قال رئيس الوزراء اللبناني المكلف نواف سلام عقب لقائه الرئيس جوزاف عون بالقصر الرئاسي في بعبدا، الجمعة، إنه “لن يتأخر” عن إعلان أسماء وزراء الحكومة اللبنانية الجديدة، واصفاً الأجواء بين الكتل النيابية في البرلمان بـ”أكثر من إيجابية”.
وأشار سلام في مؤتمر صحافي بالقصر الرئاسي في بعبدا، إلى أنه أطلع عون على نتائج الاستشارات النيابية غير الملزمة لدراسة آراء الكتل النيابية والنواب المستقلين في الحكومة، والتي انتهت بعد لقاءه رئيس مجلس النواب ورئيس “حركة أمل” نبيه بري.
ولفت إلى أنه بحث مع عون “الخطوط العريضة” للحكومة الجديدة، ومنها عدد وزرائها، ونوعيتها، والثوابت التي ستعبر عنها الحكومة.
وأكد رئيس الوزراء المكلف، أنه سيعمل بشكل دؤوب على إنجاز تشكيل الحكومة، قائلاً: “سنعمل 7 أيام على 7 أيام و24 ساعة على 24 ساعة لإنجاز الحكومة، والانطلاق بورشة العمل الإنقاذية المطلوبة”.
ووصف سلام الأجواء الحالية بأنها “أكثر من إيجابية”، وأضاف: “لا أريد القول إن الأجواء إيجابية، لأنها بالحقيقة أكثر من إيجابية عند كل الكتل، وعند (رئيس مجلس النواب) نبيه بري”.
وفي سؤاله عن موقف بري من تشكيل الحكومة وبشأن إمكانية مشاركة الثنائي “حزب الله”، و”حركة أمل” فيها، أجاب سلام: “أتمنى أن تمنحوني الوقت حتى يتم إعداد تشكيل الحكومة، وسنرى حينها موقف بري منها”.
ورداً على سؤال بشأن تأخر إعلان تشكيل الحكومة، أجاب سلام: “تم تكليفي حديثاً، التشكيلات الحكومية كانت تأخذ 7، و11، و 12 شهراً ليتم إنجازها، فهل تكون الحكومة متأخرة اليوم إذ تم تكليفي منذ 3 أيام؟ لن تتأخر، فبمجرد القول إنني سأعمل على مدار الساعة، فهذا يعني أنه سيكون هناك مشروع لتشكيلة حكومية في أسرع وقت ممكن”.
ولفت رئيس الوزراء المكلف، إلى أنه “أصر” خلال لقائه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الذي يزور بيروت، على أن “يحصل الانسحاب الإسرائيلي فوراً (من لبنان)، وألا يتأخر، وإلا فإن هذا يُهدد استقرار البلد، ويجب على كل المجتمع الدولي أن يضغط في هذا الاتجاه”.
وتابع: “نعول على دعم فرنسا ليس فقط فيما يخص مؤتمر إعادة بناء لبنان، ولكن أيضاً ما يمكن إحياؤه من مشاريع سابقة لم تنفذ، ويهمنا مساعدة تقنية من فرنسا لتحديث القوانين وعمل المؤسسات”.
دعم فرنسي للرئيس جوزاف عون
من جهته، أكد ماكرون عقب لقاء الموسع مع عون في قصر بعبدا، أن باريس “ملتزمة بالبقاء إلى جانب لبنان ومساعدة الرئيس عون في النجاح لأن ما يجسده ضروري كونه طريقاً جديداً، وعهداً جديداً”، مشدداً: “يتوجب انسحاب كامل للقوات الإسرائيلية، وسيطرة أحادية للجيش اللبناني على السلاح، وفرنسا أعدت مركزاً جديداً لتدريب نحو 500 عنصر من الجيش”.
وبشأن “المعرقلين” لتشكيل الحكومة الجديدة، قال الرئيس الفرنسي: “لم يعد الوقت من أجل المصالح الفردية، وفرنسا ستنظم مؤتمراً دولياً لإعادة الإعمار خلال استقبالها الرئيس عون”، بحسب ما نقلته الرئاسة اللبنانية.
تشكيل الحكومة الجديدة في لبنان
وأنهى رئيس الوزراء اللبناني المكلف، الجمعة، مشاوراته مع أعضاء مجلس النواب بشأن تشكيل الحكومة الجديدة، سعياً إلى توافق بشأن الوزراء وبرنامج العمل والأهداف، قبل عرض الحكومة على مجلس النواب لنيل الثقة.
وقال سلام بعد لقائه رئيس مجلس النواب نبيه بري في عين التينة والذي استمر قرابة الساعة: إنه لن يسمح بتعطيل أو فشل تشكيل الحكومة، مشدداً على الاستناد إلى دستور البلاد، و”اتفاق الطائف”.
ورداً على سؤال بشأن توزيع الحقائب، أجاب سلام: “لا حقائب ولا أسماء ولا تصوّر للحكومة قبل أن أجتمع مع الرئيس (عون) وأتباحث بالأمر معه”.
وأردف سلام: “سمعت وقرأت في الصحف عن عراقيل وغيرها، أؤكد لكم لا يوجد عراقيل من أحد”، مضيفاً:” نحن أمام خيارين إما التفاهم أو التفاهم، واليوم سأقول لكم ما هما ليسا بخيارين (لا التعطيل ولا الفشل)، لا أحد سيعطل أو يسمح بالفشل بتشكيل الحكومة. نريد تشكيل الحكومة من أجل البدء بالعمل المطلوب للإنقاذ”.
ورغم أن سلام حصد أصوات الأكثرية في الاستشارات النيابية الملزمة مع الرئيس جوزاف عون، تشير التوقعات إلى أن النواب الرافضين بتسميته لرئاسة الحكومة قد يكون أول تحدٍ في مسار تشكيل الحكومة.
ولا يزال “حزب الله” و”حركة أمل” في لبنان تحت آثار صدمة سياسية إثر تكليف سلام بتشكيل الحكومة، بعدما اعتقدت الجماعتان أن لديهما ما يكفي من التفاهمات والاتفاقات، لضمان فوز مرشحهما رئيس حكومة تصريف الأعمال، نجيب ميقاتي.
وتنص المادة 64 من الدستور اللبناني عل أن رئيس مجلس الوزراء “يجري الاستشارات النيابية لتشكيل الحكومة ويوقع مع رئيس الجمهورية مرسوم تشكيلها، وعلى الحكومة أن تتقدم من مجلس النواب ببيانها الوزاري لنيل الثقة في مهلة 30 يوماً من تاريخ صدور مرسوم تشكيلها، ولا تمارس الحكومة صلاحياتها قبل نيلها الثقة ولا بعد استقالتها أو اعتبارها مستقيلة إلا بالمعنى الضيق لتصريف الأعمال”.