بحكم قربه من الحدود مع سوريا، استقبل قضاء الهرمل، شمالي شرق لبنان، آلاف اللاجئين السوريين، وسط أوضاع معيشية صعبة بسبب شح المساعدات الإنسانية والصقيع المتزايد بالتزامن مع فصل الشتاء.
وقال لاجئون سوريون لـ”الشرق” إنهم غادروا منازلهم فجأة دون التزود بأطعمة وملابس وأغطية، خلال اشتداد القتال بين فصائل المعارضة وقوات نظام الرئيس السابق بشار الأسد قبل سقوطه.
وانتقل معظم اللاجئين إلى القرى الحدودية مع لبنان وإلى البقاع، حيث يقولون إنهم يواجهون أوضاعاً صعبة، وهم بحاجة ماسة إلى مساعدات إنسانية عاجلة لإنقاذهم.
وأضاف اللاجئون أنهم يعانون من “شح المساعدات في ظل ظروف قاسية فاقمها برد الشتاء، خاصة أنهم غادروا منازلهم بشكل مفاجئ دون التزود بالأغراض اللازمة من طعام وملابس وأغطية”.
وقالت داليا زعيتر: “جئت قبل شهر، وهنا نحن بحاجة لثياب من أجل أطفالنا، وتدفئة، وأن تساعدوننا في الوضع المعيشي، فوضع الناس صعب منهم من خرج بثيابه التي يرتديها”.
وقال الطفل محمد كنعان: “هناك برد وجوع، وليس هناك خبز”، مضيفاً: “لقد تفرقنا، لم يبق معنا أقارب، الكل افترق عن الآخر”.
“100 ألف لاجئ في قضاء الهرمل”
واستقبل لبنان منذ اندلاع الحرب في سوريا قبل نحو 14 عاماً أكثر من مليون لاجئ سوري، ما زاد من الضغوط على الوضع الاقتصادي المتردي في لبنان، إذ يقول المسؤولون اللبنانيون إن هذا الوضع “أضعف من قدرات الجهات الحكومية على التعامل مع أزمة اللاجئين، والاعتماد بشكل أكبر على الجمعيات الأهلية”.
وذكر نصري الهق، رئيس اتحاد بلديات الهرمل، أن “الجهات الحكومية لا تدعمنا، لأننا نعلم وضع الحكومة والدولة اللبنانية، وأن إمكانياتها محدودة، لكن وجهوا الجمعيات من خلال وزارة البيئة، وشكلوا خلية أزمة، وهناك بعض الجمعيات التي تأتي وتدعم، ولكن هذا لا يكفي؛ لأن حجم النزوح كبير جداً، ويحتاج إلى إمكانيات أكبر”.
وأوضح الهق أن قضاء الهرمل بحكم قربه من الحدود مع سوريا، يضم حالياً نحو 8 آلاف عائلة سورية لاجئة بما يتجاوز 100 ألف شخص.
وأشار مسؤولون محليون إلى أن أبرز احتياجات اللاجئين تتمثل في وسائل التدفئة والأغطية والملابس، إضافة إلى المواد الغذائية والطبية.
مناداة بالتدخل العاجل
وناشد راكان ناصر الدين، رئيس بلدية المعاصر التابعة لقضاء الهرمل، المؤسسات الحكومية اللبنانية بالتدخل العاجل لمساعدة الأسر التي لجأت من سوريا، وقال: “نحتاج إلى ثياب، لاسيما وأننا الآن في فصل الشتاء، وزيت المازوت قليل”.
وأضاف: “ركبت لنا الجمعيات بعض المدافئ، وأقمنا 6-7 حمامات مزودة بالسخانات التي تعمل على الغاز”.
والتقى رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية نجيب ميقاتي، السبت، مع قائد الإدارة السورية الجديدة أحمد الشرع في دمشق، حيث جرى بحث ملفي ضبط الحدود، وعودة اللاجئين السوريين.
وقال ميقاتي في مؤتمر صحافي عقب اللقاء، إن “لبنان يحتضن أعداداً كبيرة من السوريين، وبات ملحاً معالجة الملف سريعاً، وعودة النازحين إلى سوريا، التي بدأت تستعيد عافيتها بما يحفظ كرامتهم”.