أظهر استطلاع حديث للرأي أجرته صحيفة “صنداي تايمز” البريطانية، أن حزب العمال الحاكم سيخسر 200 من مقاعده في البرلمان إذا أجريت انتخابات اليوم، فيما تصعد شعبية حزب “الإصلاح” اليميني بقيادة نايجل فاراج، ما يؤدي إلى برلمان معلق، لا يحصد فيه أي طرف الأغلبية، وينهي الهيمنة الثنائية للعمال والمحافظين على المشهد السياسي البريطاني.
وبين الاستطلاع الذي أجرته الصحيفة بالتعاون مع مركز أبحاث أن حزب العمال الذي فاز بأغلبية المقاعد في انتخابات يوليو، سيخسر 87 مقعداً لحزب المحافظين، و67 لحزب الإصلاح، فيما ينتزع الحزب القومي الاسكتلندي 26 مقعداً من إجمالي مقاعد العمال.
وحقق الحزب بزعامة كير ستارمر نصراً انتخابياً ساحقاً في انتخابات يوليو بعد حصوله على 441 مقعداً، منهياً 14 عاماً من حكم “حزب المحافظين”.
ولكن حكومة ستارمر واجهت صعوبات عدة منذ اقتراع 4 يوليو، إذ حاصرتها اتهامات، وشهدت نزاعاً بين قياداتها، وكذلك، انتقادات لأول موازنة لها، تضمنت زيادات في الضرائب قدرها 40 مليار دولار.
وانخفضت أرقام رئيس الوزراء في استطلاعات الرأي، فيما تعثر الاقتصاد البريطاني.
7 وزراء سيخسرون مقاعدهم
وأظهر الاستطلاع أن 7 وزراء في الحكومة بينهم نائبة رئيس الوزراء أنجيلا راينر، ووزيرة الداخلية إيفيت كوبر، ووزير الصحة ويس ستريتنج سيفقدون مقاعدهم إذا أجريت الانتخابات اليوم.
وقالت “بلومبرغ” إن النتائج تشير إلى نهاية احتكار الحزبين الكبيرين (المحافظين والعمال) على السياسة البريطانية، مع صعود حزب الإصلاح إلى المركز الثالث.
وقال حزب الإصلاح الأسبوع الماضي، إن عضويته تجاوزت عضوية حزب المحافظين، وأصبح نايجل فاراج الآن، المفضل لدى المراهنين في خلافة ستارمر في رئاسة الوزراء.
وشمل الاستطلاع 11 ألفاً، ويعتمد على نوايا التصويت التي جمعها بين 31 أكتوبر و16 ديسمبر.
ماسك يدعم الإصلاح
وحظي حزب الإصلاح بدعم الملياردير الأميركي إيلون ماسك وسط نقاشات مع نايجل فاراج بشأن تقديم ماسك 100 مليون دولار للحزب.
وهاجم ماسك حزب العمال، ووصف حكومته بأنها “دولة بوليسية استبدادية”، فيما نشر عريضة تدعو إلى إجراء انتخابات عامة جديدة، وشارك فيلماً وثائقياً لناشط يميني متطرف مسجون.
وفي أحدث هجوم له، رد ماسك على منشور حول عريضة تمت مشاركتها على الإنترنت تدعو إلى إجراء انتخابات عامة فورية في بريطانيا، التي شهد انتخابات في يوليو، أعادت حزب العمال بأغلبية ساحقة.
وقال ماسك في منشوره: “لقد سئم شعب بريطانيا من دولة بوليسية استبدادية”.
وبدأت معركة ماسك مع الحكومة البريطانية خلال الصيف، عندما علّق على عملية ارتكبها شاب يبلغ من العمر 17 عاماً، بعدما اقتحم مركزاً لتعليم الأطفال الرقص، وقتل 3 فتيات وجرح 6 أطفال آخرين في مدينة ساوثبورت الساحلية، إذ نشر ادعاءات غير دقيقة حول استجابة الحكومة، واتهم ستارمر بإدارة نظام عدالة “ثنائي المستوى” يعامل البيض بقسوة أكبر.