يتأهب قطاع غزة لالتقاط أنفاسه بعد إعلان التوصل لاتفاق بين حركة “حماس” وإسرائيل لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى والمحتجزين، وذلك بعد 15 شهراً من الحرب الإسرائيلية التي أزهقت أرواح عشرات الآلاف من الفلسطينيين، معظمهم من الأطفال والنساء وكبار السن، وألحقت دماراً هائلاً بكل شيء تقريباً، فيما يكافح مئات الآلاف للنجاة.
وتظهر تقديرات الأمم المتحدة أن إعادة إعمار قطاع غزة بعد انتهاء الحرب ستحتاج إلى مليارات الدولارات، لافتة إلى أن إزالة ملايين الأطنان من الركام الذي خلَّفه القصف الإسرائيلي قد تستغرق سنوات.
وتحذّر الأمم المتحدة منذ أكثر من عام من أن المجاعة تلوح في الأفق في غزة، وقالت في يونيو الماضي، إن المسؤولية تقع على عاتق إسرائيل، بصفتها قوة احتلال في قطاع غزة، لاستعادة النظام العام والسلامة في القطاع الفلسطيني ليتسنى توصيل المساعدات.
ومن المقرر أن يدخل اتفاق وقف النار في غزة، الذي جاء بعد 467 يوماً من الحرب، حيز التنفيذ الأحد (19 يناير الجاري) حسبما أفادت دول الوساطة في مفاوضات غزة (قطر، ومصر، والولايات المتحدة) الأربعاء، في بيان مشترك.
واندلعت الحرب الإسرائيلية على غزة في أعقاب هجوم شنته حركة “حماس” في السابع من أكتوبر 2023 على بلدات متاخمة للقطاع، تُعرف باسم “غلاف غزة”، ورداً على ذلك، شنت إسرائيل عدة هجمات انتقامية قبل أن تعلن الحرب رسمياً على الحركة الفلسطينية في اليوم التالي.
ونرصد فيما يلي حجم الدمار والخسائر الذي حل بقطاع غزة استناداً إلى الأرقام والمعلومات التي أوردتها الأمم المتحدة:
ضحايا حرب إسرائيل على قطاع غزة
- نحو 47 ألف شخص، معظمهم من الأأطفال والنساء وكبار السن، سقطوا منذ بدء الحرب
- أكثر من 110 آلاف شخص أصيبوا جراء الحرب الإسرائيلية
- لا يزال آلاف المفقودين تحت الأنقاض
- 1.9 مليون فلسطيني (90% من سكان غزة) نزحوا داخلياً أكثر من مرة
انعدام الأمن الغذائي
من المتوقع أن يواجه 91% من سكان غزة ممن تم تحليلهم (نحو 1.95 مليون نسمة) مستويات عالية من انعدام الأمن الغذائي الحاد (وفق لجنة استعراض المجاعة)، بما في ذلك:
- 876 ألف شخص يواجهون مستويات “طارئة” من انعدام الأمن الغذائي
- 345 ألف شخص يواجهون مستويات “كارثية” من انعدام الأمن الغذائي
- تضررت 68% من الأراضي الزراعية، و52% من الآبار الزراعية، و44% من الدفيئة الزراعية، وفق مركز الأمم المتحدة للأقمار الاصطناعية “يونوسات” (UNOSAT)
- تدمّر 72% من أسطول الصيد في القطاع (وفق قطاع الأمن الغذائي)
- 15 ألف رأس من الماشية، أو أكثر من 95% من إجمالي الماشية، ونحو نصف الأغنام، ذبحت أو نفقت منذ بدء الحرب (وفق منظمة الأغذية والزراعة)
سوء التغذية في غزة
- أكثر من 96% من الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 6 و23 شهراً والنساء يفتقرون للحد الأدنى من تنوع النظام الغذائي
- 290 ألف طفل دون سن الخامسة و150 ألف امرأة حامل ومرضعات يحتاجون إلى التغذية والمكملات
- أكثر من 60 ألف طفل يحتاجون إلى العلاج من سوء التغذية الحاد في عام 2025
أزمة المياه والصرف الصحي
- 89 ألفاً و353 متراً مكعباً من المياه المنتجة والمزودة في المتوسط يومياً بين 1 و10 يناير، أي أقل من ربع إمدادات المياه قبل أكتوبر 2023
