أعرب رئيس كتلة “الوفاء للمقاومة” التابعة لجماعة “حزب الله” محمد رعد، الاثنين، عن أسفه بعد اللقاء مع الرئيس جوزاف عون لتسمية رئيس جديد للحكومة، قائلاً إن البعض يعمل على “التفكيك والتقسيم والشرذمة والإلغاء والإقصاء تعنةً وكيديةً وتربصاً”.
وأشار رعد في مؤتمر صحافي بعد لقاء عون، إلى أن الكتلة التي لم تسم أحداً لرئاسة الحكومة “خطت خطوة إيجابية عند انتخاب رئيس الجمهورية”، وأضاف: “كنا نأمل أن نلاقي اليد التي لطالما تغنت بأنها ممدودة وإذ بها قطعت”.
وتابع: “من حقنا أن نطالب بحكومة ميثاقية، وأي حكومة تناقض العيش المشترك لا شرعية لها على الإطلاق”.
ولفت إلى أن الكتلة “ستواكب الخطوات وتترقب وتمضي بكل هدوء وحكمة حرصاً على المصلحة الوطنية”، مضيفاً: “سنرى أفعالهم من أجل إخراج المحتل من أرضنا، وسنرى جهودهم لاستعادة الأسرى وإعادة الإعمار، وسنرى كل الجهود من أجل التنفيذ الصحيح للقرار (مجلس الأمن الدولي رقم) 1701 بما يحفظ الوحدة الوطنية والتوافق الوطني، وبما لا يهدد العيش المشترك في هذا البلد”.
وكانت مصادر قالت لـ”الشرق، في وقت سابق الاثنين، إن “حزب الله” طلب إرجاء اجتماعه مع الرئيس اللبناني ليحدد خلاله مرشحه المفضل لمنصب رئيس الوزراء، لكن المستشار الإعلامي في رئاسة الجمهورية رفيق شلالا قال لاحقاً، إن “موعد كتلة (الوفاء للمقاومة) مع رئيس الجمهورية في إطار الاستشارات النيابية الملزمة لتسمية اسم الرئيس لتشكيل الحكومة، على حاله”.
ووفقاً لوكالة “رويترز”، كان من المنتظر أن يبلغ “حزب الله” و”حركة أمل” عون بأنهما يريدان بقاء رئيس حكومة تصريف الأعمال الحالي نجيب ميقاتي في المنصب.
لكن مصادر الوكالة، ذكرت أن “حزب الله” و”حركة أمل” أجلا اجتماعهما بعد أن صار واضحاً أن مرشحاً آخر سيحظى بقدر أكبر من التأييد بين النواب، وهو رئيس محكمة العدل الدولية القاضي نواف سلام.
تكليف نواف سلام برئاسة الحكومة
ومنصب رئيس الحكومة مخصص لمسلم سني بموجب نظام تقاسم السلطة الطائفي في لبنان الذي يخصص أيضاً منصب الرئاسة لمسيحي ماروني، ومنصب رئيس مجلس النواب لمسلم شيعي.
وكلّف عون، الاثنين، عقب انتهاء الاستشارات النيابية، سلام بتشيكل الحكومة بعد أن حظي بتأييد أكثر 80 عضواً في مجلس النواب، مما اعتبرته “رويترز” أنه يعكس ضعف موقف “حزب الله” التي أرادت استمرار ميقاتي.
ويعد انتخاب عون، الأسبوع الماضي، وتعيين رئيس وزراء جديد هي خطوات نحو إحياء مؤسسات الحكومة اللبنانية التي أصيبت بالشلل لأكثر من عامين، إذ لم يكن هناك رئيس دولة ولا حكومة تتمتع بصلاحيات كاملة.
وتواجه الإدارة الجديدة العديد من المهام التي تشمل إعادة بناء المناطق التي دمرتها الغارات الجوية الإسرائيلية خلال الحرب مع “حزب الله”، وإطلاق إصلاحات متوقفة منذ فترة طويلة لإنعاش الاقتصاد ومعالجة الأسباب الجذرية التي أدت إلى انهيار النظام المالي اللبناني في 2019.
وفي دوره السابق قائداً للجيش اللبناني، لعب عون دوراً حيوياً في تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار الذي توسطت فيه الولايات المتحدة بين إسرائيل و”حزب الله”. ويتضمن الاتفاق شرطاً بانتشار الجيش اللبناني في جنوب البلاد مع انسحاب القوات الإسرائيلية و”حزب الله”، بحسب “رويترز”.
وفي كلمة أمام مجلس النواب عقب انتخابه رئيساً للبلاد، تعهد عون بالعمل على تأكيد اقتصار الحق في حمل السلاح على قوات الحكومة، ما أثار تصفيقاً حاراً.
وقال عون: “عهدي أن أمارس دوري كقائد أعلى للقوات المسلحة، وكرئيس أعلى للمجلس الأعلى للدفاع بحيث أعمل من خلالهما على تأكيد حق الدولة في احتكار السلاح”.