أعلن الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، الجمعة، أنه أجرى اتصالاً هاتفياً مع الرئيس الصيني شي جين بينج، لبحث عدة قضايا منها التوازن التجاري بين البلدين، ومستقبل تطبيق “تيك توك” (TikTok) في الولايات المتحدة، معرباً عن توقعه بحل عدد من المشاكل “بدءاً من الآن”.
ووصف ترمب، الاتصال الهاتفي مع شي على منصته Truth Social، بـ”الجيد لكل من الصين والولايات المتحدة”، وقال: “لقد ناقشنا التوزان التجاري، و (تدفق مخدر) الفنتانيل، وتيك توك، وعدداً من الموضوعات الأخرى”، وتابع: “سأبذل أنا والرئيس شي قصارى جهدنا لجعل العالم أكثر سلاماً وأماناً”.
وفي المقابل، أعرب الرئيس الصيني عن أمله “في بداية إيجابية” للعلاقات بين بكين وواشنطن خلال فترة الرئاسة الجديدة لترمب، بحسب ما نقله التلفزيون الرسمي الصيني.
ونقل التلفزيون عن شي قوله في مكالمة هاتفية مع ترمب، إنهما يوليان أهمية كبيرة للاتصالات بينهما، وإنهما يريدان دفع العلاقات بين الصين والولايات المتحدة إلى مستويات أعلى.
لا مكان للمواجهة
وأشار شي، إلى “حتمية” وجود “خلافات” بين الصين والولايات المتحدة، لكنه شدد على أهمية أن يكون هناك “احترام للمصالح الأساسية، والمخاوف الرئيسية لكل من البلدين، وإيجاد الطرق المناسبة لحل المشاكل”.
وأكد على وجود “مصالح مشتركة كبيرة”، و”مساحة واسعة للتعاون” بين البلدين، معبراً عن إمكانية أن تكون بكين وواشنطن “شريكين وصديقين”.
واعتبر الرئيس الصيني، أن “جوهر” العلاقات الاقتصادية والتجارية بين البلدين يكمن بأن يكون هناك “منفعة متبادلة ومفيدة للجانبين”، مشدداً على أهمية “ألا تكون المواجهة والصراع خيارنا”.
وأكد شي، على ضرورة “تعزيز التعاون القائم على مبادئ الاحترام المتبادل والتعايش السلمي والتعاون المفيدة للجانبين”، مشيراً إلى أن القضية التايوانية “تهم السيادة الوطنية للصين وسلامة أراضيها، وآمل أن نتعامل معها بعناية كبيرة”.
قنوات اتصال استراتيجية
ووفقاً لوسائل الإعلام الرسمية الصينية، اتفق ترمب، وشي على “إنشاء قنوات اتصال استراتيجية”، و”الحفاظ على الاتصالات المنتظمة، لبحث القضايا الرئيسية ذات الاهتمام المشترك”.
وتبادل الرئيسان، بحسب وسائل الإعلام الصينية، وجهات النظر بشأن القضايا الدولية والإقليمية ذات الاهتمام المشترك، مثل الأزمة في أوكرانيا، والصراع “الفلسطيني- الإسرائيلي”.
وذكرت وكالة أنباء الصين الجديدة “شينخوا”، في وقت سابق، أن شي وترمب تحدثا هاتفياً، الجمعة، لكنها لم تقدم أي تفاصيل أخرى، وقال الرئيس المنتخب في السادس من يناير الجاري، إنه والرئيس الصيني يتواصلان عن طريق ممثلين، وعبّر عن تفاؤله بشأن العلاقة بينهما.
وجاء الاتصال بعد ساعات إظهار ماركو روبيو، مرشح ترمب لوزارة الخارجية، مواقفاً حادة تجاه الصين، خلال جلسة الاستماع إليه في الكونجرس، معتبراً أن بكين “أكبر تهديد”.
ووصف روبيو الحزب الشيوعي الصيني الذي يقود الصين، بأنه “الخصم الأكثر قوة وخطورة الذي واجهته هذه الأمة على الإطلاق”، مشيراً إلى امتلاكه “عناصر لم يمتلكها الاتحاد السوفييتي قط” لأنه “خصم ومنافس تكنولوجي، صناعي، اقتصادي، جيوسياسي، علمي، والآن، في كل المجالات”.
حظر “تيك توك”
وبالتزامن مع الإعلان عن هذا الاتصال، أيدت المحكمة العليا الأميركية في قرارها الذي كان مرتقباً منذ أيام، قانوناً فيدرالياً يلزم شركة “بايت دانس”، الشركة الصينية الأم لتطبيق “تيك توك” بالعثور على مالك غير صيني بسبب مخاوف تتعلق بالأمن القومي، أو الحظر المحتمل على التطبيق الذي من المُفترض تنفيذه، الأحد المقبل.
واعتبرت المحكمة أن القانون، الذي وقعه الرئيس الأميركي جو بايدن العام الماضي، لا ينتهك حرية التعبير المنصوص عليها في التعديل الأول للدستور.
وسعت “بايت دانس” إلى إلغاء هذا القانون، فيما قالت إدارة بايدن إن القانون يهدف للسيطرة على التطبيق الذي يملكه منافس أجنبي، ولا يستهدف حرية التعبير.
وسبق أن أيد ترمب ذات يوم حظر التطبيق لكنه غير موقفه العام الماضي، وجاء تحوله وسط علامات متزايدة على الدعم لحملته الرئاسية بين المديرين التنفيذيين في مجال التكنولوجيا، ومبادرات من المتبرع الجمهوري جيف ياس الذي يمتلك حصة كبيرة في “بايت دانس”، بحسب وكالة “رويترز”.
يأتي هذا فيما ذكرت مصادر مطلعة لـ”بلومبرغ”، الثلاثاء الماضي، أن مسؤولين الصينيين يدرسون خياراً محتملاً يتضمن استحواذ الملياردير الأميركي إيلون ماسك على عمليات تطبيق “تيك توك” في الولايات المتحدة.
حفل التنصيب
وفي سابقة أولى، سترسل الصين أحد أرفع مسؤولي الحزب الشيوعي الحاكم لحضور حفل تنصيب ترمب، الاثنين المقبل، مما يعكس استراتيجية بكين المزدوجة في التواصل مع البيت الأبيض، مع الاحتفاظ بإمكانية “الرد بقوة وسرعة إذا ساءت العلاقات”، وفق صحيفة “واشنطن بوست”.
وكان ترمب قد دعا الرئيس الصيني لحضور حفل تنصيبه، وقالت وزارة الخارجية الصينية، الجمعة، إن نائب الرئيس هان تشينج سيحضر بصفته ممثلاً خاصاً للرئيس شي.
وأضافت الوزارة في بيان: “نحن مستعدون للعمل مع الحكومة الأميركية الجديدة لتعزيز الحوار والتواصل، وإيجاد الطريقة المناسبة للبلدين لكي يتعاونا معاً”.