قال رئيس الوزراء اللبناني المكلف نواف سلام، الجمعة، إنه لن يسمح بتعطيل أو فشل تشكيل الحكومة، مشدداً على الاستناد إلى دستور البلاد، و”اتفاق الطائف”، موضحاً أن توزيع الحقائب الوزارية سيتم بعد اجتماع لاحق مع الرئيس جوزاف عون.
وأضاف بعد لقائه رئيس البرلمان نبيه بري في عين التينة: “البعض تساءل أمس بعد الاستشارات في مجلس النواب أنني وحسب التقاليد والأعراف لم أقل أي كلام حول حصيلة الاستشارات وقلت بأنها لم تنته، لكنها انتهت اليوم بعد لقائي دولة الرئيس، لأجل ذلك لم أقل أي كلمة”.
ورداً على سؤال حول توزيع الحقائب، أجاب سلام: “لا حقائب ولا أسماء ولا تصوّر للحكومة قبل أن أجتمع مع الرئيس وأتباحث بالأمر معه”.
وتابع: “دعوني أضعكم بأجواء المشاورات كلها، في الحقيقة لا أريد أن أقول إن الأكثرية، بل كان هناك إجماع من جميع الكتل ومن النواب الذين التقيتهم على ضرورة النهوض سريعاً بالبلد والعمل على الإنقاذ، الذي سأتعهد بشكل مستمر على العمل عليه 24 ساعة على مدار 7 أيام بالأسبوع. استشعرت من جميع الكتل والنواب المستقلين استعدادهم للتعاون الإيجابي”.
وجاء اللقاء بين بري وسلام، بعدما أجرى رئيس الوزراء المكلف استشارات نيابية غير ملزمة على مدي يومين، لدراسة آراء النواب في الحكومة.
واستعرض الطرفان الأوضاع العامة والمستجدات السياسية خلال اللقاء الذي استمر ساعة ووصفه بري بأنه “واعد”.
لا تعطيل أو فشل
واستأنف رئيس الوزراء اللبناني المكلف الجمعة، مشاوراته مع أعضاء مجلس النواب بشأن تشكيل الحكومة الجديدة، سعياً إلى توافق بشأن الوزراء وبرنامج العمل والأهداف، قبل عرض الحكومة على مجلس النواب لنيل الثقة.
وأردف سلام: “سمعت وقرأت في الصحف عن عراقيل وغيرها، أؤكد لكم لا يوجد عراقيل من أحد”، مضيفاً:” نحن أمام خيارين إما التفاهم أو التفاهم، واليوم سأقول لكم ما هما ليسا بخيارين (لا التعطيل ولا الفشل)، لا أحد سيعطل أو يسمح بالفشل بتشكيل الحكومة. نريد تشكيل الحكومة من أجل البدء بالعمل المطلوب للإنقاذ”.
وتابع: “أؤكد لكم أنا ودولة الرئيس أننا نقرأ في كتاب واحد هو الدستور المعدلّ بموجب اتفاق الطائف، هذا كتابنا الوحيد الذي نعمل بموجبه سوياً، وأنا سأبقى على تواصل مع دولة الرئيس من الآن وحتى تشكيل الحكومة، واليوم بعد الظهر سألتقي الرئيس لأضعه بهذه الأجواء”.
أما عن مشاركة ثنائي “حزب الله” وحركة “أمل” في الحكومة من عدمها، أجاب سلام: “سنعود للقاء غداً وبعد الغد كل ذلك بعد اجتماعي مع فخامة الرئيس، وبعد أن أكون قد وضعته بالأجواء وتفاهمنا على الخطوط ولدي تصوّر أولي سأعرضه على فخامة الرئيس”.
وبدأت، الأربعاء، الاستشارات النيابية غير الملزمة لتشكيل حكومة جديدة برئاسة نواف سلام، في ظل ترقب لعدد أعضاء الحكومة، وحجم تمثيل القوى السياسية داخلها.
وتنص المادة 64 من الدستور اللبناني على أن يجري رئيس مجلس الوزراء الاستشارات النيابية لتشكيل الحكومة ويوقع مع رئيس الجمهورية مرسوم تشكيلها.
وعلى الحكومة أن تتقدم من مجلس النواب ببيانها الوزاري لنيل الثقة في مهلة 30 يوماً من تاريخ صدور مرسوم تشكيلها. ولا تمارس الحكومة صلاحياتها قبل نيلها الثقة ولا بعد استقالتها أو اعتبارها مستقيلة إلا بالمعنى الضيق لتصريف الأعمال.