قالت روسيا، الاثنين، إنها تواصل محادثاتها مع السلطات السورية بشأن عدة قضايا، بينها مصير قاعدتين عسكريتين لموسكو في البلاد.
وقال الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف في تصريحات أوردتها “روسيا اليوم”: “كما تعلمون، فقد أجرى وفدنا مؤخراً محادثات في دمشق، واتفقنا على مواصلة الاتصالات، وسنواصل الحوار بشأن جميع القضايا، بما في ذلك الاتفاقات بشأن استخدام روسيا لقاعدتها البحرية في طرطوس”.
وكان المبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى الشرق الأوسط وإفريقيا ميخائيل بوجدانوف قال، في مقابلة سابقة إن “الرئيس السوري أحمد الشرع ترأس المباحثات التي أجراها الوفد الروسي في دمشق الثلاثاء الماضي”، مشيراً إلى أن اللقاء استغرق أكثر من 3 ساعات، وشارك فيه وزير الخارجية أسعد الشيباني ووزير الصحة ماهر الشرع، بينما ضم الوفد الروسي ممثلين عن مختلف المؤسسات الحكومية الروسية.
وأضاف أن الحوار كان “بناءً وعملياً، وجرى التأكيد على الطابع الودي لعلاقات الصداقة بين البلدين، والتي تتميز بطابع استراتيجي وتهدف إلى الحفاظ على وحدة واستقلال الجمهورية العربية السورية”.
وتسعى روسيا، التي دعمت قواتها الجوية نظام الرئيس السابق بشار الأسد لسنوات، إلى الاحتفاظ بقاعدتها البحرية في طرطوس وقاعدة “حميميم” الجوية بالقرب من مدينة اللاذقية الساحلية.
“مصير غير واضح”
ولا يزال مصير القواعد العسكرية الروسية في سوريا غير واضح، بعد الإطاحة بالأسد بعد 13 عاماً من الحرب الأهلية، التي لعبت فيها موسكو دوراً بارزاً.
وتضمنت اتفاقية أبرمها الرئيس السوري السابق حافظ الأسد مع الاتحاد السوفيتي، عام 1971، إقامة منشآت بحرية، ووضع نقطة دعم لوجستي تابعة للبحرية الروسية في ميناء طرطوس السوري.
وبين عامي 2010 و2012، خضعت القاعدة الروسية التي تعد جزءاً من أسطول البحر الأسود الروسي للتحديث ما سمح للسفن الثقيلة بدخول طرطوس. وفي يونيو عام 2013، تم إنشاء تشكيل عملياتي دائم للبحرية الروسية في البحر الأبيض المتوسط.
ووقعت روسيا وسوريا في 26 أغسطس 2015، اتفاقية غير محددة بشأن وجود مجموعة طائرات روسية في البلاد، تمركزت في مطار حميميم بمحافظة اللاذقية، وأصبحت المنصة الرئيسية للعملية العسكرية الروسية في سوريا التي بدأت في 30 سبتمبر من العام ذاته.
وفي نهاية عام 2015، تم تعزيز القاعدة بنظام دفاع جوي، كما شاركت وحدات من الشرطة العسكرية في توفير الأمن، كما وقعت موسكو ودمشق في عام 2017، اتفاقيتين تحددان استخدام القواعد لمدة 49 عاماً وذلك حتى عام 2066، مع خيارات للتمديد التلقائي لمدة 25 عاماً أخرى.
وضم الأسطول التابع للقوات الجوية الروسية بداية 32 طائرة، منها قاذفات من طرازي Su-24 و Su-34، وكذلك مقاتلات Su-25 و Su-30 الهجومية، إلى جانب 17 طائرة هليكوبتر من طراز Mi-24 وMi-8 AMTSh، كما جرى تحديث المجموعة بطائرات هليكوبتر جديدة 35М-MI ومقاتلات Su-35S.