قالت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، الثلاثاء، إن الاتحاد الأوروبي سيكون مستعداً لمفاوضات صعبة مع الولايات المتحدة لحماية مصالحه ضد تهديد التعريفات الجمركية المتزايدة، وذلك مع دخول “حرب الرسوم الجمركية” الأميركية مع الصين، حيز التنفيذ، الثلاثاء.
ووصفت دير لاين خلال كلمة ألقتها أمام سفراء الاتحاد الأوروبي في بروكسل العلاقات مع واشنطن بـ”القوية”، إذ يمثل الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة معاً ما يقرب من 30% من حجم التجارة العالمية في السلع والخدمات، وأكثر من 40% من الناتج المحلي الإجمالي العالمي، كما توظف الشركات الأوروبية في الولايات المتحدة 3.5 مليون أميركي. وتعتمد مليون وظيفة أميركية أخرى بشكل مباشر على التجارة مع أوروبا. ويبلغ حجم التجارة بيننا 1.5 تريليون دولار أميركي”.
لكن المسؤولة الأوروبية استدركت تصريحاتها قائلة، إن “كل هذا الزخم أصبح الآن على المحك بالنسبة لكلا الجانبين (الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة)”.
وأضافت فون دير لاين: “أولويتنا الأولى الآن هي العمل على العديد من المجالات التي تتقارب فيها مصالحنا، من سلاسل التوريد الحرجة إلى التقنيات الناشئة. لحل أي مشكلات ووضع الأسس لشراكة أقوى”.
وذكرت المسؤولة الأوروبية: “سنكون منفتحين وعمليين في كيفية تحقيق ذلك. لكننا سنوضح بنفس القدر أننا سنحمي مصالحنا دائماً، مهما كانت الحاجة إلى ذلك، ومتى كان ذلك ضرورياً”.
وتابعت في كلمتها: “في هذا العالم المتهور، فإن أفضل نهج لأوروبا هو أن تظل متزنة. وتبني سياسة خارجية تظل وفية لهويتنا وتقدم خدماتها لشعبنا وشركائنا”.
ودخلت الرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس الأميركي دونالد ترمب بنسبة 10% على جميع المنتجات الصينية حيز التنفيذ، الثلاثاء، بينما ردت عليها بكين بفرض رسوم جمركية على بعض الواردات الأميركية، بما في ذلك الوقود والفحم والغاز الطبيعي المسال، بالإضافة إلى إعلانها فتح تحقيق بشأن احتكار شركة جوجل الأميركية، معتبرة أن الرسوم الأميركية الجديدة، “تنتهك قواعد منظمة التجارة العالمية بشكل خطير”، واصفة إياها بأنها “فاضحة بطبيعتها”.
علاقات “معقدة” مع الصين
وبشأن العلاقات الأوروبية الصينية، قالت فون دير لاين، إن “علاقتنا مع الصين هي واحدة من أكثر العلاقات تعقيداً وأهمية في أي مكان في العالم، وسوف يكون كيفية إدارتنا لهذه العلاقة عاملاً حاسماً في تحقيق الرخاء الاقتصادي والأمن الوطني في المستقبل”، معتبرة أن الصين “شريك تجاري حيوي، حيث تمثل نحو 9% من صادراتنا من السلع وأكثر من 20% من وارداتنا من السلع”.
واعترفت أن التجارة بين أوروبا والصين شهدت اختلالات متزايدة ومخاطر، “ونحن بحاجة إلى إعادة التوازن إلى هذه العلاقة وضمان أن تكون علاقاتنا التجارية والاستثمارية منطقية بالنسبة لأوروبا، سواء بالنسبة لاقتصادها أو أمنها”، داعية إلى إيجاد حلول مع الصين للاستفادة من الفرص التي تتيحها التجارة.
وبشأن الحرب في أوكرانيا، قالت فون دير لاين، إنها “تمثل الأزمة الأكثر مركزية وأهمية بالنسبة لمستقبل أوروبا، خاصة مع قرب دخوها العام الرابع، حيث يحاول الرئيس الروسي (بوتين) بجدية أكبر من أي وقت مضى الفوز بهذه الحرب على الأرض”، مشددة على أنه “ليس مصير أوكرانيا فقط هو الذي أصبح على المحك. بل ومصير أوروبا أيضاً”.
ودعت رئيسة المفوضية الأوروبية، مسؤولي التكتل إلى تمكين أوكرانيا من المقاومة، وأضافت: “أوروبا قدمت ما يصل إلى 134 مليار يورو مساعدات إلى كييف، وبفضل الدعم الأوروبي لأوكرانيا وقرض مجموعة السبع، تمكنا من سد الفجوة في ميزانية أوكرانيا للعام 2025 بأكمله”.
وقالت المسؤولة الأوروبية، إن اقتصاد روسيا يعاني من ارتفاع التضخم وأسعار الفائدة، مشيرة إلى أن حزمة العقوبات الأوروبية السادسة عشرة في طريقها إلى موسكو “يتعين علينا أن نظهر للكرملين أن كلما طالت الحرب، كلما ارتفع الثمن بالنسبة لروسيا. تحتاج أوكرانيا إلى السلام من خلال القوة”.