أعلنت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاجون) إعادة المعتقل رضا بن صالح اليزيدي من سجن خليج جوانتانامو إلى بلده تونس.
وقالت وزارة الدافاع، في بيان، الاثنين (بالتوقيت المحلي الأميركي)، إنه “في 31 يناير 2024، أخطر وزير الدفاع لويد أوستن الكونجرس بنيته دعم هذه الإعادة، وبالتشاور مع شركاؤنا في تونس، أكملنا متطلبات النقل المسؤول”.
وأوضح البيان أنه تقرر أن رضا بن صالح اليزيدي “مؤهل للنقل” من خلال عملية مراجعة دقيقة بين الوكالات، بموجب الأمر التنفيذي 13492 الصادر عام 2009.
وأضافت الوزارة أن 26 معتقلاً لا يزالون في منشأة الاحتجاز؛ 14 مؤهلون للنقل، و3 مؤهلون لمجلس المراجعة الدورية، و7 مشاركون في عملية اللجان العسكرية، فيما أدين معتقلان وحُكم عليهما من قبل لجان عسكرية.
محتجز بلا تهم
وأفادت صحيفة “نيويورك تايمز” بأن رضا بن صالح اليزيدي دخل جوانتانامو منذ اليوم الأول لافتتاحه، ولم تُوجَّه له أي تهمة في المحكمة العسكرية.
وأشارت الصحيفة الأميركية إلى أن اليزيدي، البالغ من العمر 59 عاماً، أمضى سنوات طويلة في السجن الحربي بسبب عدم التوصل إلى اتفاقات لإعادته إلى بلاده أو إعادة توطينه في مكان آخر.
ونُقل جواً من القاعدة في عملية سرية أُنجزت بعد 11 شهراً من إخطار البنتاجون للكونجرس بأنها توصلت إلى اتفاق لإعادته إلى الحجز التونسي، وفقاً لما أفاد به البنتاجون، الذي لم يقدم أي تفاصيل عن الترتيبات الأمنية المحيطة بعودته.
ونقل اليزيدي هو الرابع خلال أسبوعين في إطار جهود إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن المتأخرة لتقليص عدد المحتجزين في السجن، الذي كان يضم 40 معتقلاً عند تولي الرئيس بايدن منصبه.
ومع مغادرته، انخفض العدد إلى 26 معتقلاً، منهم 14 تمت الموافقة على نقلهم إلى دول أخرى وفق ترتيبات دبلوماسية وأمنية.
ولا يزال 9 معتقلين يخضعون لإجراءات ما قبل المحاكمة، أو أُدينوا بـ”جرائم حرب”، ما يعني أن البيت الأبيض سيفشل مرة أخرى في تحقيق هدف الرئيس السابق باراك أوباما بإغلاق السجن.
معتقل سيء السمعة
ومع دخوله عامه الرابع والعشرين في يناير، أصبحت مهمة السجن تركز بشكل أكبر على المحاكمات العسكرية المحددة؛ بدلاً من عمليات الاحتجاز على نمط أسرى الحرب، التي شهدت اعتقال واستجواب مئات المحتجزين في سنواته الأولى.
كان اليزيدي آخر المعتقلين التونسيين الاثني عشر، الذين احتُجزوا في السجن، ومعظمهم اعتُقلوا في أفغانستان أو باكستان بعد هجمات 11 سبتمبر 2001، ونُقلوا إلى جوانتانامو كمشتبه بهم في قضايا إرهاب.
ونُقل اليزيدي إلى السجن الحربي في اليوم الذي افتُتح فيه، 11 يناير 2002، وصُوِّر راكعاً مجهول الهوية في مجمع مفتوح بدائي في معسكر “إكس راي” في جوانتانامو، في واحدة من أكثر الصور شهرة في عمليات الاحتجاز.
ومع نقله، لم يبق سوى شخص واحد من بين أول 20 معتقلاً، ما زال محتجزاً في السجن، وهو علي حمزة البهلول، الذي يقضي عقوبة السجن مدى الحياة بتهمة التآمر لارتكاب جرائم حرب، بصفته مستشاراً إعلامياً لزعيم تنظيم “القاعدة” أسامة بن لادن.