يستعد مرشح الرئيس الأميركي دونالد ترمب لمنصب وزير الصحة، روبرت كينيدي جونيور، لحضور جلسة تأكيده في مجلس الشيوخ، والتي ستركز بشكل كبير على مواقفه السابقة المثيرة للجدل بشأن معارضة اللقاحات.
وفي الكلمة التي سيدلي بها في جلسة الاستماع المرتقبة الأربعاء، وفقاً لنسخة من الخطاب الذي حصلت عليه “بلومبرغ”، يقول روبرت كينيدي إن “جميع أطفالي حصلوا على اللقاحات، وأؤمن بأنها تلعب دوراً حاسماً في الرعاية الصحية”.
ومن المقرر أن يظهر كينيدي، الأربعاء، أولاً أمام لجنة المالية في مجلس الشيوخ، وهي اللجنة التي ستقرر في نهاية المطاف ما إذا كان يمكن المضي قدماً في تأكيد ترشيح كينيدي وزيراً للصحة، في جلسة عامة للتصويت أمام مجلس الشيوخ بكامله، كما يجب أن يحصل على أغلبية الأصوات في المجلس ليتم تأكيده على رأس الوزارة، التي تشرف على وكالات الصحة الفيدرالية، وتفوق موازنتها 1.7 ترليون دولار، وتُشغل 80 ألف موظف.
وتتمتع لجنة المالية في مجلس الشيوخ بصلاحيات واسعة تركز على برامج التأمين الصحي الضخمة مثل “مديكير” و”ميديكيد”، التي تشكل الجزء الأكبر من الإنفاق الإلزامي في الميزانية الفيدرالية.
وسيظهر كينيدي أمام لجنة الصحة والتعليم والعمل والمعاشات في مجلس الشيوخ، إذ من المقرر أن تعقد جلسة استماع مع كينيدي، الخميس، وتشمل اختصاصات هذه اللجنة مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها، بالإضافة إلى إدارة الغذاء والدواء والمعاهد الوطنية للصحة، وهي وكالات ستخضع لسلطته إذا تم تأكيد ترشيحه وزيراً للصحة.
جدل اللقاحات
وتعرض كينيدي لانتقادات واسعة من الديمقراطيين وخبراء الصحة؛ بسبب تصريحاته السابقة التي شملت مزاعم حول اللقاحات وصفت بـ”المضللة”، بما في ذلك لقاحات كورونا وشلل الأطفال، ومع ذلك، حاول مؤخراً تهدئة المخاوف، وتعهد عقب الانتخابات بعدم حظر أي لقاح.
وفي اتفاقية أخلاقيات العمل الحكومية التي وقعها في 21 يناير الجاري، تعهد كينيدي بعدم التدخل لمدة عام في أي مسائل تتعلق بمنظمة “دفاع صحة الأطفال”، وهي منظمة غير ربحية كان يترأسها وشاركت في معارك قانونية ضد وكالات فيدرالية بشأن اللقاحات.
وقال السيناتور بيل كاسيدي، وهو طبيب ورئيس لجنة الصحة بمجلس الشيوخ، إنه أجرى “محادثة صريحة” حول “اللقاحات” مع كينيدي، بعد أن أعرب عن قلقه بشأن تصريحاته السابقة.
كما أعرب مسؤول اللقاحات الأعلى في إدارة الغذاء والدواء بيتر ماركس، عن تفاؤله بأنه قد يجد “أرضية مشتركة مع كينيدي بشأن اللقاحات”.
موقف كينيدي من حقوق الإجهاض
وتسبب ترشيح كينيدي لمنصب وزير الصحة في انقسام وسط الجماعات المحافظة، حيث انتقد بعضهم تصريحاته السابقة التي أيد فيها “حقوق الإجهاض”.
ومن المتوقع أن يكون هذا الموضوع محوراً أساسياً في جلسات استماع كينيدي، إذ سيكون لديه السلطة على كيفية تنظيم إدارة الغذاء والدواء للأدوية المستخدمة في عمليات الإجهاض.
وأكد كينيدي للمجموعات المحافظة والمشرعين أنه سيتبع وعد حملة ترمب الانتخابية بترك هذه القضية للولايات، لكن كينيدي وإدارة ترمب لن يكون لديهما الكثير من الخيارات لتجنب هذه القضية، نظراً لوجود قضية مستمرة في المحاكم الفيدرالية ضد إدارة الغذاء والدواء.
ودعت مجموعات محافظة على غرار “أميركيون متحدون من أجل الحياة”، إدارة الغذاء والدواء في عهد ترمب إلى التراجع عن القرارات التي تم اتخاذها منذ عام 2016 لتسهيل الوصول إلى حبوب الإجهاض.
وكانت قرارات إدارة الغذاء والدواء لتخفيف قيود ما يُعرف باستراتيجيات تقييم المخاطر والتخفيف (REMS) على حبوب الإجهاض “ميفيبريستون” محور قضية في المحكمة العليا العام الماضي، التي انتهت بهزيمة معارضي الإجهاض.
وتُعتبر جلسات هذا الأسبوع أول فرصة علنية لكينيدي من أجل توضيح أجندة “لنجعل أميركا بصحة مجدداً” Make America Healthy Again، بعد أن ابتعد كينيدي عن الظهور العام والمنشورات على وسائل التواصل الاجتماعي، عقب ترشيحه من قبل ترمب لمنصب وزير الصحة.
وذكرت تقارير أن كينيدي عمل على مشاريع خلف الأبواب المغلقة لعدة أشهر، بما في ذلك مناقشة كيفية وما إذا كان يمكن تنفيذ التغييرات الجذرية التي يسعى إلى تحقيقها في بيروقراطية الصحة الفيدرالية.
ويرى داعمو كينيدي أن مواقفه بشأن الأغذية فائقة التصنيع والمضافات الغذائية تلقى قبولاً واسعاً بين الجمهوريين وبعض الديمقراطيين، ما قد يعزز فرصه في الحصول على تأكيد مجلس الشيوخ. ومن خلال إدارة الغذاء والدواء، سيكون لدى كينيدي سلطة كبيرة على كيفية تنظيم الأطعمة وتصنيفها وتوصيات الحكومة الفيدرالية بشأنها.
لكن كينيدي يواجه أيضاً انتقادات من كلا الجانبين حول قضايا صحية رئيسية مثل الإجهاض واللقاحات، ما يمهد الطريق لمعركة تأكيد يقال إن العديد من حلفائه يعترفون سراً بأنها “ستكون معركة صعبة”.