أثنى المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية ماثيو ميلر، الأربعاء، على دور فريق الرئيس المنتخب دونالد ترمب خلال مفاوضات وقف إطلاق النار في قطاع غزة، واصفاً مشاركتهم بأنها كانت “مهمة” و”حاسمة” في إنجاز هذا الاتفاق، بعد أشهر من الشد والجذب.
وقال ميلر في مؤتمر صحافي عقب الإعلان عن الاتفاق: “كانت مشاركة فريق ترمب حاسمة لأنه وبالنظر إلى أن هذه الإدارة (الرئيس جو بايدن) ستنهي ولايتها في غضون 5 أيام، فإن أحد الأمور التي قلناها دائماً عن هذا الاتفاق هو أنه عندما ننتقل من المرحلة الأولى إلى الثانية، فإن الولايات المتحدة ومصر وقطر سيكونون هم الضامنون لهذا الاتفاق”.
وأضاف أن “مصر وقطر ستضغط على (حماس) للبقاء على طاولة المفاوضات والانتقال من المرحلة الأولى إلى الثانية، فيما ستضغط الولايات المتحدة على إسرائيل للقيام ذات الأمر”.
وذكر أن إدارة بايدن لا يمكنها تقديم وعود في ظل بقاء 5 أيام على انتهاء ولايتها المقررة في 20 يناير المقبل، مشدداً على ضرورة أن “يرى جميع الأطراف في الاتفاق والمشاركين في الوساطة أن التزامات الولايات المتحدة في هذا الاتفاق متواصلة، وتستمر بعد هذه الإدارة، وتنتقل إلى الإدارة القادمة”.
“أمر نادر الحدوث”
وعمل مبعوث ترمب إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف ومبعوث الرئيس الأميركي جو بايدن، بريت ماكجورك معاً خلال الأيام الماضية في الدوحة، لإتمام اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة، مقابل الإفراج عن المحتجزين لدى “حماس”.
وفي السياق، قال المتحدث باسم الخارجية الأميركية: “لا أعلم ما إذا كان من غير المسبوق أن يجلس مبعوثون من إدارة منتهية الولاية مع إدارة قادمة على نفس الطاولة للتفاوض بشأن اتفاق وقف إطلاق النار في مثل هذا الوقت”، واصفاً ذلك بأنه “أمر نادر الحدوث”.
وأعرب المتحدث عن شكره لفريق ترمب على “عملهم في هذا الاتفاق لوقف إطلاق النار”، معتبراً أن “وجودهم على الطاولة كان أمراً مهماً”.
وبشأن ما إذا كان إدارة ترمب ستكون ضامناً للمرحلة الثانية من الاتفاق، الذي من المتوقع أن يفضي إلى إنهاء الحرب بشكل دائم، قال ميلر: “بالطبع، لا يمكنني التحدث عما ستفعله الإدارة القادمة. ما يمكنني قوله هو أن ذلك يصب بشكل كبير في مصلحة الإدارة المقبلة من خلال الدفع لنقل هذا الاتفاق من المرحلة الأولى إلى إنهاء دائم للحرب، وهو ما سيحدث عند الوصول إلى المرحلة الثانية، ثم الثالثة”.
وذكر أن هناك “محتجزين سيبقون بعد انتهاء المرحلة الأولى، ومن مصلحة الجميع رؤيتهم يعودون إلى ديارهم. كما أنه من مصلحة الجميع أن تتوقف الحرب التي ستنتهي عند استكمال هذا الاتفاق لوقف إطلاق النار، وألا تستأنف في نهاية المرحلة الأولى أو بعد ذلك في المفاوضات التي قد تمتد إلى ما بعد الأسابيع الستة الأولى”.
واعتبر أن ذلك “يصب في مصلحتهم كثيراً، وكما يعتقد الناس أن من مصلحة إسرائيل الوصول إلى نهاية دائمة للحرب”، مضيفاً: “لقد حققت إسرائيل بالفعل جميع أهدافها الاستراتيجية الكبرى في غزة. لقد دمرت القدرات العسكرية لـ(حماس)، وقضت على القيادة التي كانت موجودة في (هجوم) السابع من أكتوبر”.
“كسر دائرة العنف”
وذكر المتحدث الأميركي أن اتفاق وقف إطلاق النار “إنجاز مهم.. ويفتح الباب لكسر دائرة العنف التي تعاني منها المنطقة، وفي حال كان قادة المنطقة مستعدين أخيراً لاتخاذ قرارات صعبة، فقد تكون هذه لحظة حاسمة”.
واعتبر أن العامل الأول الذي ساهم في الوصول إلى اتفاق “كان أن الرئيس جو بايدن أعلن عن هذا المقترح في نهاية مايو الماضي، كما قام وزير الخارجية أنتوني بلينكن وأعضاء آخرون من الحكومة الأميركية بجولة حول العالم لحشد الدعم لهذا الاقتراح الذي حصل على تأييد ليس فقط دول أوروبية، بل أيضاً دول عربية وإسلامية، كما حصل على موافقة مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة”.
وتابع قائلاً إن “الأمر الآخر الذي أعتقد أنه كان حاسماً للتوصل إلى اتفاق هو أن (حماس) أدركت أخيراً أن الحرب الإقليمية الأوسع التي كانت تأمل تحقيقها منذ 7 أكتوبر لن تتحقق”.