قالت صحيفة “فاينانشيال تايمز” البريطانية الخميس، إن الملياردير الأميركي إيلون ماسك يدرس في مناقشات خاصة مع عدد من حلفائه كيفية الإطاحة برئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر من منصبه قبل الانتخابات العامة المقبلة.
ونقلت الصحيفة عن مصادر مطلعة على هذه المناقشات، أن ماسك، أغنى رجل في العالم والمقرب من الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، يبحث كيف يمكنه وعدد من حلفائه اليمينيين زعزعة حكومة العمال في بريطانيا التي وصلت إلى الحكم قبل 6 أشهر فقط، بما يتجاوز المنشورات العدائية التي يبثها على منصته “إكس”، ضد ستارمر.
وقال أحد المصادر لـ”فاينانشيال تايمز”، إن وجهة نظر ماسك هي أن “الحضارة الغربية نفسها مهددة”.
وسعى ماسك إلى الحصول على معلومات بشأن ما إذا كان بإمكانه بناء دعم لحركة سياسية بريطانية بديلة، بما في ذلك، باستخدام حزب الإصلاح اليميني، لفرض تغيير لرئيس الحكومة في بريطانيا، قبل الانتخابات العامة المقبلة، علماً بأن الانتخابات العامة السابقة أجريت في يوليو الماضي، وتمنح ستارمر 5 سنوات في الحكم، ما لم يقرر إجراء انتخابات مبكرة.
وفي النظام البرلماني البريطاني، يحكم رئيس الوزراء بصفته رئيساً للحزب الذي يملك أغلبية الأعضاء.
واضطر عدد من رؤساء الوزارة في بريطانيا ممن فازوا بالأغلبية في الانتخابات العامة، إلى الخروج من المنصب في منتصف فترة ولايتهم، بسبب ضعف شعبيتهم، وبينهم توني بلير وبوريس جونسون.
اهتمام متزايد بالسياسة البريطانية
وأبدى الرئيس التنفيذي لشركات تسلا وسبيس إكس، ومنصة “إكس” اهتماماً متزايداً بالسياسة البريطانية في الآونة الأخيرة، وبدأ في شن هجمات متصاعدة ضد حكومة ستارمر.
وعبر الأسبوع الماضي، طلب ماسك إجراء تحقيق وطني جديد في قضة الإساءة إلى الأطفال، والتي تضمنت اعتداءات جنسية واستغلال لفتيات قاصرات من قبل عصابات يغلب عليها رجال بريطانيون من أصل باكستاني في عدة مدن وقرى بريطانية قبل نحو 10 سنوات.
واتهم ماسك ستارمر، المدير السابق لمكتب الادعاء العام في بريطانيا وويلز والذي أدار الملف حينها، بـ”التواطؤ” في اغتصاب بريطانيا.
ووصف ماسك الوزيرة في حكومة ستارمر جيس فيليبس بأنها تبرر “حملة اغتصاب جماعية”، بعدما رفضت طلباً من مجلس مدينة أولدهام، لفتح تحقيق جديد في الفضيحة.
ورفض ستارمر انتقادات ماسك لفترة عمله مديراً للإدعاء العام، وقال الاثنين، إن “هؤلاء الذين ينشرون الأكاذيب والمعلومات المضللة” ليسوا مهتمين بالضحايا ولكن بأنفسهم. واتهمت جيس فيليبس ماسك بوضع حياتها في خطر.
وقال مات جودوين المعلق السياسي اليميني إن ماسك وأميركيين آخرين، أصبحوا مهووسين بفضيحة عصابات الإساءة للأطفال، في المملكة المتحدة عبر الأسابيع الماضية، لأنها “فظيعة للغاية”.
ولكنه، ذكر أنه يعتقد أن ماسك لا يثق بحكومة العمال ولا كير ستارمر.
وطلبت “فاينانشيال تايمز” من ماسك التعليق.
خلاف ماسك مع زعيم الإصلاح
وفي خطوة مفاجئة، باعد ماسك نفسه عن رئيس حزب الإصلاح اليميني نايجل فاراج، محطماً آمال الحزب في الحصول على تبرع سخى من ماسك في المستقبل القريب، أوردت تقارير أنه كان ليصل إلى 100 مليون دولار.
وقال ماسك إن حزب الإصلاح “بحاجة إلى زعيم جديد”، وإن فاراج “ليست لديه القدرات المطلوبة.
ويدرس ماسك أيضاً بدلاء محتملين لفاراج على رأس الحزب، بما في ذلك النائب عن الحزب روبرت لو، ويدرس أيضاً آلية استبداله، وفقاً لأشخاص مطلعين على النقاشات.
وصعد حزب الإصلاح في استطلاعات الرأي في الأشهر الأخيرة، ورجح بعضها حصوله على 22% من أصوات الناخبين، مقارنة بـ14% في الانتخابات الماضية التي أجريت في يوليو.
ويحظى حزب العمال بـ28%، والمحافظين على 24% وفقاً لاستطلاع أخير أجرته مجلة “بوليتيكو”.
وجاء النزاع بين ماسك وفاراج بعد أن التقيا في منتجع ترمب في مارالاجو بفلوريدا الشهر الماضي، حيث وصف فاراج ماسك بأنه “صديق”.
وقلل فاراج الثلاثاء، من النزاع بينهما وقال لراديو LBC إنه سيلتقي ماسك في يناير، وأنه يخطط للسفر إلى الولايات المتحدة لحصور حفل تنصيب ترمب في 20 يناير بواشنطن.
وأضاف: “لا رغبة لدي في بدء حرب مع إيلون ماسك، وأنا لن أفعل ذلك”.