أوقف مكتب التحقيق في فساد كبار المسؤولين بكوريا الجنوبية، الجمعة، تنفيذ مذكرة اعتقال الرئيس المعزول يون سوك يول، بعد مواجهة مع الحرس الرئاسي الذي فاق القوات التي ذهبت لاعتقاله عدداً.
وذكر المكتب المعروف اختصاراً بـCIO أن الحرس الرئاسي شكل حائطاً بشرياً قوامه 200 شخص، لمنع تنفيذ مذكرة الاعتقال بحق يون الذي يواجه تهماً بالتمرد بعد إعلانه الأحكام العرفية لفترة وجيزة في 3 ديسمبر الماضي، فيما أعلن فتح تحقيق بحق رئيس الحرس الرئاسي.
وقال المكتب للصحافيين إنه يعتقد أن تنفيذ مذكرة توقيف الرئيس يون يكاد يكون مستحيلاً بسبب استمرار حالة المواجهة الحرس الرئاسي، وأوقف محاولة تنفيذها في حوالي الساعة 1:30 ظهراً بسبب مخاوف بشأن سلامة المحققين بسبب عرقلة التنفيذ، وفق ما نقلت وكالة “يونهاب” الكورية الجنوبية.
وأعرب المكتب عن “أسفه الشديد لسلوك المشتبه به المتمثل في عدم الالتزام بالإجراءات القانونية”، وقال إنه سيقرر الخطوات التالية بعد المراجعة.
وبدأ المحققون بدعم من الشرطة في محاولة تنفيذ مذكرة توقيف يون في مقر الإقامة الرئاسي في منطقة يونجسان بالعاصمة سول، في الساعة 8:00 صباحاً، لكنهم “دخلوا في مواجهة لمدة تزيد على 5 ساعات بسبب مقاومة جهاز الأمن الرئاسي وغيره”.
ورحب الرئيس الانتقالي للحزب الحاكم بوقف مذكرة الاعتقال، وقال إن التحقيق يجب أن يستمر دون اعتقال الرئيس، فيما حض الحزب الديمقراطي المعارض مكتب تحقيقات الفساد على اعتقال من يعيقون تنفيذ المذكرة.
وعزل البرلمان يون في ديسمبر الماضي، ولكن التصديق على عزله نهائياً يتطلب قراراً من المحكمة العليا التي بدأت في 27 ديسمبر أولى جلسات الاستماع في القضية. وحالياً، يون موقوف عن ممارسة مهام عمله.
وأصدرت محكمة كورية في 31 ديسمبر مذكرة توقيف الرئيس يون، بعد أن طلب مكتب التحقيق في فساد كبار المسؤولين إصدار مذكرة التوقيف للاستجواب بسبب تجاهله 3 استدعاءات للمثول للاستجواب.
وتمتد صلاحية مذكرة التوقيف إلى يوم 6 يناير.
وتجمع الآلاف من أنصار يون بالقرب من المقر الرئاسي في الأيام الأخيرة للاحتجاج على عزله ومنع اعتقاله، وفرقت الشرطة بعضهم بالقوة.
ويصف فريق الدفاع القانوني عن يون المذكرة بأنها “غير قانونية وغير صالحة”، وقدموا طلباً لوقف تنفيذها.
“سأقاتل حتى النهاية”
وتعهد يون الخميس، بالقتال حتى النهاية، وسلم يون رسالة إلى أنصاره الذين تجمعوا أمام مقر إقامته الرئاسي في منطقة يونجسان في سول لمعارضة عزله، وفقاً لمحاميه سيوك دونج-هيون.
وقال يون: “بسبب انتهاك القوى الداخلية والخارجية لسيادتها وأنشطة الجماعات المناهضة للدولة، أصبحت كوريا الجنوبية الآن في خطر”، وتعهد قائلاً: “معكم، سأقاتل حتى النهاية لحماية هذا البلد”.
وبحسب ما ورد قام بنقل الرسالة على ورقة بحجم “ايه 4″، ووقعها بنفسه، إلى مؤيديه من خلال شخص ثالث.
وأعرب عن امتنانه للداعمين، قائلاً إنه يتابع “جهودهم” عبر البث المباشر على يوتيوب.
وقال: “إن الديمقراطية الحرة، حيث يكون كل مواطن هو المالك، وليس الدولة أو الحزب، سوف تسود بالتأكيد”.