- مليون شخص معرضون لخطر التهديدات المتعلقة بالصرف الصحي، بما في ذلك القوارض والآفات (76%)، والنفايات الصلبة (54%)، والصرف الصحي (46%)، والنفايات البشرية (34%)
- 62% (1.4 مليون) من الأشخاص يتلقون أقل من 6 لترات الموصى بها للفرد يومياً للشرب والطهي
- 47% من الأشخاص يتلقون أقل من الحد الأدنى الموصى به، وهو 15 لتراً للفرد يومياً للشرب والطهي والنظافة الأساسية
المسكن والمأوى
- 92% من مساكن القطاع تضررت، من بينها (160 ألفاً) دمّرت، و(276 ألفاً) تضررت بشكل جزئي
- 1.5 متر مربع متوسط مساحة الفرد في ملاجئ النازحين داخلياً، وهو أقل من الحد الأدنى لمؤشر الطوارئ البالغ 3.5 متر مربع للشخص الواحد
- مليون و875 ألف شخص بحاجة إلى مأوى طارئ وضروري وأدوات منزلية أساسية
- أكثر من 450 ألف شخص في مناطق معرضة للفيضانات، بحسب تقديرات الأمم المتحدة
- 945 ألف شخص بحاجة إلى دعم خلال فترة الشتاء
القطاع الصحي
- 50% (18 من أصل 36) من المستشفيات تعمل جزئياً (1 في شمال غزة، و10 في مدينة غزة، و3 في دير البلح، و4 في خان يونس)
- 11 مستشفى ميدانياً تعمل، بما في ذلك 6 بكامل طاقتها و5 بشكل جزئي (4 في دير البلح، و5 في خان يونس، و2 في رفح)
- 38% أي (53 من أصل 139) من مراكز الرعاية الصحية الأولية تعمل، بما في ذلك 6 بكامل طاقتها و47 تعمل بشكل جزئي
- 24% أي (7 من أصل 26) من المراكز الصحية التابعة للأونروا تعمل حتى 4 يناير
- 23 من فرق الطوارئ الطبية، بما في ذلك 21 في جنوب غزة، واثنان في غزة، ولا يوجد أي منها في شمال غزة
- تضرر 130 سيارة إسعاف وفقاً لوزارة الصحة في غزة
- نحو 12 ألف مريض بحاجة إلى الإجلاء الطبي في الخارج
- منذ إغلاق معبر رفح في 7 مايو 2024، تم إجلاء 446 مريضاً، من بينهم 266 طفلاً بشكل استثنائي خارج غزة حتى 8 يناير 2024
الأضرار المبلغ عنها
- 69% من جميع لمباني مدمرة أو متضررة منذ 1 ديسمبر 2024 (وفق UNOSAT)
- أكثر من 80% من المرافق التجارية مدمرة منذ 24 يناير 2024 (وفق للبنك الدولي)
- 68% من إجمالي شبكة الطرق مدمرة منذ 24 أغسطس (وفق UNOSAT)
التعليم
- 658 ألف طالب لا يحصلون على التعليم الرسمي
- سقوط 12 ألفاً و241 طالباً و503 موظفين تعليميين وإصابة أكثر من 19 ألفاً و619 طالباً و2603 معلمين حتى 14 يناير الجاري، وفق (وزارة التعليم)
- 88% على الأقل من المباني المدرسية أي (496 من أصل 564) تتطلب إما إعادة إعمار كاملة أو إعادة تأهيل رئيسية اعتباراً من 1 ديسمبر 2024
- تدمر 51 مبنى جامعياً، وتضرر 57 مبنى آخرين
جدير بالذكر أن الأمم المتحدة ذكرت في تقرير العام الماضي، أن إعادة بناء المنازل المدمرة في قطاع غزة قد يستمر حتى عام 2040 على الأقل، وقد يطول الأمر لعدة عقود، مشيرة في تقديرات سابقة إلى أن إزالة الأنقاض سيستغرق 14 عاماً.
ويُعتقد أن الركام ملوث بالأسبستوس وهي مجموعة من الألياف المعدنية التي تنشأ تلقائياً في الطبيعة، إذ من المعروف أن بعض مخيمات اللاجئين التي دُمرت أثناء الحرب قد بُنيت بهذه المادة، ومن المحتمل أن الحطام يحتوي على أشلاء بشرية.
وكانت وزارة الصحة الفلسطينية قدَّرت في مايو الماضي، أن هناك نحو 10 آلاف جثة تحت الركام.