيلي.
وقال المسؤول إن الفلسطينيين “سيسافرون بالحافلة إلى مطار رامون الدولي الذي يبعد حوالي 250 كيلومتراً في جنوب إسرائيل، أو إلى ميناء أشدود المطل على البحر الأبيض المتوسط، وهو على بعد ساعة بالسيارة” عن غزة.
“إسرائيل تتوقع رفضاً مصرياً”
ووفقاً لـ”بلومبرغ”، عمل الجيش الإسرائيلي على وضع مسودة الخطة، مع افتراض أن “مصر سترفض استقبال الفلسطينيين”.
ورحب أغلب الساسة الإسرائيليين بمخطط ترمب، بزعم أنه “وسيلة للتقدم في وقف إطلاق النار” في غزة، فيما حذّر مدير الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية شلومي بايندر، من أن هذه الخطة “تزيد مخاطر العنف في الضفة الغربية”.
وحذرت مصر من تداعيات التصريحات الصادرة من عدد من أعضاء الحكومة الإسرائيلية بشأن تهجير الشعب الفلسطيني من أرضه، مؤكدةً أنها ستعمل مع الشركاء لإعادة بناء غزة دون مغادرة الفلسطينيين للقطاع.
وفي بيان لوزارة الخارجية، أعربت مصر عن قلقها البالغ من تداعيات التصريحات الصادرة من عدد من أعضاء الحكومة الإسرائيلية حول بدء تنفيذ خطط لتهجير الشعب الفلسطيني من أرضه، و”بما يعد خرقاً صارخاً وسافراً للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني وأبسط حقوق المواطن الفلسطيني، ويستدعي المحاسبة”.
وأوضحت وزارة الخارجية المصرية، أن تصريحات بعض المسؤولين الإسرائيليين تعد خرقاً صارخاً وسافراً للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني، ويستدعي المحاسبة، وأضافت أن هذا السلوك يحرض على عودة القتال مجدداً، إلى جانب المخاطر التي قد تنتج عنه على المنطقة بأكملها وعلى أسس السلام.
وكانت القناة 12 الإسرائيلية نقلت عن وزير الدفاع الإسرائيلي قوله: “أرحب بخطة الرئيس ترمب الجريئة، ويجب السماح لسكان غزة بحرية المغادرة والهجرة، كما هي القاعدة في جميع أنحاء العالم”.
وعندما سُئل كاتس عمن سيستقبل الفلسطينيين، قال إنه “ينبغي أن تكون الدول التي عارضت” الحرب الإسرائيلية على غزة. وأضاف: “دول مثل إسبانيا وإيرلندا والنرويج وغيرها، التي وجهت اتهامات لنا.. ملزمة قانوناً بالسماح لأي مقيم في غزة بدخول أراضيها”.
وأفادت القناة 12، أن خطة كاتس ستشمل خيارات الخروج عبر المعابر البرية، فضلاً عن ترتيبات خاصة للمغادرة عن طريق البحر والجو.