بحصوله على 99 صوتاً من أصل 128 في مجلس النواب اللبناني، بات قائد الجيش العماد جوزاف عون، رئيساً للجمهورية، خلفاً للرئيس السابق ميشال عون، لتنتهي بذلك فترة الشغور الرئاسي التي دامت لأكثر من سنتين.
ويشغل عون منصب قائد الجيش منذ العام 2017، بعد أن انضم إلى الجيش اللبناني في العام 1983. وكان من المقرر أن يتقاعد في يناير من العام الماضي، إلا أن البرلمان اللبناني أقرّ اقتراح قانون مدّد بموجبه ولاية قائد الجيش عاماً واحداً، ما أتاح تفادي شغور قيادة المؤسسة العسكرية.
وتدرج عون في الرتب العسكرية إلى أن وصل إلى رتبة العماد. وحصل خلال مسيرته العسكرية على العديد من الأوسمة أبرزها وسام الحرب ثلاث مرات، ووسام الجرحى مرتين، ووسام الوحدة الوطنية، ووسام فجر الجنوب.
كما حصل على وسام الاستحقاق اللبناني من الدرجة الثالثة والثانية ثم الأولى، ووسام الأرز الوطني من رتبة فارس، ووسام مكافحة الإرهاب.
وعون أب لطفلين ويتحدث الفرنسية والإنجليزية. يتحدر من بلدة العيشية في قضاء جزين جنوب لبنان، ويحمل إجازة في العلوم السياسية.
برز اسمه عندما خاض الجيش بقيادته معركة في أغسطس 2017، لطرد مجموعات من تنظيم “داعش” احتموا في مناطق جبلية حدودية مع سوريا، ونجح فيها.
ويتمتع عون بعلاقات جيدة مع مجموعات سياسية مختلفة الولاءات، بما فيها “حزب الله”، وكذلك مع دول أجنبية، وفق “رويترز”.
وفي خضم الاحتجاجات التي شهدها لبنان في مارس من العام 2021، بعد أن هوى سعر الليرة اللبنانية إلى مستويات قياسية وتردي الأوضاع المعيشية، انتقد قائد الجيش جوزاف عون، النخب السياسية في بلاده لتعاملهم مع الأزمة الحالية، محذراً من اضطراب الوضع الأمني.
ووجه حديثه للمسؤولين قائلاً: “إلى أين نحن ذاهبون، ماذا تنوون أن تفعلوا، حذرنا أكثر من مرة من خطورة الوضع، وإمكان انفجاره”.
وشكل خطاب قائد الجيش أول انتقاد علني يصدر عن مسؤول عسكري رفيع ضد النخبة السياسية منذ بدء الأزمة المالية في لبنان أواخر العام 2019.
كما شكل الخطاب بداية اندلاع أزمة مع رئيس الجمهورية ميشال عون، الذي أمر بفتح الطرق وتحرير الشوارع من المتظاهرين، فيما رفض قائد الجيش هذا الطلب، مؤكداً أنه “لن يقبل بجعل الجيش في مواجهة مباشرة مع المتظاهرين”.
وستواجه الحكومة المقبلة تحديات هائلة إلى جانب تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار الذي أنهى الحرب بين إسرائيل و”حزب الله” والسعي للحصول على مساعدات لإعادة الإعمار، بالإضافة إلى تطبيق الإصلاحات الاقتصادية.
ويعيش لبنان منذ ست سنوات أزمة اقتصادية ومالية أدت إلى تدمير عملة البلاد ومحو مدخرات العديد من اللبنانيين. وتوفر شركة الكهرباء الحكومية التي تعاني من نقص السيولة بضع ساعات فقط من الطاقة يومياً.
وقد تضرر الجيش بشدة من الأزمة الاقتصادية في لبنان التي بدأت في العام 2019، وتراجعت قيمة رواتب أفراده الى حد كبير. في العام 2020، اضطر لفترة لإلغاء اللحوم من الوجبات المقدمة للجنود أثناء الخدمة بسبب ارتفاع أسعار المواد الغذائية.
في العام 2021، أدلى عون بكلمة أمام ضباط في مقر قيادة الجيش، رد فيها على الانتقادات لقبوله مساعدات أميركية. وقال “الشعب جاع… والعسكري أيضا يعاني ويجوع”. وتابع: “لولا المساعدات لكان الوضع أسوأ بكثير”، وفق ما نقلت آنذاك “فرانس برس”.
وتوصل زعماء البلاد إلى اتفاق أولي مع صندوق النقد الدولي بشأن حزمة إنقاذ في العام 2022 لكنهم أحرزوا تقدماً محدوداً في الإصلاحات المطلوبة لإبرام الصفقة.