قبل أقل من 24 ساعة على التصويت لانتخاب رئيس مجلس النواب الأميركي المقرر الجمعة، كان المرشح الجمهوري والرئيس الحالي للمنصب مايك جونسون، لا يزال يعمل على إقناع عدد من زملائه الجمهوريين المتشككين بالتصويت لصالحه، رغم حصوله على تأييد الرئيس المنتحب دونالد ترمب، والذي قد تؤدي معركة على منصب رئيس المجلس، إلى تأخير التصديق على انتخابه في 6 يناير.
وأثارت هذه التحركات الشكوك بشأن جولة تصويت صاخبة الجمعة، ما يزيد من خطر استمرار المعارك الداخلية بالحزب الجمهوري التي ميزت دورة الكونجرس الـ118 (2023 – 2025)، إلى الدورة الـ119 المقبلة، وفق صحيفة “واشنطن بوست”.
وقضى جونسون الأسبوع الماضي، في التواصل مع النواب الجمهوريين والاجتماع بهم في الكابيتول في محاولة لفهم مخاوف حوالي 12 عضواً من النواب المتشددين الذين يحتاج دعمهم في انتخابات رئاسة المجلس.
وينتمي معظم هؤلاء النواب المتشككين في قيادة جونسون، إلى “تجمع الحرية” المحافظ والذي طالب على مدار العام الماضي، بتقليل الإنفاق الحكومي، وكانوا وراء الإطاحة بالرئيس السابق للمجلس، كيفين مكارثي.
ولتأمين فوزه بالمنصب، يحتاج جونسون إلى 218 صوتًا، ما يعني أنه لا يمكنه خسارة أكثر من صوت واحد بين زملائة الجمهوريين، خاصة والأغلبية الجمهورية في المجلس لديها 219 مقعداً فقط بعد استقالة النائب مات جايتس الشهر الماضي.
وأعلن النائب توماس ماسي بالفعل، أنه سيصوت ضد جونسون، ما يعني أن الأخير بحاجة إلى جميع الأصوات الجمهورية المتبقية.
وإذا لم يحصل جونسون على الأصوات اللازمة فسيتعين على المجلس التصويت في جولات متتالية لحين انتخاب رئيس المجلس، كما حدث في يناير 2023، حين أجرى المجلس 15 جلسة تصويت لانتخاب مكارثي.
ترمب يلقي بثقله وراء جونسون
وقدّم الرئيس المنتخب دونالد ترمب دعمه لجونسون، مشيراً إلى أنه “الأنسب لتنفيذ الإصلاحات المحافظة”. وقال ترمب في حفل ليلة رأس السنة إن جونسون لديه القدرة على كسب الأصوات اللازمة، وأضاف: “الجميع يحبونه تقريباً. إنه الشخص الذي يستطيع الفوز الآن”.
وأثر دعم ترمب هذا الأسبوع، على بعض المشرعين مثل النائب جوش بريشين، الذي أعرب عن ثقته في جونسون بعد تأييد ترمب. ومع ذلك، يبقى عدد من أعضاء “تجمع الحرية”، مترددين بشأن دعم جونسون، إذ يرغبون في معرفة خططه لتقليل الإنفاق الحكومي مع دفع أجندة ترمب إلى الأمام.
وقال النائب الجمهوري تشيب روي أحد أبرز المعارضين لجونسون إن الأخير أساء التعامل مع أزمة تمويل الحكومة، وأفادت “واشنطن بوست”، بأنه يريد طرح نفسه كبديل محتمل.
أولويات المجلس الجديدة
ونشر جونسون وثيقة من 32 صفحة يوم رأس السنة يوضح فيه أولوياته التشريعية. وتشمل الخطة تمرير 12 مشروع قانون جمهوري، لكن بعض القضايا في أجندة ترمب لم يتم تضمينها.
وسيكون سقف الدين، على رأس أولويات الكونجرس الجديد، إذ أشارت وزيرة الخزانة جانيت يلين إلى الحاجة لاتخاذ تدابير “استثنائية” إذا لم يتم رفع السقف بحلول 14 يناير.
وشدد جونسون وحلفاؤه على أن تحقيق الأهداف الحزبية يتطلب وحدة داخلية. وفي مقالة رأي مشتركة، كتب جونسون وثلاثة من نوابه أن الالتزام بخطة إصلاحية طموحة يتطلب وحدة صف الجمهوريين، بدءاً من إعادة انتخابه رئيساً للمجلس.
وإذا تمكن جونسون من الحصول على الدعم الكافي، فقد تكون هذه بداية لمرحلة من الإصلاحات السياسية التي يتبناها الحزب الجمهوري. ومع ذلك، إذا استمر الخلاف الداخلي، قد يواجه المجلس تشريعات فوضوية قد تؤثر على فعالية الحزب في تحقيق أجندته.